نهاية الغلام.. تقرير أمريكي يكشف سيناريوهات ”عزل تميم ”

تميم
تميم

أعد الباحث الأمريكي سايمون هندرسون، مدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في العاصمة الأمريكية واشنطن دراسة حول سيناريوهات نقل السلطة في قطر لأي سبب من الأسباب ونشرها مركز العين الإماراتي

الدراسة لخصت نهاية حكم تميم في 3 سيناريوهات، أولها الإطاحة به من السلطة بالقوة أو مقتله في انقلاب.

هذا الطرح متوقع بقوة، بالنظر إلى محاولة الانقلاب التي استهدفت والده حمد بن خليفة آل ثاني في عام 1996.

وأفاد دبلوماسيون غربيون عاصروا الحدث، من بينهم الملحق العسكري البريطاني، بأنهم تفقدوا مخبأ للأسلحة اكتشف في الصحراء، كان كافياً لتسليح 500 رجل.

وبحسب الدراسة، أشار أحد الدبلوماسيين إلى أن خطة الانقلاب كانت تقضي وقتها بذبح حمد وعائلته المقربة من الدرجة الأولى، غير أن المحاولة باءت بالفشل حين كشف أحد مخططي الانقلاب التفاصيل لحمد قبل أيام من وقوعه.

لكن، ورغم فشل تلك المحاولة، إلا أنه ما من شك في احتمال تكرار مثل هذا السيناريو مرة أخرى، وهذا ما يجعل المخاوف الأمنية تهيمن على تميم وكبار مستشاريه.

وفي هذا السيناريو من المرجح أن يتم استبدال تميم بمنافس من أسرة آل ثاني.

أما السيناريو الثاني، فيتمثل في الاستيلاء على عرش تميم أثناء تواجده خارج البلاد، خصوصا أن نقل السلطة بالقوة في أوساط أسرة آل ثاني، كان يعتبر معيارا من الناحية العملية بالقرن الماضي.

ومع أن هذا السيناريو يظل أقل احتمالية في ظل حرص تميم على ضمان استقرار حكمه أثناء وجوده خارج البلاد، من خلال تعزيز الانسجام بين أفراد عائلته المقربة من الدرجة الأولى والتحالفات التي طورها مع الفروع الأخرى لآل ثاني، إلا أن كل الاحتمالات واردة، لاسيما أن هذا السيناريو هو نفسه الذي نفذه والد تميم مع والده في 1995.

السيناريو الثالث، وفق الدراسة، يشمل عجز تميم أو وفاته.

فرغم صغر سنه مقارنة بوالده، إلا أن تميم دائم القلق من احتمال تدهور حالته الصحية التي قيدت أنشطة والده حمد، وأثرت عليه حتى على تنازله عن العرش.

وحتى الآن، لا توجد تقارير عن حقيقة الوضع الصحي لتميم، لكن الدوائر المقربة منه تشير إلى أنه دائم القلق حول هذا السيناريو، ومن المرجح تكرار ما حدث مع والده.

ومن المرجح أن هذه المخاوف هي التي تشجع تميم أكثر على القيام بترتيبات للخلافة قبل أن يبلغ أبناؤه سن الرشد ويصبحون قادرين على المشاركة في الحكومة.

تاريخ من الانقلابات الناعمة
عندما تنازل الأمير حمد بن خليفة آل ثاني طواعية عام 2013 لصالح ابنه تميم الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 33 عاماً، كان ذلك الانتقال الأكثر سلاسة في التاريخ القطري الحديث.

فـعبدالله بن جاسم، مؤسس الدولة القطرية، أرغمه البريطانيون على التنازل عن العرش عام 1949، بالإضافة إلى أن علي بن عبدالله الذي تولى الحكم بعده، أرغمه البريطانيون أيضاً وأسرة آل ثاني على التنازل عن العرش عام 1960.

أيضا الأمير التالي أحمد بن علي، أطاح به ابن عمه خليفة في 1972، وحتى خليفة بن حمد، جد الأمير تميم، أطاح به ابنه حمد ووالد تميم في 1995، وفي 2013، تنازل حمد بن خليفة عن العرش لصالح نجله تميم، لتصبح المرة الأولى في التاريخ القطري الذي يتم نقل السلطة فيها بسلاسة ويسر.

عائلة آل ثاني
تاريخياً، تدين أسرة آل ثاني، التي ينحدر منها تميم، بمكانتها للدور الذي لعبه محمد بن ثاني بن محمد، منذ ستينيات القرن التاسع عشر، حيث تمكنت العائلة بزعامته أن تصبح العائلة المهيمنة في قطر، وأن تبرز كدولة.

ووفقاً للتقديرات الاستخباراتية الأمريكية، تضم أسرة آل ثاني حالياً نحو 5 آلاف فرد راشد، لكن مع إضافة الأطفال، يُعتقد أن عدد أفراد أسرة آل ثاني يبلغ حوالي 20 ألفاً.

وخضعت قطر لحكم فرع جاسم، وبشكل أساسي لفرع عبدالله، لنحو 150 عاما، وتركزت المنافسة ضمن هذا الفرع، بين المنحدرين من علي والمنحدرين من حمد، لكن فرع الأخير يهيمن الآن على قطر.

وتشمل فروع آل ثاني الأخرى أحفاد جاسم آل ثاني، وبشكل رئيسي أحمد وجابر، وكانوا جميعاً أبناء محمد بن ثاني بن محمد، الذي عاش بين 1788 و1878.

هناك أيضا الأسرة القطرية التي ينظر لها في الأوساط الغربية على أنها مرموقة، وهم أحفاد عبدالله بن علي العطية الذي حارب إلى جانب جاسم آل ثاني، وكانت والدة الأمير حمد (والد تميم) من أسرة آل عطية، وتوفيت بعد ولادة حمد مباشرة، مما أدى إلى تربيته من قبل أحد أخواله من أسرة آل عطية.

ونبهت الدراسة إلى أن المعلومات التي لدى الولايات المتحدة تشير إلى أن جميع أعضاء سلالة آل ثاني يتلقون رواتب حكومية، ويُعتقد أنهم ممثلون في مجلس الأسرة الذي يصادق على الحكام القطريين الجدد، ولكن في الوقت الحاضر، يبدو أن أحفاد حمد بن عبد الله هم المؤهلين فقط لأن يصبحوا أمراء.

وتابعت الدراسة، أن أسرة آل ثاني احتكرت عائدات النفط في الإمارة الخليجية الغنية، حيث غيرت تلك العائدات ديناميكيات حكم آل ثاني وخلافته.

ولم يتم اكتشاف النفط في قطر إلا في عام 1939، وتأخر استغلاله بسبب الحرب العالمية الثانية، وبدأت الصادرات في عام 1949، حيث استحوذ الأمير أحمد بن علي آل ثاني، حاكم قطر بين 1960 و1972، شخصياً على ربع عائدات النفط.

وكان الأخير يوصف بالكسول والمبذر، حيث وقع وثيقة استقلال قطر في عام 1971 أثناء وجوده في سويسرا في إجازة، أما خليفته، ابن عمه خليفة، فقد احتفظ بمعظم احتياطيات البلاد المالية باسمه، واستغرق الأمر 9 سنوات بعد الإطاحة بخليفة من قبل ابنه حمد عام 1995 لكشف الفوضى.

واستمر حُكم حمد حتى يونيو 2013، عندما تنازل عن الحكم لابنه الرابع تميم، بخلاف نظام - خلافة الابن الأكبر – والذي يبدو أن قطر لا تتبعه.

فتميم هو الابن الرابع لحمد، ووفقاً لدبلوماسيين غربيين، لم يبد الابن الأكبر، مشعل، اهتماماً بوظيفة حكومية على الإطلاق، في حين رأى حمد أن ابنه الثاني، فهد، مهتم كثيراً بالسياسة الدينية بحسب وصفه، (ذات مرة أخبر حمد سفيراً غربياً أن ولديه الأكبر سناً، "أحدهما يتسلى كثيراً جداً؛ والآخر يصلي كثيراً جداً").

أما جاسم، الابن الثالث لحمد، فكان أول من حمل لقب ولي عهد وشغل منصب أمير البلاد لعدة أشهر خلال عامي 1996 و1997، حين خضع والده لعملية زرع كلية، ولكن في 2003، تنحى جاسم طوعاً لصالح شقيقه تميم، حيث لم يكن جاسم متحمساً لأمور الإدارة والمتطلبات المرافقة لها.

ورغم أن الأمير حمد كان رياضياً في شبابه، إلا أنه أصبح يعاني من زيادة الوزن في حياته البالغة؛ وفي 2011، فقد الكثير من هذا الوزن فجأة، وبصرف النظر عن عملية زرع الكلية المعلن عنها، إلا أن المخابرات الغربية تعلم أنه خضع لعمليات طبية أخرى، وأنه يحتاج حالياً إلى غسيل الكلى، كما يعاني من مرض السكري.

وتجدر الإشارة إلى أن الأمير تميم لديه 10 أشقاء و4 شقيقات في المجموع، لكن الأشقاء المذكورين هم الأوفر حظا بخلافة تميم في حال عجزه أو عدم قدرته على الوفاء بمهام منصبة لأي سبب، وهم:

• جاسم:

ولد في 1978، ووالدته موزا بنت ناصر المسند، تلقى تدريباً في الأكاديمية العسكرية ً "ساندهيرست" وكان وليا للعهد بين عامي 1996 و2003، ويعرف عنه أنه ليس حازما، ويوصف بأنه يتمتع بالخبرة الإدارية اللازمة لإدارة البلاد رغم عدم رغبته في تولي دور قيادي.

• المياسة:

ولدت في عام 1983، والدتها موزة بنت ناصر المسند، تلقت تعليمها في جامعات أمريكية وفرنسية، وقالت ذات مرة: لو كنت رجلاً، لكان بإمكاني أن أحكم قطر.

• جوعان:

ولد في عام 1984، والدته موزة بنت ناصر المسند، تلقى تعليمه في مدرسة "سان سير" العسكرية في فرنسا، ويعرف عنه ميله بشكل كبير لخيول السباق.

• عبدالله:

ولد في عام 1988، والدته نورة بنت خالد، ترأس "الديوان الأميري" بين عامي 2011 و2014، ويشغل منصب نائب أمير دولة قطر منذ عام 2014، ويقال أنه لو كان ابن الشيخة موزة لكان أصبح ولي العهد في قطر.

• محمد:

ولد في عام 1988، والدته موزة بنت ناصر المسند، يشغل منصب "العضو المنتدب للجنة العليا للمشاريع والإرث"، وهو دور يشمل قيادة التحضيرات لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.

• خليفة:

ولد في عام 1991، والدته موزة بنت ناصر المسند، يتمتع بخبرة في قطاع الأمن.

• ثاني:

(لا تعرف سنة ولادته)، والدته نورة بنت خالد، وغالباً ما يتواجد إلى جانب والده.

• القعقاع:

ولد في عام 2000، والدته نورة بنت خالد، تلقى تدريباً في "أكاديمية قطر للقادة"، وهي مؤسسة عسكرية محلية على غرار مدرسة "سان سير" العسكرية في فرنسا.

عائلة تميم
بالنسبة لتميم نفسه، لا يزال أبناؤه صغارا جدا من أن يضطلعوا بأي دور في الحياة العامة، ولذلك، تتملك صناع القرار في واشنطن قناعة بأنه إذا لم يعد تميم لأي سبب من الأسباب غير قادر على مهام الحكم، فإن الأمير حمد سيستعيد حُكمه حتى ولو بشكل موقت.

والمؤكد أن أشقاء تميم مرشحون رئيسيون ليحلوا محله إذا ما توفي أو أصبح عاجزا.

ومن بين أشقائه يشغل عبدالله أساسا منصب نائب الأمير، لكن هذا لا يعني أنه الوريث الشرعي، ونظرا لأن والدة عبدالله هي نورة بنت خالد، فإن الشيخة موزة بنت ناصر المسند، الزوجة المفضلة للأمير الوالد ووالدة معظم أبنائه، قد تحاول منع تولي عبدالله العرش.

معارضي تميم
• عبدالله بن علي آل ثاني:

نجل الأمير علي (حكم قطر في الفترة 1949-1960) وشقيق الأمير أحمد ( حكم 1960-1972)، وهو أبرز المعارضين للأمير تميم.

• سلطان بن سحيم آل ثاني:

ابن شقيق الأمير خليفة وابن عم الأمير الوالد الحالي حمد.

• الشيخ طلال آل ثاني:

حفيد الأمير أحمد المحتجز في قطر، والشيخ طلال هو ابن الشيخ الراحل عبد العزيز الذي شغل منصب وزير الصحة خلال فترة حكم والده.

• عبد العزيز بن خليفة آل ثاني، شقيق الأمير الوالد.

• سعود بن ناصر آل ثاني، الذي يوصف بأنه "غير معروف لأجهزة المخابرات الغربية».

• مبارك بن خليفة آل ثاني:

رغم وصفه بأنه عضو في أسرة آل ثاني الحاكمة، إلا أن بعض الأجهزة الأمنية الغربية لم تجد له أي سجل، حتى أنهم تكهنوا بأنه قد لا يكون فردا من العائلة.

من يختار خليفة تميم
الدراسة نفسها أشارت إلى أن مراكز الأبحاث وأجهزة المخابرات الغربية لديها قائمة أخرى بالأسماء التي يمكن أن تؤثر على قرار الخلافة، وهم:

• الأمير الوالد حمد:

إذا كان بصحة جيدة، فإنه يبقى الشخصية الأكثر تأثيرا.

• الشيخة موزة:

الزوجة الأبرز للأمير الوالد حمد ووالدة الأمير تميم، وكونها شخصية مهيمنة، فهي تمارس نفوذاً كبيراً على الأمير الوالد وستفضل على الأرجح تولي أحد ابنائها الخلافة.

• حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق، مقرب جداً من الأمير الوالد:

رغم أنه ينحدر من فرع ثانوي لأسرة آل ثاني. ويعتقد أنه لا يزال لاعبا سياسيا بارزا، ولا سيما في الشؤون الخارجية.

• محمد بن أحمد المسند:

مستشار الأمن الوطني القطري وابن عم الشيخة موزة.

• خالد بن خليفة آل ثاني:

رئيس الوزراء ووزير الداخلية القطري منذ يناير 2020، والرئيس السابق لـ "الديوان الأميري"، ومقرب جدا من الأمير تميم. وينحدر أيضا من فرع ثانوي لأسرة آل ثاني

تم نسخ الرابط