حواديت المحروسة مع احتفالات المولد النبوي الشريف ... وحكاية ”العروسة والحصان” وعلاقتهما بأسطورة ”إزيس وأوزوريس”

حصان المولد
حصان المولد

تعددت الآراء والحقيقة واحدة، ولكن الذى لا شك فيه ولا يمكن أن نختلف عليه هو أن المناسبات فى مصر لها مذاق وروحانيات خاصة بها ، لا توجد فى أى بلد آخر، فالشعب المصرى يقدس المناسبات الدينية ويستقبلها بطقوس معينة، ومن أشهر تلك المناسبات الاحتفال بمولد النبى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، الذى يستقبله المصريين بالعروسة والحصان وهما يعتبران أحد أهم العادات والموروثات الشعبية للأحتفال بهذا اليوم، منذ مئات السنين، واعتاد المصريون على تقديم العروسة كهدية للفتيات، والحصان يقدم للأولاد .

وتوارث المصريون عبر الزمن الاحتفال بالمولد النبوي حتي عصرنا الحالي ولم تتغير مظاهر الاحتفال كثيرا عن العقود الماضية خاصة في الريف والأحياء الشعبية ، وحول المساجد الكبرى كالسيدة زينب، والسيدة نفيسة، ومسجد الحسين، ومنطقة "باب البحر " والتي تعد من أشهر مناطق صناعة هذة الحلوى، والسطور التالية تستعرض حكايات العروسة والحصان وعلاقتهما بمولد سيد البشر .

أكدت بعض الآراء أن تأصيل عروسة المولد وحصان المولد يعود إلى أنه تجسيد لأسطورة إيزيس وأوزوريس في شكل حصان المولد المستوحى من تمثال "حورس" راكبًا الحصان ممسكًا بالسيف ليقتل رمز الشر "ست" الذي صور على هيئة تمساح وفي شكل عروسة المولد وكرانيشها الملونة المستوحاة من جناح "إيزيس" الملون.

وبعض الاراء كشفت أن بداية ظهور العروسة والحصان كان في العصر الفاطمي حيث كان الفاطميون ينتهزون المناسبات الدينية والعامة لاستمالة الشعب المصري، فكانوا يقومون بإعداد الولائم أثناء المولد النبوي ويتضمن ذلك صنع الحلوي وتوزيعها علي الحاضرين.

وتشير بعض المخطوطات التاريخية إلى أن عروسة المولد ظهرت خلال عهد الحاكم بأمر الله، الذي كان يحب إحدي زوجاته فأمر بخروجها معهأثناء الاحتفال بالمولد النبوي؛ فظهرت في الموكب بردائها الأبيض وعلي رأسها تاج الياسمين فقام صناع الحلوي برسم الأميرة في قالب حلوي، وقاموا برسم الحاكم بأمر الله وهو يمتطي حصانه.

وهناك رأي آخر يؤكد أن قرار الحاكم بأمر الله بمنع إقامة الزينات واحتفالات الزواج إلا فى المولد النبوى، يعتبر هو السبب الرئيسى وراء ظهور عروس المولد وتأصلها في جذور المجتمع المصري، حيث حرص كثير من الشباب وعامة الشعب على اتمام زواجهم خلال أيام المولد، وفى تلك الفترة ظهرت العروسة المصنوعة من الحلوى لأنها كانت تعد بمثابة إعلان عن اقتراب موسم الزواج، وكان أهل العروسين يبدعون فى صناعة الحلوى من خلال أشكال جديدة للعروسة تيمنا بالزفاف القريب، وكانت عروسة المولد هى هدية أهل العريس للعروسه.

كما ارتبطت عروس المولد بفلسفة خاصة عند المصريين الذين كانوا يتصدقون بإعطاء الحلوي للفقراء في ذكري المولد النبوي.

وعندما أطاحت الدولة الأيوبية بحكم الدولة الفاطمية، تعمدت منع الاحتفال بالمولد النبوى لتمحو بذلك نفوذ الفاطميين من مصر والعالم الاسلامي، لكن المصريين عاودوا للاحتفال بالمولد النبوي في عصر المماليك.

وتشير المخطوطات التاريخية التى تركها المؤرخ الجبرتي، الذي عاصر الحملة الفرنسية على مصر، إلى أن نابليون بونابرت اهتم بإقامة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من خلال إرسال نفقات الاحتفالات وقدرها 300 ريال فرنسي إلي منزل الشيخ البكري نقيب الأشراف في مصر بحي الأزبكية، وأرسلت أيضا إليه الطبول الضخمة والقناديل وفي الليل أقيمت الألعاب النارية احتفالا بالمولد النبوي وعاود نابليون الاحتفال به في العام التالي لاستمالة قلوب المصريين إلي الحملة الفرنسية وقادتها.

تم نسخ الرابط