تنازل عن منصبه في القوات المسلحة من أجل الفن وأرخ ثورة ٢٣ يوليو في ”رد قلبي” وسلط الضوء علي تضحيات أهل بورسعيد في مواجهة العدوان الثلاثي وعمر الشريف تسبب في انفصاله عن فاتن حمامة.. حكايات في حياة مخرج
أطلق عليه الجمهور والنقاد "مخرج الرومانسية"، وهو اللقب الذي استحقه عن جدارة نظرًا للأعمال الفنية المميزة التي قدمها للسينما المصرية علي مدار سنوات طويلة، فهو يعتبر علامة بارزة في عالم الإخراج السينمائي ويمتلك رؤية فنية مميزة جعلته يتربع على عرش هذا المجال، فهو فنان شامل نجح في الإخراج وكتابة السيناريوهات والتمثيل بجدارة ليسيطر اسمه في عالم السينما المصرية وسط عمالقة الفن، أنه الموهوب عز الدين ذو الفقار.
ولد عز الدين ذو الفقار في حي العباسية بالقاهرة في ٢٨ أكتوبر عام ١٩١٩ وهو الشقيق الأوسط للفنانين محمود ذو الفقار وصلاح ذو الفقار، عمل ضابطًا بالقوات المسلحة المصرية قبل دخوله إلى الوسط الفني وعمله بالاخراج، ثم استقال بعد ذلك وهو برتبة نقيب في سلاح المدفعية ليعمل بالسينما.
في بداية مشواره عمل كمساعدًا للمخرج محمد عبد الجواد في بعض الأفلام منها "الدنيا بخير" و"أزهار وأشواك"، ثم اتجه بعد ذلك إلى العمل كمخرج وكاتب سيناريو، وأنتج وأخرج أول أفلامه "أسير الظلام" عام ١٩٤٧ الذي اشترك في كتابة الحوار معه الشاعر أحمد رامى، وحقق هذا العمل نجاح جماهيري لدرجة أنه أعاد تقديمه مرة أخرى في عام 1962 بعنوان "الشموع السوداء" من بطولة مايسترو الكرة المصرية صالح سليم والفنانة نجاة الصغيرة، حيث رشح المخرج العبقري في البداية الفنان عمر الشريف لهذا الدور ولكنه اعتذر عن العمل بسبب انشغاله بفيلم عالمي، فقرر المخرج عز الدين ذو الفقار أن يعيد اكتشاف صالح سليم، بعد اخفاقه الشديد في فيلم "السبع بنات" حيث تنبأ له بأن سيكون ممثل جيد وآمن بموهبته إيمانًا شديدًا فكان يرى فقط أنه يحتاج إلى بعض التدريبات فحاول إقناع سليم بأداء دور البطولة المطلقة في فيلمه الجديد وبعد محاولات مضنية وافق سليم على أداء الدور أمام نجمة الغناء العربي نجاة الصغيرة.
وخلال مسيرته الفنية أخرج وشارك ذو الفقار في كتابة سيناريو العديد من الأفلام البارزة في تاريخ السينما المصرية منها: "الشموع السوداء، وشارع الحب، ورد قلبي، وإنى راحلة، وموعد مع السعادة"، وغيرها، وكان عز الدين يتميز بالقدرة على تقديم أفلام تجمع بين المستوى الفنى الجيد وقادرة على تحقيق النجاح الجماهيري، وكان أيضًا من أعلى المخرجين أجرًا في جيله.
دخل فيلم "رد قلبي" ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهو من أهم الأفلام التي أرخت لثورة 23 يوليو، وشارك في بطولته كوكبة من كبار النجوم أبرزهم شكري سرحان، أحمد مظهر، مريم فخر الدين، هند رستم، رشدي أباظة، زهرة العلا، فردوس محمد، ويعتبر فيلم "بورسعيد" من أهم الأفلام الوطنية حيث عرض خلاله جزء من تضحيات أهل بورسعيد في مواجهة العدوان الثلاثي على مصر، في فترة عصيبة من عمر الوطن، وشارك في بطولته نخبة من النجوم أبرزهم فريد شوقي، شكري سرحان، رشدي أباظة.
اشترك المخرج عز الدين ذو الفقار في فيلم "خلود" عام ١٩٤٨ أمام فاتن حمامة وبشارة واكيم وكمال الشناوي وإسماعيل يس ومحمود السباع، وكان من إنتاجه بالإشتراك مع أحمد حمامة والد فاتن حمامة، وفي الأسبوع الأول من التصوير نشأت قصة حب بينه وبين فاتن حمامة فتزوجا وانجبا ابنتهما نادية التي اشتركت بالتمثيل وهي طفلة في فيلم "موعد مع السعادة" عام ١٩٥٤ وكان من إخراج والدها.
وعملت معه فاتن في مجموعه كبيرة من الأفلام، كانت البداية في فيلم "أبو زيد الهلالي" عام 1947 الذي أتى بعده عدة أفلام سينمائية متميزة أهمها "أنا الماضي" عام 1951، و"سلوا قلبي" عام 1952، و"موعد مع الحياة" عام 1953، و"موعد مع السعادة" عام 1954 وهو آخر افلامهما معًا قبل انفصالهما، حيث أنفصلت عنه، وتزوجت من عمر الشريف الذي تركت من أجله عز الدين ذو الفقار، وتزوج عز الدين بعد ذلك في عام 1954 من كوثر شفيق وأنجب منها دينا ذو الفقار، وبعد صراع طويل مع المرض توفى عز الدين ذو الفقار عن عمر يناهز ٤٣ عامًا.