فضح صلاح نصر.. ومنع بأمر من السادات ومبارك.. حكاية فيلم ”وراء الشمس” الذي منعه جميع رؤساء مصر
أثار فيلم "وراء الشمس" جدلاً واسعاً في المجتمع المصري خلال فترة السبعينات بعدما قدم قضايا سياسية هامة وحادة للغاية حول أسباب هزيمة الجيش المصري في نكسة 1967، وهو ما تسبب في منع عرضه لفترات طويلة بسبب رفض الرقابة له بحجة مخالفته النظام العام والآداب العامة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ويعرض الفيلم في ظل الانفتاح التكنولوجي.
قيل أن إسم فيلم "وراء الشمس" جاء اقتباساً من جملة شهيرة كان يرددها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في إشارة منه لمصير المعارضين له والمعتقلين، وتدور أحداث الفيلم بعد هزيمة 1967عندما طالب أحد قادة الجيش الكبار بفتح تحقيق يكشف الأسباب الرئيسية وراء الهزيمة فيتعرض للقتل في منزله.
وتم منع عرض الفيلم من جميع رؤساء مصر بداية من الرئيس الراحل محمد أنور السادات حتى الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وذلك نتيجة كشفه للانتهاكات وأساليب التعذيب التي حدثت خلال حقبة الستينات وتوجيه اتهامات الخيانة والعمالة للمعارضين من المثقفين وأساتذة الجامعات والطلاب.
وفضح العمل دائرة "الإرهاب الأمني" بشقيها المشهورين في التاريخ المصري الحديث وهما جهاز المخابرات العامة بقيادة صلاح نصر ومدير السجن الحربي ولعب دوره النجم الراحل رشدي أباظة والذي تتخلد ذكراه دائماً في المذكرات الخاصة لأصحاب الرأي الذين شاءت ظروفهم أن يكونوا نزلاء لديه في سجنه الحربي.
وأبدعت الفنانة الراحلة نادية لطفي في تجسيد دور "العميلة" من خلال شخصية "سهير" وذلك بعد قتل والدها واعتقال أخيها لتتوغل داخل ما يدور بالجامعات وكتابة التقارير الأمنية على الشباب الثوري والأساتذة المعارضين لنظام الحكم الناصري وتصبح عميلة نشطة للأجهزة الأمنية وعميلة هامة لحساب المسئول الأمني الكبير "هاشم بك" ولعب دوره الفنان صلاح منصور والذي يمثل شخصية صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات العامة وقتها، ومع الوقت تشعر سهير بالذنب وتندم على عملها.
كما يكشف الفيلم فضائح صلاح نصر من خلال فيلته الخاصة "المصيدة الأمنية" بتصوير وتسجيل فيديوهات فاضحة للعميلات وهو ما حدث خلال أحداث الفيلم عندما قام "الجعفري" مدير السجن الحربي بإستدراج "سهير" إلى فيلا خاصة وقام بتخديرها واغتصابها وتصوير مشهد اغتصابها كي تخضع لطلباته فيجندها لحسابه حتى تقوم بالتجسس على طلبة الجامعة وأساتذتهم الذين يشاركونهم نشاطهم السياسي.
وشارك في بطولة فيلم "وراء الشمس" كوكبة متميزة من النجوم وهم نادية لطفي ورشدي أباظة وشكري سرحان وصلاح منصور ومحمود المليجي وصابرين ومنى جبر والسيد راضي وأحمد زكي ومحيي إسماعيل ومحمد صبحي وزين العشماوي ومحمد الدفراوي وصلاح نظمي وعبد السلام محمد وعلي الشريف ومحمد السبع ونبيل الهجرسي وفتحية شاهين وراوية أباظة وعبد المنعم أبو الفتوح وهياتم وأحمد بدير وأحمد ماهر، قصة وسيناريو وحوار حسن محسب، وإخراج محمد راضي.
وكشفت نادية لطفي في لقاء تلفزيوني أن فيلم "وراء الشمس" الذي تناول الحقبة الناصرية كان حقيقياً ولم يقصد تشوية صورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وتابعت: "أثناء تصوير أحد المشاهد في الفيلم أندلعت مظاهرات 77 وعمت الشوارع وحرق وقتها كازينو الليل والحكاية السودة دي".
وأضافت الفنانة الراحلة أن العمل الذي ينتقد شىء أو يبرز خطاً كبيراُ في الوطن ليس معناه أننا نضع ظل على المرحلة الناصرية كافة ولم يكن هدفها نهائياً تشويه صورة جمال عبد الناصر قائلة: "ليه هو كان جوز أمي أنا مليش دعوة بعبد الناصر.. لكن الناس دي تسببوا في كارثة انتهت بالنكسة، أنا لا أعرف تغيير الحقيقة".
وأشارت إلى أنها تنازلت عن 3 آلاف جنيه من أجرها في هذا الفيلم للفنان رشدي أباظة كونه طلب مبلغ كبير من المنتج قائلة: "لم يكن متاح مبلغ رشدي أباظة وأنا تكفلت بدفع 3 آلاف جنيه من أجري لأنه أفضل شخصية تستطيع تجسيد هذا الدور".