وصفه عمر سليمان بـ”ابن حقيقي للمخابرات”..وكان صديقًا لرئيس إسرائيل..وعبدالناصر أبعده عن الخمور..وتتلمذ على يد مبارك..وكان حلقة الوصل بين السادات والكونجرس..حكايات وأسرار الجنرال الوسيم

الموجز

يعتبر الفنان الراحل إيهاب نافع واحدًا من رجال مصر المخلصين، فقد عمل عدة سنوات كطيار مقاتل، وتم اختياره ليكون الطيار الخاص بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبمرور الأيام والسنوات صار أحد رجال المخابرات المصرية، ورغم دوره الوطني الكبير إلا أنه حقق نجاحات فنية وضعته في صفوف دونجوانات السينما المصرية.

ويرجع الفضل في دخول نافع عالم الفن إلي الفنانة الكبيرة ماجدة فزواجه منها أهله لدخول المجال، وقدم أول بطولاته السينمائية عام 1963 في فيلم "الحقيقة العارية"، بجانب ماجدة الصباحي.

اسمه بالكامل محمد إيهاب نافع، من مواليد حي الموسكي القاهرة، في 1 سبتمبر 1935، تخرج من الكلية الجوية عام 1955، والتي كان يحلم بها منذ صغره وتتلمذ فيها علي يد العقيد طيار محمد حسني مبارك.

قدم طوال مسيرته الفنية 20 عملًا فنيا فقط، أبرزها "زمن الممنوع، لصوص خمس نجوم، دموع صاحبة الجلالة، النداهة، شيء في حياتي، للرجال فقط، وكان آخر أعماله عام 1994 بشخصية الوزير في فيلم " لصوص خمس نجوم".

كان لإيهاب نافع دور وطني كبير حيث أنه تدرج في منصبه كطيار حتي أصبح الطيار الخاص بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمدة ثلاث سنوات، ومن ثم صار أحد رجال المخابرات، وقال في أحد لقاءاته الصحفية، إنه كانت تربطه بالزعيم جمال عبد الناصر علاقة ودية يسودها الحب والاحترام، وكانت هناك علاقة تربط والدته بالسيدة حرمه، وأنه يدين للرئيس عبد الناصر بأنه كان سبباً في إقلاعه عن الخمور.

وأضاف :"لقد شاركت في صد هجوم الطائرات البريطانية على مصر خلال أحداث قناة السويس عام 1956، وعملت بعد ذلك ضمن السرب الجمهوري كأحد الطيارين الخاصين للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فقد استمرت حياتي في خدمة القوات الجوية حتى رتبة رائد، وبعد تولي الرئيس عبد الناصر رئاسة الجمهورية وعندما "أصدر قراراته بشأن الإصلاح الزراعي كنت معارضاً لذلك القرار".

وكشف إيهاب نافع عن دوره الوطني في مذكراته التي طرحها قبل وفاته، تحت عنوان "لعبة الفن والمخابرات.. مذكرات الطيار الفنان إيهاب نافع"، قائلا: "إنه أقنع إسرائيل بأنه عميل مزدوج، وصار صديقاً لقائد القوات الإسرائيلية آنذاك عيزر فايتسمان، وقال نصًا في مذكراته: "كنت صديق عيزر فايتسمان، قائد القوات الإسرائيلية الذي أصبح رئيسًا لإسرائيل في ما بعد، وكان في ذلك الوقت يُسهّل لي إجراءات السفر إلى إسرائيل للقيام بالمهام السياسية المُكلف بها من المخابرات العامة المصرية، وكان يساعدني اعتقاداً منه بأنني عميل مزدوج، فكنا نتبادل المعلومات العسكرية، بمعنى أنني كنت أعطيه المعلومة وأحصل في الحال على معلومة مقابلة، وكانت المخابرات المصرية تريد من خلال إحدى هذه المهام التي كلفتني بها أن تعرف وتتأكد من أن الممر الذي تقيمه إسرائيل بطول 7 كيلومترات للطائرات السريعة تم إنشاؤه أم لا".

وقال إنه قام بتوصيل خطاب سري إلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات من وولتر مونديال، رئيس الكونجرس الأمريكي في ذلك الوقت، تؤكد فيه الإدارة الأمريكية تعويض السادات عن كل التنازلات التي سيقدمها لإسرائيل مقابل اتفاقية "كامب ديفيد".

وشدد على أنه رغم علاقته القوية بعبد الناصر إلا أنه يري أن السادات أشجع من عبد الناصر، لأنه "استلم قيادة المركب وهي بتغرق وعومها"، على حد قوله في مذكراته.

قال إن المذكرات الخاصة به ظلت لمدة 6 أشهر في المخابرات العامة لتحليلها وتنقيحها، والنسخة الموجود هي النسخة المنقحة التي أجازتها المخابرات المصرية مشيرا إلي أن اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية في ذلك الوقت، قال له: "انت ابن حقيقي من أبناء الجهاز".

تزوج نافع أكثر من مرة، ففى بداية حياته وقع فى غرام سيدة تدعى "ألفت عبد الخالق"، وتزوجها لكن حدث الانفصال بعد عام، وأثمر الزواج عن ولد اسمه "أيمن".

فى عام 1962 تعرف على الفنانة ماجدة الصباحي، أثناء حضوره حفل السفارة الروسية، وشيئا فشيئا تحولت الصداقة بينهما إلى حب قوى وتزوجا عام 1963 وأثمر هذا الزواج عن إنجاب "غادة".

كانت ماجدة هي بوابة إيهاب لدخول الوسط الفني، وقدم أولي أعماله معها وهو فيلم" الحقيقة العارية"، وعلي الرغم من النجاح الذي حققه في أعماله إلا أن الفن بالنسبة له كان ستار لأعماله المخابراتية، حيث أنه كان يسافر كثيرًا بصفته ممثل ولكن الحقيقة غير ذلك، فكان يعمل لجلب معلومات للمخابرات المصرية.

سفره الدائم كان سببا رئيسيا فى حدوث مشاكل بينه وبين ماجدة التى طلبت الانفصال عندما استحالت الحلول بينهما، بعدما قرر المكوث في لبنان، فبعد 4 سنوات من الزواج اضطر إلى مغادرة مصر والسفر إلى لبنان ولم يستطع العودة بسبب ما وصفه في مذكراته بـ"خلافات مع القيادة السياسية"، ورفضت "ماجدة" الابتعاد عن الفن، وقررت البقاء في مصر، وكان آخر فيلم قدمه إلى جانب "ماجدة"هو "النداهة"، عام 1975.

تزوج بعدها من سيدة أسترالية، تعرف عليها في بيروت، وأنجب منها طفلين هما زكريا وجوهرة، وعاش في أستراليا فترة شارك خلالها في أعمال سينمائية.

وتزوج من صحفية خليجية، ثم من سيدة أمريكية من أصل ألماني تعرف عليها في اليونان، ثم من سيدة أردنية، ومن أشهر زيجاته، زواجه من فالترود بيتون، أرملة رجل المخابرات رفعت الجمال، والمعروف باسم رأفت الهجان، وانفصل عنها بعد 7سنوات من زواجهما.

احترف تجارة الأخشاب وكون ثروة كبيرة وفى 30 ديسمبر 2006 رحل عن الحياة عن عمر ناهز 71 عاما، تاركا خلفه 20 فيلما ومسلسلا وحيدا.

تم نسخ الرابط