حقيقة تحريف تصريحات البابا فرنسيس بشأن المثليين

أكد الأب بولس جرس الأمين العام لمجلس كنائس مصر وراعي كنيسة الأنبا أنطونيوس للأقباط الكاثوليك بالفجالة أن كافة أنواع الصحافة والقنوات العالمية تسابقت على نشر كلام محرف لم يقله قداسة البابا فرنسيس بخصوص المثليين، لافتا إلى أن كل هذا بدون حتى مصدر واحد وأن الكثير من المسيحيين هنا صدقوا مباشرة بدون أن يقرأوا شيئًا او يبحثوا عن المصدر .

وتابع قائلا الأب بولس جرس - في تصريح له اليوم - ، إن الهجوم انطلق على قداسة البابا فرنسيس والكنيسة، لكن أطلبوا السماح الآن لأنكم اخطأتم يا من نشرتم الخبر او ساهمتم بنشره.

وأضاف أنه حتى البابا لا يستطيع أن يغير شيء من تعليم الكنيسة والحقائق المعلنة في الكتاب المقدس أو التقليد المقدس، لذلك ما يقوله قداسة البابا خلال مقابلة لا يعد تعليمًا رسميًا، ولا يمكن لأحد تغيير تعاليم الكنيسة أبدًا وعلينا دائمًا الرجوع إلى الكتاب المقدس وكتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية.

وأشار الأمين العام لمجلس كنائس مصر إلى أن كلام البابا جاء خلال فيلم وثائقي، وما قاله يختلف اختلافًا شاسعًا عما تم تحريفه وتفسيره، لافتا إلى أن المحرفين لكلام البابا فرنسيس ذكروا في كلامهم إن البابا يغير موقف الكنيسة والفاتيكان من المثليين ويطالب بسن قانون مدني يحق للمثليين أن يتزوجوا ويكوّنوا عائلة، بينما ما قاله بالحقيقة هو التالي:"يحقّ للمثليين أن يكونوا ضمن العائلة، إنهم أبناء الله، ولديهم الحق أن ينتموا لعائلاتهم، لا يمكن طرد أحد من العائلة أو مقاطعته، هذا يجعل الحياة مستحيلة".

ونوه الأب بولس جرس إلى أن البابا فرنسيس قال"ما علينا فعله هو قانون التعايش المدني، لديهم الحق في الحصول على حماية قانونية من تصرفات الرفض الاجتماعي، لقد دافعت عن ذلك"، مشيرا إلى أن كلام البابا لا ذكر فيه للزواج المدني، وما يطالبه ببساطة هو حمايتهم من الدولة وعدم التعدي عليهم.

وأوضح أن البابا فرنسيس بكلامه لا يشجع ابدًا الزيجات المثلية، بل يقدم فكرته الخاصة لطريقة حمايتهم على أمل أن يعيشوا الحب داخل عائلاتهم والكنيسة من أجل شفائهم وعودتهم إلى قلب الله واسترجاع صورته التي تشوهها الخطيئة حيث خلقنا على صورته ومثاله.

وقال الأب "جرس" إن الكنيسة الكاثوليكية تُعلّم غربًا وشرقًا بكلّ لغاتها في بقاع المسكونة كلّها ورفضها تمامًا لهذا الزوّاج وتُصرّح علنيًّا في البنود الآتية:البند 2357: اللواط يعني العلاقة بين رجال أو نساء يحسّون انجذابًا جنسيًّا، حصريًّا أو غالبًا، إلى أشخاص من الجنس نفسه، وله أشكالٌ متنوعة جدًّا على مدى العصور والثقافات. تكوينه النّفسي لا يزال معظمه غير واضح. والتقليد، استنادًا إلى الكتاب المقدّس الذي يعتبره بمثابة فساد خطير، أعلن دائمًا أن "الأفعال اللواطيّة هي منحرفة في حدّ ذاتها". وإنّها تتعارض والشريعة والطبيعيّة. وإنّها تُغلق الفعل الجنسيّ على عطاء الحياة. فهي لا تتأتّى من تكاملٍ حقيقيّ في الحبّ والجنس. ولا يمكن الموافقة عليها في أيّ حالٍ من الأحوال.

وتابع قائلا، إن البند 2358 يؤكد أن هناك عددٌ لا يُستهان به من الرجال والنساء، الذين عندهم ميولٌ لواطيّةٌ عميقة. هذه النزعة، المنحرفة موضوعيًّا، هي بالنسبة إلى معظمهم محنة. فيجب تقبُّلهم باحترامٍ وشفقةٍ ولطف. ويجب تحاشي كلّ علامة من علامات التمييز الظالم بالنسبة إليهم. هؤلاء الأشخاص مدعوّون إلى تحقيق مشيئة الله في حياتهم، وإذا كانوا مسيحيّين، أن يضمّوا إلى ذبيحة صليب الربّ المصاعب التي قد يلاقونها بسبب وضعهم.

وذكر الأب بولس جرس أن البند 2359، يقول إن الأشخاص اللواطيّون مدعوّون إلى الطهارة. وهم قادرون على التقرّب تدريجًا وبعزم إلى الكمال المسيحيّ، ومُلزمون بذلك، مستعينين بفضائل السيطرة على الذات التي تربّي على الحرية الداخليّة، وأحيانًا بمساعدة صداقةٍ نزيهةٍ، وبالصلاة والنعمة الأسراريّة.