عميد كلية أصول الدين السابق: رسول الله قدوة للإنسانية في شفقته ورحمته
قال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين، إن النبي صلى الله عليه وسلم، حرص على أن يتصف كل مسلم ومسلمة بالشفقة والرحمة والرأفة، ونتعلم من سنته صلى الله عليه وسلم الشفقة والرحمة في تعاملاتنا مع جميع الناس لا فرق في هذا الأمر بين مسلم وغير مسلم، بل وعلمنا صلى الله عليه وسلم الرحمة والشفقة على جميع المخلوقات حتى مع الحيوان.
وأضاف"مرزوق" في برنامج (حديث الصباح) يذاع يوميا عبر إذاعة القرآن، أن من الأمثلة على الرأفة والشفقة على الآخرين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ما رواه عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه"، كما كان صلى الله عليه وسلم يترك بعض الأعمال رحمة بأمته كراهية أن تُفرض، فعن أم المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها قَالَتْ: "إِنْ كَان رسولُ اللَّه ﷺ لَيدعُ الْعَمَلَ وهُوَ يحِبُّ أَنَ يَعْمَلَ بِهِ؛ خَشْيةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ"، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك المواظبة على قيام شهر رمضان حتى لا يُفرض على المسلمين، ومما روي في رأفته بأمته وشفقته عليها صلى الله عليه وسلم أنه يوم فتح مكة صلى الصلوات بوضوء واحد حتى لا يفرض على المسلمين الوضوء لكل صلاة، روي سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة فلما كان عام الفتح صلى الصلوات كلها بوضوء واحد ومسح على خفيه، فقال عمر: إنك فعلت شيئا لم تكن فعلته، قال: صلى الله عليه وسلم "عمدا فعلته"، وهكذا نجده صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة حسنة لكل خلق جميل، كما وصفه الله عز وجل في قوله تعالى "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا".