بمناسبة ذكرى ميلاده الـ219.. كل ما تريد معرفته عن ممتلكات رفاعة الطهطاوي وقت وفاته
رفاعة رافع الطهطاوي.. ذلك المفكر الكبير من قادة النهضة العلمية في مصر في عهد محمد علي باشا، الذى نشأ في عائلة ملحوظة من القضاة ورجال الدين فلقي رفاعة عناية من أبيه، فحفظ القرآن الكريم، وبعد وفاة والده رجع إلى موطنه طهطا، ووجد من أخواله اهتماماً كبيراً حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء فحفظ على أيديهم المتون التي كانت متداولة في هذا العصر، وقرأ عليهم شيئا من الفقه والنحو.
والتحق رفاعة وهو في السادسة عشرة من عمره بالأزهر في عام 1817 وشملت دراسته في الأزهر الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف، وغير ذلك. خدم بعدها كإمام في الجيش النظامي الجديد عام 1824.
ولهذا نستعرض معكم اليوم وبمناسبة ذكرى ميلاده الـ 219، أبرز ممتلكات رفاعة الطهطاوي وقت وفاته:
= تمثلت تلك الممتلكات في 1600 فدان من الأراضي، إلى جانب غيرها من العقارات حسب ما ذكره على مبارك، وكان السبب في ذلك رضي محمد علي ومعظم أبنائه الولاة عن الشيخ رفاعة الطهطاوي.
= أهدى إبراهيم باشا حديقة نادرة المثال في (الخانقاة)، وهي مدينة تبلغ 36 فدانًا، إلى رفاعة الطهطاوي، وأهداه محمد علي 250 فدانًا بمدينة طهطا.
= أهداه الخديو سعيد 200 فدانا، وأهداه الخديو إسماعيل 250 فدانًا، واشترى الطهطاوي 900 فدان، فبلغ جميع ما في ملكه إلى حين وفاته 1600 فدان، غير ما شراه من العقارات العديدة في بلده طهطا وفي القاهرة.
= وفيما يتعلق بمشروعاته الثقافية، لم يكتف رفاعة بما حققه من أعمال عظيمة، فسعى إلى إنجاز أول مشروع لإحياء التراث العربي الإسلامي، ونجح في إقناع الحكومة بطبع عدة كتب من عيون التراث العربي على نفقتها، مثل تفسير القرآن للفخر الرازي المعروف بمفاتيح الغيب، ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص في البلاغة، وخزانة الأدب للبغدادي، ومقامات الحريري، وغير ذلك من الكتب التي كانت نادرة الوجود في ذلك الوقت.
= خرج رفاعة من الخدمة، وألغيت مدرسة أركان الحرب، وظل عاطلًا عن العمل حتى تولى الخديوي إسماعيل الحكم سنة 1863م، فعاد رفاعة إلى ما كان عليه من عمل ونشاط على الرغم من تقدمه في السن، واقتحم مجالات التربية والتعليم بروح وثابة يحاول أن يأخذ بيد أمته إلى مدارج الرقي والتقدم، فأشرف على تدريس اللغة العربية بالمدارس، واختيار مدرسيها وتوجيههم، والكتب الدراسية المقررة، ورئاسة كثير من لجان امتحانات المدارس الأجنبية والمصرية.
= كان رفاعة الطهطاوي يأمل في إنشاء مدرسة عليا لتعليم اللغات الأجنبية، «مدرسة الألسن» وإعداد طبقة من المترجمين المجيدين يقومون بترجمة ما تنتفع به الدولة من كتب الغرب، وتقدم باقتراحه إلى محمد علي ونجح في إقناعه بإنشاء مدرسة للمترجمين عرفت بمدرسة الألسن، مدة الدراسة بها خمس سنوات، قد تزاد إلى ست. وافتتحت المدرسة بالقاهرة سنة (1251هـ = 1835م)
وُلد رفاعة رافع الطهطاوي في 15 أكتوبر 1801، بمدينة طهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر، يتصل نسبه بالحسين السبط، ومن إنجازاته في مجال التنوير والفكر، والكتابة والترجمة، وتوفى سنة 1290 هـ/1873م، عن عمر ناهز الإثنتين وسبعين سنة.