حكاية ليلة اعتقل فيها فريد شوقي بأوامر عبد الناصر والسبب ”حب الجمهور له”..وأجبره الزعيم الراحل على التنكر في ملابس صياد لدخول بورسعيد..اعرف القصة
هو "وحش الشاشة" و "ملك الترسو" الفنان الكبير فريد شوقي الذي سجل رقما قياسيا بين الفنانين المصريين، والنجوم العالميين عندما عرضت له عام 1964 ثمانية أفلام دفعة واحدة، وفي محصلة مشواره الفني قام ببطولة ثلاثمائة فيلم، و30 مسلسلا إذاعيا و15 مسرحية و8 مسلسلات تلفزيونية.
وقد نشرت مذكراته الصادرة بعنوان " ملك الترسو"، وأوضح شوقي في مذكراته أن ابيه محمد عبده شوقي هو المسئول الأول عن اتجاهه إلى الفن والتمثيل بالذات، وذلك دون أن يقصد، وهو الذي غرس في قلبه حب الفن بحكم أنه أديب ومتحدث لبق ومحب لكل الفنون، قائلاً :" كان يدفعني بقوة لإكمال تعليمي، وهو الوحيد من بين أفراد أسرتي الذي شجعني على التمثيل ابتداء من سن السابعة كنت أذهب إلى شارع الفن والأضواء؛ شارع عماد الدين، لأشاهد مع أبي مسرحيات فرقة يوسف وهبي وفرقة الريحاني وفرقة على الكسار وفرقة فاطمة رشدي".
اما عن تفاصيل ليلة اعتقاله، فكان هذا في ليلة من ليالي عدوان 1956، حيث جاء رجال البوليس وأخذوه، في سيارة دون أن يخبروه أين هم ذاهبون به، وكان يرتجف من الرعب، لا يدري ماذا ارتكب من جرم حتى يتم إلقاء القبض عليه بهذه الطريقة، وظل صوت بكاء زوجته وبناته في أذنه طوال الطريق، فقد كانت القاهرة من حوله مظلمة تسيطر عليها أجواء الحرب، وعندما توقفت السيارة، ساروا به في ممر طويل في نهايته حجرة، وعندما دخلها وجد نفسه وجها لوجه مع الرئيس جمال عبد الناصر.
وطلب منه الرئيس في هذه المقابلة بتكليف رسمي، أن يقدم فيلماً عن الحرب والمقاومة في بور سعيد لأنه البطل الشعبي المحبوب، فقد رغب عبد الناصر في تقديم هذا الفيلم ليكسب به الرأي العام العالمي، ثم توجه للمشير عبد الحكيم عامر قائلا :"أعطي أمر علشان فريد يستعد".
ويقول فريد شوقي عن كيفية دخوله بورسعيد :"ارتدينا ملابس الصيادين ووضعنا الكاميرا والمعدات الأخرى داخل مشنات السمك وغطيناها بقطع من القماش واجتزنا بحيرة المنزلة حتى وصلنا إلى نقطة التفتيش، وعشنا لحظات عصيبة جداً عندما تقدم الجندي الإنجليزي ليفتشنا، ماذا سيحدث لو اكتشفوا هذه الكاميرا التي أخفيناها داخل مشنة السمك، وأنهينا الفيلم، وحقق نجاحاً عظيماً حتى في سوريا ولبنان، واستطاع أن يحقق الهدف المرجو من ورائه، وفي يوم تكريمي من الرئيس حصلت على تصفيق كبير في القاعة، وسمعت الرئيس عبد الناصر يقول للوافقين بجواره من كبار المسؤولين :"مش قلت ليكم الناس بتحبه".
ولد فريد محمد عبده شوقي في الثلاثين من يوليو عام 1920، في حي البغالة بمنطقة السيدة زينب، ولكنه انتقل مع أسرته إلى حي الحلمية الجديدة، وقد تلقى دراسته الإبتدائية في مدرسة الناصرية والتي حصل منها على الإبتدائية في عام 1937، وفي الخامسة عشر من عمره التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل على الدبلوم، وقرر بعدها الإلتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
وقدم وحش الشاشة نحو 350 عملاً فنياً، وفي 27 يوليو 1998، ودع الحياة بعد صراع مع مرض خطير بالرئة استمر عامين، ورحل الملك لكن أعماله كتبت له البقاء والخلود في قلوب الجماهير.