ساعدها في الغناء ومنحها أولي بطولاتها السينمائية بعد وفاته.. اعرف حكاية شادية مع سيد درويش الذي كان تميمة حظها في المجال الفني
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والأخري الإنسانية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
وفى عام ١٩٥٧ أجرت إحدي المجلات تحقيقًا تحت عنوان "رجل تأثرت به" تحدثت خلاله عدد من نجمات الفن عن صدف ورجال كان لهم تأثير كبير فى حياتهن واتجهاههن للفن وطريق الشهرة.
من بينهم الفنانة شادية التي علي الرغم من أنها ولدت بعد وفاة الفنان سيد درويش بسنوات طويلة إلا أنها ذكرت أنه كان له الفضل الكبير فى بداياتها وعشقها للفن والطرب، حيث كان والدها يعشق سيد درويش ودائمًا ً يتحدث عن عبقريته.
ولم تكن شادية تعرف شيئًا عن سيد درويش وألحانه حتى ربطتها علاقة صداقة بأسرة فى الإسكندرية وكانت هذه الأسرة تمتلك مجموعة من الإسطوانات للشيخ سيد درويش فاستمعت لها شادية كثيرًا وحفظت أجزاء من أغنياته الشهيرة، وذات يوم فاجأت والدها بغناء بعض المقطوعات لسيد درويش، فبكى والدها من الفرح وفى هذه الليلة فكر والدها فى أن يعدها لمجال الفن والطرب.
وبعد سنوات عرض عليها أحمد بدرخان وحلمى رفلة بطولة فيلم من انتاجهما وأول أغنية قدمتها له كانت لسيد درويش، فأعجب بها بدرخان إعجابًا شديدًا، وبادر بأن يوقع معها عقد فيلم "العقل فى أجازة".
ولدت الفنانة شادية في ٨ فبراير عام ١٩٣١ بمنطقة الحلمية الجديدة في حي عابدين، فكان والدها أحمد كمال يعمل مهندس زراعة ومشرفًا على أراضي الخاصة الملكية حيث كان عمله آنذاك أي في بدايات القرن العشرين يستدعي وجوده في قلب العاصمة المصرية القاهرة وعلى بعد خطوات من قصر عابدين.
فكان أول ظهور لها في دور صغير بفيلم "أزهار وأشواك" عام ١٩٤٧، حيث أعجب المنتج والمخرج حلمي رأفة، بالموهبة الكبيرة للفتاة ذات الـ ١٦ عامًا فتبناها فنيًا، ومن هنا حجزت أول بطولة لها في فيلم "العقل في إجازة" أمام محمد فوزي وليلى فوزي وفي نفس العام، وقدمت فيه أداءًا غنائيًا، بالإضافة لأدائها التمثيلي.
برزت شادية في أداء الأدوار الرومانسية والكوميدية بطريقة فريدة، كما قامت بدور الفتاة "الدلوعة" في عدد من الأفلام السينمائية، فكان من أبرز أعمالها الكوميدية في فترة الخمسينات "حماتي قنبلة ذرية" و"في الهوا سوا" عام ١٩٥١، و"بنات حوا" و"الستات ميعرفوش يكدبوا" عام ١٩٥٤، وشاركها في هذه الأفلام جميعها نجم الكوميديا إسماعيل يس.
ويرى بعض النقاد أن مسيرة شادية شهدت نضج فني بعد ثورة ١٩٥٢، حيث قدمت بجانب الرومانسية والكوميديا أفلامًا درامية وشخصيات تحمل العديد من التعقيدات النفسية والاجتماعية، فكان دورها في فيلم "المرأة المجهولة" عام ١٩٥٩ دليلًا على موهبتها المتفجرة، حيث قدمت دور الأم وهي لم تتجاوز الثلاثين من عمرها، وغنت في هذا الفيلم أغنيتها الشهيرة "سيد الحبايب".
وقفت دلوعة السينما المصرية أمام العديد من نجوم الفن، فشاركت العندليب بطولة فيلم "لحن الوفاء" عام ١٩٥٥، وكذلك معبودة الجماهير عام ١٩٦٧، كما شكلت ثنائيات ناجحة مع عماد حمدي وفريد الأطرش وكمال الشناوي الذي شاركها في ٢٧ فيلمًا تقريبًا، ومن أشهر أفلامهما "أرحم حبي".
كما أنها شكلت مع صلاح ذو الفقار ثنائيًا مميزًا، فقدما معًا عددًا من الأفلام منها "أغلى من حياتي" عام ١٩٦٥، والذي تحول إلى حقيقة حيث تزوجا أثناء تصوير الفيلم، ولكن لم تدم زيجتهما طويلًا، حيث أثرت مشاكل متعلقة بالحمل والولادة على علاقتهما الزوجية، فأنتهى زواجهما عام ١٩٦٩، فكان من أبرز اعمالهما معًا: "مرأتي مدير عام" عام ١٩٦٦، و"عفريت مراتي" عام ١٩٦٨.
عاشت شادية بعد إعتزالها لكي تتقرب إلى الله فقط كما كانت تقوم بالأعمال الخيرية وتمنح الكثير من عطائها للأيتام خاصة لأنها لم ترزق بالأطفال، وهكذا رحلت عن عالمنا النجمة شادية، في ٢٨ نوفمبر عام ٢٠١٧.