خلاف حاد بين إسماعيل ياسين ويوسف شاهين في كواليس ”إسماعيل يس في الطيران” والسبب ”سيجارة” ومحمود المليجي تدخل لحل الموقف.. اعرف الحكاية
رسم الإبتسامة على وجوه الملايين من المشاهدين وأستطاع أن يصنع لنفسه مكانه خاصة، موهبته جعلته يتربع علي عرش القمة، هو صانع البهجة ونجم الكوميديا الأشهر في تاريخ السينما المصرية، فمجرد سماع اسمه تعود لأذهاننا إفيهاته المضحكة فهو استطاع أن يتصدر نجوم الكوميديا منذ ظهوره حتى بعد رحيله، أنه الفنان القدير إسماعيل ياسين.
وكشف الفنان إسماعيل ياسين في إحدى حواراته النادرة عن مشهد تسبب في مشادة بينه وبين المخرج يوسف شاهين، حيث حدث الخلاف بين ياسين وشاهين خلال تصوير أحد مشاهد فيلم "إسماعيل يس في الطيران"، وتطور الموقف ما جعل إسماعيل يغادر مكان التصوير.
وتعود تفاصيل الخلاف إلى أن إسماعيل ياسين كان صائمًا يوم الخميس وهو ما تصادف مع تصوير المشهد، ومن المعروف عن يوسف شاهين أنه كان يدخن بشراهة، وفي أثناء تصوير مشهد الضرب في الفيلم كان شاهين يقول "هايل يا سمعة، كمان مرة، عايز ضرب واقعي" وهو يشرب سيجارة.
يوسف شاهين لم يكن يعلم أن ياسين صائمًا، فسأله إسماعيل قائلا: "أنت بتشرب سجاير كتير ليه متوتر؟، ليرد شاهين: "وأتوتر ليه، عادي يعني المشهد ميستاهلش توتر"، رد يوسف شاهين أثار غضب إسماعيل ياسين الذي قال: "دا صحيح لأنك مش مزود فيه حاجة، غير إنك مضايقني، أنا صايم وياريت تحترمني بإنك تطفي السجارة وتعرف قيمة اللي بقدمه"، ثم غادر إسماعيل ياسين البلاتوه، بعدها علم الفنان محمود المليجي بأحداث الموقف فتدخل للإصلاح بينهما وإنهاء الخلاف.
ولد الفنان إسماعيل ياسين في ١٥ سبتمبر عام ١٩١٢ بمحافظة السويس وأنتقل إلى القاهرة، في بدايات الثلاثينيات لكي يبحث عن مشواره الفني كمطرب، إلا أن شكله وخفة ظله حجبا عنه النجاح في الغناء، وقد أمتلك إسماعيل الصفات التي جعلت منه نجمًا من نجوم الإستعراض، لكن مر في حياته بالعديد من الأزمات جعلته يعيش أسوء أيام.
عندما وصل إسماعيل ياسين للصف الرابع الإبتدائي أنقلبت حياته رأسًا على عقب بعدما أفلس والده الذى كان يعمل صائغًا بالسويس ودخل السجن بسبب الديون المتراكمة عليه، فأضطر الصغير للعمل والتوقف عن الدراسة، حيث كان أول عمل له مناديًا أمام محل لبيع الأقمشة، وظلت معاناته مع زوجة أبيه حتى أنتقل ليعيش مع جدته لأمه، ورغم ذلك لم تنتهى معاناته حيث عاملته الجدة بقسوة لكراهيتها لوالده وإعتقادها بأنه كان سبباً فى وفاة ابنتها.
وبعد فترة فر اسماعيل ياسين إلى القاهرة ليبدأ معاناة جديدة، ويعمل بأكثر من مهنة حتى أستطاع أن يحقق حلمه فى التمثيل، وبدأ أولي خطواته السينمائية في عام ١٩٣٩ عندما اختاره فؤاد الجزايرلى ليشترك في فيلم "خلف الحبايب".
وبعد نجاح هذا الفيلم أنطلقت مسيرته الفنية الحقيقية فهو يعتبر أول فنان تسمى الأفلام على اسمه في تاريخ السينما الخمسينات منهم: "إسماعيل ياسين في متحف الشمع، إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، إسماعيل ياسين في الجيش، إسماعيل ياسين بوليس حربي، إسماعيل ياسين في الطيران، إسماعيل ياسين في البحرية، إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين".
تزوج الفنان إسماعيل ياسين ثلاث مرات، ولم ينجب غير ولد واحد وهو المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين من زوجته الأخيرة السيدة فوزية، وبرغم النجاح الكبير الذي حققه خلال مسيرته إلا أن مشواره الفني تعثر في العقد الأخير من حياته فقد شهد عام ١٩٦١ انحسار الأضواء عنه تدريجيًا فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد قدم فلمين يرجع ذلك إلى إصابته بمرض بالقلب وابتعاده عن الساحة الفنية.
خلال سنواته الأخيرة أصبح مطاردًا بالديون وحجز على العمارة التي بناها بكفاح عمره لتباع أمام عينه ويخرج من رحلة كفاحه الطويلة، فأضطر إلى حل فرقته المسرحية عام ١٩٦٦ ثم سافر إلى لبنان.
قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات أن يكرمه علي مشواره الفني الحافل إلا إنه وافته المنية في ٢٤ مايو ١٩٧٢ إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير في فيلم بطولة نور الشريف ولذلك كان يسمى "بالمضحك الحزين" فرغم أن أكثر أفلامه كوميدية ومضحكة إلا أنه كان يعيش حزينًا.