مشهد استعراضي صنع نجوميتها وصدفة جمعتها بالموسيقار محمد عبد الوهاب كانت تميمة حظها وهذه قصتها مع نجيب الريحاني.. اعرف حكاية دخول سامية جمال لعالم الفن
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
وفى عام ١٩٥٧ أجرت إحدي المجلات تحقيقًا تحت عنوان "قصص من كتاب الحظ"، تحدث فيه عدد من نجوم الزمن الجميل عن دور الحظ فى حياتهم وكيف لعبت الصدفة دورها فى بداية مشوارهم ووضعتهم على أول طريق الفن.
وكان من بين هؤلاء الفنانيين النجمة سامية جمال والتى تحدثت عن الصدفة التى وضعتها على طريق الشهرة قائلة :"كان اسمى قد لمع فى المسرح الاستعراضى كراقصة وكانت أمنيتى أن أصبح إحدى نجوم الشاشة المصرية، وعبثاً ضاعت كل محاولاتى للفت أنظار المخرجين إلى موهبتى، وذات يوم اختاروا إحدى زميلاتى الراقصات للمشاركة فى مشهد استعراضى من فيلم رصاصة فى القلب الذى قام ببطولته الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب".
أضافت: "ذهبت لزيارة زميلتى أثناء تصوير الفيلم، وما أن رآنى محمد عبدالوهاب حتى تحدث مع المخرج محمد كريم وسأله هلى أنا من المشاركات فى المشاهد الاستعراضية بالفيلم، وما إن عرف أننى أعمل فى المسارح الاستعراضية حتى تحدث معى عن ضرورة استغلال مواهبى والاهتمام بالسينما، واقترح على المخرج أن يضمنى لمشاهد الاستعراضات بالفيلم".
وتابعت سامية كيف كانت هذه الصدفة والخطوة بداية لمشوار نجوميتها قائلة: "طرح الفيلم في دور العرض وذهب نجيب الريحانى لمشاهدته فى أول حفلاته الصباحية، وبمجرد أن خرج منه أرسل يدعونى لمقابلته فى مسرحه، وذهبت إليه فى الحادية عشرة من صباح اليوم التالى لأوقع عقد بطولة فيلم أحمر شفايف، وعدت إلى منزلى وأنا لا أصدق ماحدث وكانت المفاجئة الأخرى أنى وجدت مرسال من عند المنتجة عزيزة أمير يدعونى لمقابلتها".
وأختتمت سامية جمال حديثها: "ذهبت لعزيزة أمير وخرجت من عندها وأنا أحمل عقد اتفاق لبطولة فيلم البنى آدم وهكذا بدأ الحظ يبتسم لى وتفتحت أمامى أبواب الشهرة بفضل دور الكومبارس الذى قمت به صدفة فى فيلم رصاصة فى القلب".
ولدت سامية جمال في بني سويف، في ٢٥ مايو ١٩٢٤، وعاشت هناك مع والدها ووالدتها وزوجة أبيها الأخرى حتى توفت والدتها وهي في سن الثامنة من عمرها، ومن بعدها والدها، حيث عاملتها زوجة أبيها بقسوة وحولتها من ابنة صاحب البيت إلى مجرد خادمة تؤدي أعمال البيت، لتقرر الهرب من المنزل وتنضم لإحدى الفرق الغنائية.
عملت من خلال ممارستها للرقص الشرقي لسنوات طويلة على تطوير أسلوب خاص بها، حيث تميز رقصها بالمزج بين الرقص الشرقي والرقصات الغربية، كما ركّزت سامية جمال في رقصها، على تقديم حالة من الإنبهار للمتفرج من خلال الملابس والموسيقى والإضاءة والتابلوهات الراقصة التي تشكلها صغار الراقصات في الخلفية، وكونت في الرقص الشرقي اتجاهًا فنيًا مضادًا لإتجاه الراقصة الشهيرة تحية كاريوكا، ففي حين اعتمدت سامية، على المزج بين الرقص الشرقي والغربي اتخذت تحية اتجاه الرقصات الشرقية والمصرية القديمة والتنويع على الحركات القديمة وتقديمها بشكل أكثر حداثة.
قررت سامية جمال اعتزال الفن والأضواء فى أوائل السبعينيات من القرن الماضي، ولكنها عادت مرة أخرى للرقص فى منتصف الثمانينيات، ثم عاودت الاعتزال مرة أخرى، وبقيت على اعتزالها حتى وفاتها فى ١ ديسمبر عام ١٩٩٤.
قبل وفاتها بعدة أشهر قامت سامية جمال، بشراء مدفن لها على أول طريق السويس، وكانت تحرص على زيارته من وقت لآخر، وفي إحدى المرات وجدت الحارس قام بكتابة مدفن الفنانة سامية جمال، فقامت بتوبيخه على وضع كلمة فنانة لأنها تود أن تبقى بلا أي ألقاب عند مقابلة ربها، وقامت بكسر الرخامة التي كتب عليها لقب فنانة، كما أوصت سامية بشيء غريب قبل وفاتها، وهي أن يتم خروج جثمانها في هدوء من سلم الخدم، كما أصرت في أيامها الأخيرة على أن تخدم نفسها دون مساعدة من أحد.