عمل في وزارة المعارف ووصفه عمار الشريعي بـ النائم علي كتف التراث” وتعاون مع فريد الأطرش وكمال الطويل وهو علي فراش الموت وساهم في نجاح رد قلبي.. محطات صانع الموسيقى التصويرية فؤاد الظاهري
واحدًا من أبرز الموسيقيين في مصر والوطن العربي تربع على عرش الموسيقى التصويرية لعدة عقود، فكانت الموسيقى المميزة له سبب نجاح أكثر من ٣٥٠ عملًا فنيًا في تاريخ السينما المصرية، فهو كان لا يسعي للظهور على الشاشات أو تصوير لقاءات معه كغيره من ملحنين، بل اكتفى بأن تخلد موسيقاه اسمه وتتحدث نيابة عنه، أنه الموسيقار فؤاد الظاهري.
ولد فؤاد الظاهري في مثل هذا اليوم عام ١٩١٦، واسمه الحقيقي فؤاد جرابيد بانوسيان، وهو من أصل أرمني، ولقب الظاهري نسبة إلى مولده بمنطقة الظاهر في مصر، حيث تخرج من مدرسة الفرير وحصل على شهادة الكفاءة، وقام برعاية موهبته الموسيقية أستاذ فلسطيني هو قسطندي الخوري، وشجعه على العزف على الكمان، واستكمل دراسته بمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية ودرس به الكمان.
تتلمذ على يد الأستاذ البوندي أليكسندر كونتروفيتش، وعمل مدرسًا للأناشيد بوزارة المعارف بعد تخرجه، ثم عمل أستاذًا للغناء الكورالي في معهد الفنون المسرحية عام ١٩٤٧، وكان قبل تعيينه رسميًا قد سجل الكثير من الموسيقى التصويرية للأفلام السينمائية العربية منذ عام ١٩٤٠، وقدم العديد من البرامج الموسيقية للإذاعة المصرية منذ نشأتها.
أشتهر في الستينيات والسبعينيات فكان يقدم ألحان لأكثر من خمسة أعمال فنية في العام الواحد، جعلته يتربع على عرش الموسيقى العربية، ودفعه شغفه بالفن والموسيقى للتلحين حتى وهو على فراش المرض، فقدم موسيقى تصويرية لأكثر من ٣٥٠ فيلمًا ووزع موسيقى لملحنين آخرين كمحمد عبدالوهاب وسيد درويش وفريد الأطرش وكمال الطويل.
وضع الظاهري الموسيقى التصويرية للكثير من الأعمال الفنية منها: "رد قلبي، ودليلة، والزوجة الثانية، وصراع في الوادي، وصراع في المينا، ورصيف نمرة 5، وفجر الإسلام، وأميرة حبي أنا، ومرزوقة، وعائلة الدوغري، وغيرها من الأعمال المميزة.
"النائم على كتف التراث"، هذا الوصف أو اللقب كان من الموسيقار الراحل عمار الشريعي للموسيقار فؤاد الظاهري الذي كان أول من مصّر الموسيقى التصويرية السينمائية وأول من صاغها بعقل محلي، فلم تعرف السينما المصرية فنانًا وموسيقارًا مثله فاستطاع التربع على عرش القمة للعديد من السنوات في مجاله، ففي آخر القرن الـ ١٩، لم يكن هناك ما يُعرف عالميًّا أو عربيًّا بالموسيقى التصويرية، فكان الصناع يلجأون إلى الإستعانة بمقطوعات سيمفونية شهيرة، ولكن مع مرور الوقت والتطور وتحول السينما من صامتة إلى ناطقة وكان لا بد من وجود موسيقى خاصة بها، فبدأت ما تسمى بالموسيقى التصويرية وكان ذلك على يد جيل الرواد، والذين كان من فؤاد الظاهري.
رحل فؤاد الظاهري عن عالمنا في ١ أكتوبر عام ١٩٨٨، عن عمر يناهز الـ ٧٢ عامًا، تاركًا خلفه إرثًا كبير من الأعمال الموسيقية والتي تخلد اسمه كأحد صناع الموسيقى التصويرية السينمائية في مصر وأحد نوابغ القرن الماضي، وحتى الآن يستعين بأعماله لتعيلم والتدريس للناشئين معنى الموسيقى التصويرية.