إمام مسجد عمرو بن العاص يوضح موقف القرآن من التنمر
قال الدكتور أحمد عوض إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، إن الله عز وجل نهى عن احتقار الآخرين والاستهزاء بهم، مما يكون سببا في جلب الكراهية والبغضاء والخصومة والعداء؛ يقول المولي عز وجل"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ".
وتابع عوض حديثه في إحدى حلقات برنامج (وصايا من القرآن والسنة) الذي يبث عبر إذاعة القرآن الكريم، أن معنى اللمز المذكور في الآية الكريمة هو السخرية من شخص بسبب لونه أو شكله أو جنسه أو فقره أو لذنب ارتكبه وغيرها من الأشياء، أما النبز فيعني تسمية الشخص بما يكره من اسم أو صفة.
ولفت النظر إلى بلاغة التعبير القرآني في قول الله عز وجل" وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكمْ"؛ لأن هذا المستهزيء بالآخرين إنما يسخر من نفسه لأنه حتما سيرى عاقبة ذلك الاستهزاء في نفسه أولا، وأن الشخص المستهزىء بغيره بعيد عن ربه عز وجل ، قريب من الشيطان، وأنه سوف يعاقب ، يقول الله عز وجل"وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ"، كما عالج النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَكْذِبُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، وَيُشِيرُ إلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".
وختاما أكد إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، أن معيار التمييز وَالتفضيل بين الناس قد وصفه الله عز َجل في قوله سبحانه َتعالي" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".