ظن أنه مغني أجنبي..وقدم معه دويتو..وشهد لقاؤهما الأول أزمة..حكاية الموقف الذي أبكى فيه موسيقار الأجيال سمير الإسكندراني

كان من النادر أن يقوم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بتقديم دويتو غنائي مع أي مطرب أو مطربة، لكن الأمر كان مختلفًا مع الفنان الراحل سمير الإسكندراني الذي لا يعرف الكثيرون حكاية تقديمهما دويتو معًا بالإنجليزية والعربية بعنوان "Never let me go ".

رحلة تعارف الإسكندراني بموسيقار الأجيال بدأت بعد أن استمع الأخير لصوته في الإذاعة المصرية عندما كان يتغنى بواحدة من أشهر أغاني الفنان العالمي "فرانك سنترا" بعنوان "strangers in night" في عهد رئيس الإذاعة عبد الحميد الحديدي.

بعد ذلك هاتف موسيقار الأجيال رئيس الإذاعة معتقدًا أن الصوت الذي يستمع إليه هو مطرب أجنبي ليرد عليه الأخير بأنه مصري من حي الغورية ليطلب مقابلته، حينها ذهب الفنان الراحل إلى محمد عبد الوهاب وكان يجلس معه في ذلك الوقت الشاعر حسين السيد وعازف الكمان أحمدالحفناوي.

ثم قام سمير الإسكندراني بالغناء أمام عبدالوهاب وبعد انتهائه من وصلته قال له "لو كان عندي صوت زي صوتك كنت خربت الدنيا" حينها اعتقد الفنان الراحل أنه تم إهانته ورفضه من موسيقار الأجيال ولملم أشياءه وخرج دون أن ينطق بكلمة باكيًا ومنهارًا من هذا الموقف، حينها حاول عبد الوهاب التواصل معه عن طريق رئيس الإذاعة ثم هاتفه في منزله وطلب من والدته أن يعاود الاتصال به حتى يشرح له الموقف، وبالفعل وبعد تواصلهما معًا مجددًا أخبره الموسيقار الراحل أنه كان يلقي عبارات الإثناء والتقدير له وليس الإهانة.

ظل بعدها الإسكندراني مع محمد عبد الوهاب لمدة عام، ليثمر عن أغنيتين الأولى بعنوان "النيل الفضي" غناها الراحل بمفرده، والأخرى قدماها معًا كثنائي بعنوان " Never let me go " من كلمات ريتا شكري، وألحان موسيقار الأجيال والتي قدمت الأخير بشكل جرىء فلم يكن أحد يتخيل أن يقوم عبد الوهاب بتقديم دويتو يمزج بين العربية والأجنبية، وبالفعل يعتبر هذا الدويتو واحدًا من أهم وأبرز أغاني الراحلين اللذين يمثلان مرحلة مختلفة بتاريخهم الفني.

ورحل سمير الإسكندراني عن عالمنا بعد صراع مع المرض، وترك خلفه تاريخًا ثريًا من العمل الوطني حيث عمل لصالح المخابرات المصرية، بخلاف ما كان يحمله من كنوز موسيقية؛ حيث كان يتمتع بفخامة الصوت والغناء بالعديد من اللغات منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية.

كما رحل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عن عالمنا يوم 4 مايو عام 1991، ووصفه النقاد بأنه أسطورة الغناء والموسيقى العربية بلا منافس.