المفتي السابق يوضح أضرار التكبر العلمي
أوضح الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق؛ أنه من حين لآخر يخرج علينا من يريد أن يفرض فكره ورأيه في مسألة شرعية خطرت في باله فعاش معها واستغرق فيها حتى رأى أنها الحق وحدها وأن ما سواها باطل وأن الأمة خفي عليها الأمر حتى خطر ببال هذا أو ذاك ذلك الرأي أو تلك الفكرة.
وأشار إلى أن المصيبة ليست في التفكير ولا في الدفاع عن رأي يقتنع به صاحبه ويرى أن الأدلة تؤيده في ظنه, وإنما المصيبة الكبرى والبلية العظمي هي أنه يرى فكرته ورأيه هي الحق وأن ما سواها هو الباطل ويبدأ في التعالي ورفض كل الآراء من سواه, ويفتقد في شعوره الداخلي إلى ما كان يذكره العلماء دائما من قولهم والله أعلم, والجانب السلبي في هذا التكبر العلمي يتمثل في إشغال بال الناس بقضايا تشكك عوامهم في كل الثوابت وتحول أمر الدين عندهم إلى محض ظن من ناحية, وإلى بلبلة الأفكار وانشغال القلب والعقل من ناحية أخرى, وإذا لم يكن من سلبية سوى هذا لكفى.
قال تعالى في سورة الأعراف: (وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف:180] وقال تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى) [الإسراء:110], وقال تعالى: (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى) [طه:8], وقال سبحانه وتعالى: (هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى) [الحشر:24], وروى الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة», في رواية أخرى عند البخاري ومسلم «من حفظها», وفي رواية الترمذي «وهي»: وسردها بدءا من لفظ الجلالة "الله" وانتهاء بـ"الصبور"
وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم : اتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه تعالى وليس معناه أنه ليس له تعالى أسماء غير هذه التسعة والتسعين, وإنما المقصود منه أن هذه التسعة والتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة, وله أسماء أخرى كثيرة ولهذا جاء في الحديث الآخر: «أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وذهاب همي وجلاء حزني» [أخرجه الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وابن أبي شيبة في مصنفه والطبراني في معجمه].
وأسماء الله سبحانه وتعالى منها: ما هو أسماء جمال ومنها أسماء جلال ومنها أسماء كمال.