اجتماع للقبائل الليبية في سرت في محاولة لحل الأزمة
تجتمع القبائل الليبية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في ليبيا، اليوم السبت، في مدينة سرت، للتباحث حول مبادرة للمصالحة الوطنية تهدف إلى رأب الصدع الاجتماعي والانقسام السياسي وإنهاء حالة الصراع والاحتقان وإعادة الأمن والاستقرار للبلاد.
ويعتبر هذا المؤتمر الذي تشرف على تنظيمه وزارة الخارجية بالحكومة الليبية المؤقتة، أكبر ملتقى للقبائل والمكونات الاجتماعية المدن الليبية، ويأتي بعد نجاح اللقاء الأول الذي جمع بين وفد من كبار شيوخ وأعيان المنطقة الشرقية بوفد من مدينة مصراتة غرب ليبيا، والذي انتهى باتفاق حول تبادل المحتجزين لدى الطرفين.
وقالت وزارة الخارجية بالحكومة المؤقتة، في بيان، إن المؤتمر الذي يجمع أعيان القبائل ومشايخها من مختلف مناطق ليبيا، ورجال الدين، وأعضاء مؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى نخبة من الحقوقيين والمحامين وأساتذة الجامعات، يهدف إلى التأكيد على الثوابت الوطنية ووحدة وسلامة واستقلال وسيادة ليبيا على أرضها وجوها وبحرها، وعلى رفض لغة السلاح بين أبناء الوطن الواحد والتأكيد على لغة الحوار لحل كل الخلافات.
ولفت بيان الخارجية إلى أن المؤتمر يحمل رسالة للسلام والعيش المشترك وتجاوز الألم والتأسيس للمستقبل، وصياغة وثيقة مرجعية وطنية تسهم في حل الأزمة الليبية، على خلفية المرجعيات الدولية (مخرجات برلين وإعلان القاهرة).
وتعتبر القبائل في ليبيا، إحدى ركائز المصالحة الوطنية في البلاد، بالنظر إلى الدور الريادي والمؤثر الذي تلعبه في الحياة السياسية والاجتماعية، حيث سبق وأن لعبت أدوارا ناجعة في توحيد الصفوف ولم شمل الليبيين وإنهاء خلافاتهم.
ويأتي هذا المؤتمر وهو الأول من نوعه في ليبيا، بعد يوم واحد من إعادة فتح الأجواء بين مطارات غرب ليبيا وشرقها، وهي الخطوة التي خلفت زخما إيجابيا لدى الليبيين وآمالا بإزالة مخلفات وتراكمات الحرب على العاصمة طرابلس التي مزّقت النسيج الاجتماعي، ووضع حدّ لمشاعر الكراهية وحالة الانقسام بين أبناء البلد الواحد.
وكما يأتي هذا الاجتماع الليبي الداخلي، لدعم ومساندة جهود الأمم المتحدة في حل الأزمة الليبية، حيث تواصل في عقد حواراتها بين أطراف النزاع الليبي، على أمل التوصل إلى توافق شامل في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، تنتهي بتشكيل سلطة جديدة وموحدة في ليبيا، تتولى الإعداد لتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية.
في ظل هذه الجهود التي تبذل، يبدي الليبيون تفاؤلهم في أن حل أزمة بلادهم وعودة الأمن والاستقرار إليه أصبح أقرب إلى التحقيق أكثر من أي وقت مضى، وأن التوصل إلى توافق بين المتنازعين اجتمعت له كل الظروف والعوامل التي تجعله منظورا في الأفق.