ننشر حكاية رأس سيدنا ”الحسين” ... وسر عشق المصريين للباب الاخضر
«المدد من عندك يارب»، «يارب اشفينا»، «يارب ارحمنا»، وغيرها من الدعوات التى تتزين بها أرجاء ضريح سيدنا الحسين، حيث ينتشر أمامه أصحاب الحوائج، ممن دارت بهم الدنيا وأغلقت أبواب الحظ فى وجوههم، فلم يجدوا أمام عجزهم عن تحقيق الآمال إلا اللجوء إلى الأماكن الطاهرة للتقرب إلى الله، والدعاء بنية القبول، وعلى الرغم من أن البعض يعارض هذا الانتشار للغلابة والبسطاء وأصحاب الحوائج إلا أن البعض الآخر يرى أن هناك معجزات فى المسجد والانتباه إليها يجب أن يكون بنية التبرك لله، وانتشرت الروايات المتضاربة بشأن وجود رأس الحسين اسفل المبنى من عدمه.
وتكشف الروايات أن المسجد بصورته الضخمة، أنشئ في عهد الفاطميين، في عام 549 هجرية، الموافق لعام 1154 ميلادية، بإشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم 3 أبواب تطل على أشهر شوارع القاهرة الفاطمية، وهو شارع خان الخليلي، وهناك باب آخر بجوار القبة أطلقوا عليه الباب الأخضر، وقيل عنه : إن زيارة الباب الأخضر، قمة البركة، وتشير الروايات إلى أن المصريين يتبركون بالباب الأخضر، اعتقادا منهم بأن رأس الحسين حين تم إحضارها إلى مصر مرّوا بها خلال هذا الباب، وكان ملفوفاً بحرير أخضر اللون، وهذا كان سببا فى التسمية، وقيل أيضا إن دماءً من رأس «الحسين» سقطت عند الباب.
وتوضح الروايات التى تتناقلها ألسنة رواد المسجد والضريح، أن المسجد سمّي بالحسين، لاحتوائه على رأس الإمام الحسين مدفوناً فيه، حيث قيل إنه مع بداية الحروب الصليبية خشى حاكم مصر الخليفة الفاطمي على رأس الحسين من الأذى الذي قد يلحق به في مكانه الأول في مدينة عسقلان الفلسطينية، حيث أرسل يطلب إحضاره إلى مصر، وتم حمل الرأس الشريف إلى مصر، ودفنها فى المكان الذى أسس فيه المسجد .
وعلى الرغم من هذه الرواية التى تؤكد أن رأس الحسين مدفون أسفل المسجد، إلا أن هناك روايات ثانية تعاكس هذه الروايات، حيث قيل إن الرأس ليس مدفوناً في المسجد، وأنه ليس في مصر من الأساس.
ولم تكن طريقة الوصول إلى المسجد فيها أى صعوبة خاصة من منطقة ميدان العتبة الشهير في القاهرة، بوسط البلد، وهناك تنتشر السيارات السوزوكى، والتى ينادي سائقوها بصوت عالٍ "حسين، حسين"، وبمجرد الوصول تبهرك مشاهد الغلابة والبسطاء الباحثين عن الراحة والاسترخاء أمام صعوبات الحياة، ممن يتخذون من مكان مرت منه رأس «سيد شباب أهل الجنة»، مصدرا للراحة والاطمئنان.