عصور ما قبل التاريخ.. كيف كانت تنقية المياه في الحضارات القديمة
من المعروف لدى الجميع أن مياه الشرب النقية تعد أساس وجود الحياة على كوكب الأرض، ولكنها حال تلويثها تكون خطيرة أيضا، لقدرتها على نشر الأمراض الفتاكة مما قد يقضي على حضارة كاملة، والعديد من الحضارات القديمة، كالإغريقية والمصرية القديمة والرومانية، باتباع طريقة مثالية لتنقية المياه.
ولهذا كشفت مجلة ساينس أليرت العلمية، أن عصور ما قبل التاريخ ابتكرت طريقة مدهشة لتنقية المياه، حيث أن الكتابات السنسكريتية التي يعود تاريخها إلى 2000 قبل الميلاد أيضًا إلى طرق معالجة المياه، حيث اكتشف علماء الآثار أن حضارة المايا في أمريكا الجنوبية فعلوا ذلك أيضًا، وكان نظام تنقية المياه لديهم فعالًا بشكل لا يصدق.
وأشارت المجلة أيضًا إلى أنه في إحدى الخزانات السابقة في مدينة تيكال الرئيسية للمايا، التي انهارت أطلالها في غابة مطيرة في جواتيمالا حاليًا، وجد علماء الآثار الزيوليت والكوارتز - وهما معادن ليست محلية في المنطقة، واتضح أن وجودهما يرجع إلى قدرة كليهما الفعال في إزالة الملوثات مثل الميكروبات والمعادن الثقيلة ومركبات النيتروجين من الماء.
هذا بالإضافة إلى أن كلاهما يستخدم في أنظمة تنقية المياه اليوم، وقال عالم الأنثروبولوجيا كينيث بارنيت تانكرسلي من جامعة سينسيناتي: "المثير للاهتمام هو أن هذا النظام يظل فعالًا اليوم، وقد اكتشفه شعب المايا منذ أكثر من 2000 عام".
جدير بالذكر أن الزيوليت بالتحديد، يعد مثير للاهتمام نظرا لأنه إنه مركب بلوري طبيعي من السيليكون والألومنيوم، مرتبط عبر ذرات أكسجين مشتركة لتشكيل شبكة بلورية مفتوحة، تتميز بخصائص امتصاص وتبادل أيوني ممتازة، مما يجعلها فعالة جدًا في ترشيح المياه.
ورغم ذلك فكان أول استخدام له عبر الإغريق والرومان ضمن مكونات الأسمنت، في الهياكل المائية مثل الجسور والقنوات، واعتقد علماء الآثار أن الزيوليت لم يستخدم لترشيح المياه حتى بداية القرن العشرين تقريبًا.
وكان بعض المؤلفين قد كتبوا: "إن نظام الترشيح بواسطة الزيوليت الظاهر في خزان (تيكال كورينتال) هو أقدم مثال معروف لتنقية المياه في نصف الكرة الغربي، وأقدم استخدام معروف للزيوليت لتطهير مياه الشرب في العالم.
علمًا أن القدرة على الحصول على مياه نظيفة كانت ذات أهمية عميقة للمايا، ومصدر قلق كبير، وخاصة بالنسبة لتيكال، حيث كان مصدر المياه الوحيد في المدينة 10 خزانات، بالنظر إلى عدد السكان الكبير، والمناخ المتغير للغاية الذي مر بفترات الجفاف الموسمي، كانت مياه الشرب الخاصة بهم عرضة للتلوث من كل من الميكروبات.