الدولة استولت علي شركته الفنية انتقامًا منه .. و عاقبته بسب صداقته مع محمد نجيب.. ولهذا السبب وجه رسالة شكر لـ”الزعيم ”.. أسرار من علاقة محمد فوزي بجمال عبد الناصر
يعتبر الفنان محمد فوزي من أهم النجوم الذين لهم دورًا كبيرًا في إثراء الحياة الفنية في مصر، خاصة في مجال الغناء وإنتاج وطباعة الإسطوانات الغنائية، حيث أسس أول شركة تقوم بطباعة وإنتاج الإسطوانات بعدما كان لا يتم ذلك إلا من خلال السفر إلى باريس أو اليونان، واستطاع أن يتربع على عرش السينما الغنائية والإستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات وكان له قاعدة جماهيرية كبيرة.
ترددت الكثير من الأقاويل حول تعرض فوزي للاضطهاد في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، حيث أن رجال نظام عبد الناصر انتقموا من فوزي لا لشيء سوى لصداقته مع اللواء محمد نجيب الذي اعتبره أنصار ناصر في مجلس قيادة ثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢ في مصر خصمًا ينازع ناصر الحكم والزعامة.
في عام ١٩٦١ مارس نظام عبد الناصر تضييقًا واضحًا على فوزي، وأحد أهم مظاهر هذا "التضييق" هو فرض الحراسة على موزع أفلامه الوحيد في الداخل وهي شركته الإنتاجية بمقريها في القاهرة والإسكندرية، وكانت هذه سابقة لم تعرفها الحياة الفنية في مصر من قبل أو من بعد، وأدى ذلك إلى أن غلت يدا محمد فوزي داخليًا وخارجيًا في تمويل وتوزيع أفلامه بخلاف المبالغ المالية التي كان قد تكبدها في التجهيز لهذه الأفلام.
كما استولت الدولة على شركة مصر فون لصاحبها محمد فوزي، ولم تفعل ذلك مع شركة صوت الفن لصاحبيها عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ لتبقى صوت الفن وحدها تقريبًا بلا منافس في سوق الإنتاج الغنائي بعد أن أجبر المشاغب الأول محمد فوزي على الإنسحاب من الساحة.
ولم تقف ملاحقة فوزي عند هذا الحد، بل أمتدت إلى الطعن في فنه، وكان ذلك عن طريق إثارة حالة من الكراهية بين السينمائيين تجاه فوزي لدرجة بلغت التقليل من موهبته والتحريض عليه، وعلى الرغم من علاقة فوزي القوية بنجيب، فإنه لم يتوقف عن الغناء للثورة لا للأشخاص بعد عزل نجيب، ولم يترك حدثًا وطنيًا كبيرًا إلا وغنى له، كذلك تغنى بالاشتراكية والعدالة وحقوق العمال وبكل مكاسب الثورة المصرية في أكثر من أغنية وطنية.
ولكن الفنان محمد فوزي قال عكس ذلك وحاول بنفسه إثبات أن علاقته بجمال عبد الناصر كانت جيدة ولم يكن الرئيس الراحل يكنّ له إلا المحبة، حينما قال فى آخر لقاءاته الإذاعية أنه يشكر الرئيس جمال عبد الناصر والسيد عبد القادر حاتم والسيد زكريا محيى الدين، حيث قال: "عاوز أشكر بحرارة السيد الرئيس جمال عبد الناصر والسيد شعراوى جمعة اللى كان معايا بقلبه وإحساسه أثناء مرضى وربنا يدى الصحة للريس فى شبابهم وفى أولادهم خطب الرئيس جمال عبد الناصر كنا بنسمعها كلها فهو لديه قوة وكان يؤثر على الجو ويخلينا كل واحد يسمعه فى أى حتة من أنحاء العالم وديه سعادة كبيرة حينما أسمع الريس يخطب وحاسس بقوة واعتزاز عظيم والريس ربنا يديله الصحة لما بنقابل حد ما بيقولش انت من مصر لا بيقولى أنت من عند ناصر، أوروبا وأمريكا وكل العالم كانوا عارفين أن مصر اسمها ناصر وديه حاجة ماكناش نحلم بيها".
وُلد محمد فوزي عبدالعال، في ٢٨ أغسطس عام ١٩١٨ في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، وهو الإبن الحادي والعشرون من أصل ٢٥ ابنًا لوالديه، منهم المطربة هدى سلطان.
تخرج من المدرسة الإبتدائية في طنطا عام ١٩١٣ وبدأت حينها ميوله للموسيقي والغناء، حيث تعلم أصول الموسيقي من رجل الإطفاء محمد خربطلي، انتسب لمعهد فؤاد الأول للموسيقي، لكن سرعان ما غادره.
بعد ذلك اتجه للعمل في الملهى الليلي لبديعة مصابني طمعًا بالأجر العالي، فكوّن العديد من الصداقات مثل محمد عبد الوهاب ومحمود الشريف وتعاون معهم في تلحين الأغاني للكثير من الاسكتشات والعروض المسرحية، وقد سارع فوزي بالتقدم إلى امتحان إذاعة مصر كملحن ومطرب، حيث فشل في الغناء و نجح في التلحين.
كان الغناء شغله الشاغل مما دفعه لإعادة إحياء أعمال سيد درويش مع الفرقة المسرحية المصرية ولعب دور المغني في مسرحية "شهرزاد" لسيد درويش، إلاّ أنه لم يحقق نجاحًا في العرض الأول.
تزوج محمد فوزي عام ١٩٤٣ من زوجته الأولى السيدة هداية وأنجب منها ثلاثة صبية هم نبيل وسمير ومنير، ثم أنفصل عنها عام ١٩٥٢، وبنفس العام تزوج بالفنانة مديحة يسري وأنجب منها طفل اسمه عمرو ثم انفصل عنها عام ١٩٥٩، أما زواجه الثالث فكان عام ١٩٦٠ من السيدة كريمة وأنجب منها ابنته إيمان.