تزوج فيروز.. واعتزلت الفن من أجله.. ولم يطلب منها تغيير ديانتها المسيحية حتى وفاته.. حكايات لا تعرفها عن الفنان بدر الدين جمجوم

واحداً من أبرز نجوم الكوميديا في زمن الفن الجميل، استطاع أن يلفت أنظار الجماهير إليه وأثبت خلال أعمال صغيرة أنه يملك موهبة فنية بأدائه الرائع بين أبناء جيله فتألق مع جيل عمالقة الكوميديا، انه الفنان بدر الدين جمجوم الذي عاش أجمل قصة حب مع "الطفلة المعجزة" الفنانة فيروز رغم اختلاف ديانتهما ولم يطلب منها طوال زواجهما تغيير ديانتها المسيحية.

ولد بدر الدين محمد جمجوم في 26 ديسمبر عام 1934 وهو من أصل فلسطيني من مدينة الخليل، تخرج من قسم التمثيل بمعهد الفنون المسرحية عام 1959 ثم من كلية الآداب جامعة القاهرة، بدأ حياته الفنية من خلال الإذاعة وذلك بالاشتراك في فرقة "ساعة لقلبك" التي حققت نجاحاً كبيراً في مصر وهو برنامج إذاعي فكاهي كان في فترة الخمسينات.

نشأ "جمجوم" وسط عمالقة نجوم الكوميديا من خلال برنامج "ساعة لقلبك" الذي يعد أحد أهم العلامات في تاريخ الإذاعة المصرية، حيث ضم البرنامج العديد من نجوم وكتاب الكوميديا والفكاهة في مصر ومنهم الكاتب الراحل يوسف عوف وأحمد طاهر وأمين الهنيدي وأنور عبد الله وعبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس ومحمد عوض وخيرية أحمد وجمالات زايد وفؤاد راتب ونبيلة السيد وأحمد الحداد.

قدم العديد من المسلسلات الإذاعية الكوميدية عبر الراديو ومنها سلسلة المسلسل الكوميدي الشهير "أغبياء ولكن ظرفاء" من تأليف محمد أحمد المصري الشهير بـ "أبو لمعة"، وإخراج كامل البيطار، وشاركه البطولة فؤاد راتب، وتدور أحداثه حول ثلاث أغبياء يتعرضون كل مرة لعملية نصب مختلفة.

التحق بفرقة إسماعيل ياسين ليقدم نوعاً مختلفاً من الأدوار الرومانسية والتراجيديه خاصة أن قائد الفرقة هو نجم الكوميديا إسماعيل ياسين لذلك لم يقدم في تلك الفترة اي أعمال خفيفة كوميديه، ثم عمل موظفاً في الثقافة الجماهيرية وشارك في عدد من المسرحيات منها، حركة واحدة اضيعك، الحب لما يفرقع، اثنين على دبوس، أنا وأخويا وأخويا، روبابيكيا.

شارك في العديد من الأفلام وأبرزها، بين القصرين، زقاق المدق، قاضي الغرام، غرام في أغسطس، الزوج العازب، نورا، مراتي مجنونة مجنونة مجنونة، جزيرة العشاق، المليونير المزيف، للمتزوجين فقط، مغامرة شباب، أسرار البنات، سارق المحفظة، مذكرات الآنسة منال، آدم والنساء، حسناء المطار.

ومن أبرز مسلسلاته، مملوك في الحارة، ألف ليلة وليلة، الحب في حقيبة دبلوماسية، رحمه، المكتوب على الجبين، على الزيبق، مبروك جالك ولد، محمد رسول الله، الأيام، والكثير من الأعمال.

قدم أخر أفلامه في السينما وأولى أعماله الإنتاجية من خلال فيلم "السرعة لا تزيد عن صفر" وشاركه البطولة عبلة كامل وأحمد بدير وناهد سمير ورأفت فهيم وفاروق فلوكس وأبو الفتوح عمارة وحلمي عبد الوهاب وسيد صادق ومحمد الصاوي ومختار أمين، وإخراج إبراهيم الشقنقيري.

تزوج "بدر جمجوم" من الفنانة فيروز والملقبة بالطفلة المعجزة ونشأت قصة حبهما أثناء عمله بفرقة إسماعيل ياسين انتهت بالزاوج ورغم اختلاف ديانتهما إلا أنهما عاش أجمل قصة حب في الوسط الفني أثمرت عن ولد يدعى "أيمن" وفتاة وتدعى "إيمان".

قدم الثنائي بعد زواجهما معاً مسرحية فقط بعنوان "شقة وخمسين مفتاح" وكانت أخر أعمال الراحلة فيروز، وهي رواية اقتبسها جمجوم من قصة طريفة حدثت لهما بعد الزواج، حيث كان عش الزوجية هو السكن الذي كان جمجوم يعيش فيه قبل الزواج مع الممثل الراحل إبراهيم خان وبحكم كونهما عزاباً كانت شقتهما مليئة بالأصدقاء في أي وقت وكانوا يملكون نسخاً عديدة من مفاتيح الشقة وهو ما سبب ازعاج للزوجين في الأسابيع الأولى من زواجهما.

اعتزلت فيروز الفن بعد زواجها من جمجوم وفضلت الحياة الأسرية والراحة والهدوء بعيداً عن ضوضاء الشهرة وظلت على ديانتها "المسيحية" طوال ثلاثين عاماً عاشها الاثنان سوياً حيث كانت هي مسيحية بينما كان هو مسلم.

وقالت إيمان ابنة الفنانان الكبيرين: "تزوجت والدتي بوالدي حين كان في بداية مشواره الفني بينما كانت هي نجمة ومشهورة جداً وارتبطا بعد قصة حب كبيرة رغم اختلاف دينيهما فوالدي مسلم ووالدتي مسيحية ومع ذلك كانا أسعد زوجين في الحياة والوسط الفني وكان يكبرها بعشر سنوات ومع ذلك عاشا بسعادة ورضا".

وتابعت إيمان بدر الدين: "عندما طلب والدي الزواج من والدتي لم تعترض اسرتها على الاطلاق وأيضاً شقيقتها ميرفت التي مثلت مرة واحدة وتزوجت أيضاً من مسلم، وفي منزلنا كان ممنوع التحدث بالتفرقة الدينية، وكنت أذهب مع والدتي الي الكنيسة ويلحق بنا والدي وكان يقدم تبرعات للكنيسة، وفي الشهر الفضيل كانت هي التي تحثنا على الصيام والصلاة وهي من علمتني الكثير من آيات الذكر الحكيم، حتى أن والدي لم يطلب منها أن تغير عقيدتها بل كان يحتفل بعيد الميلاد المجيد وكذلك الأمر بالنسبة لها في عيدي الأضحى والفطر.. ولو أجريت تحليل للدم حالياً فستكون النتيجة أن نصف دمي مسيحي والنصف الآخر مسلم".