تسريبات تؤكد نية الغنوشي للترشح للرئاسة التونسية

الموجز

فقد مشروعيته الشعبية، وانتهى إلى شبح مخيف يرمز في الذهنية التونسية لكل ماهو فتنة واحتراب، محتكرا في ذلك العناوين الدائمة لكل الصناديق السوداء في الإرهاب.

هو رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي لا يرى في السلطة سوى منصة انطلاق لمخططاته الإخوانية في التمكن من الدولة والتكسب منها، وصياغة مشروعه الظلامي.

ويتواصل "جنون" العجوز الإخواني، البالغ من العمر 80 عاما، بالتفكير في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة سنة 2024، رغم انهيار صورته في كل استطلاعات الرأي التونسية.

وكشفت ما يسمى مجموعة 100 (مجموعة من القيادات الإخوانية الرافضة لمواصلة ترؤس الغنوشي لحركة النهضة) عن نوايا مؤسس الفكر الظلامي في تونس القفز إلى قصر قرطاج لمواصلة رحلة الهدم المنظم للبلاد التونسية.

وأفادت مصادر مقربة من حركة النهضة الإخوانية بأن "هناك مخططات جدية من قبل الغنوشي للاستمرار على رأس حركة النهضة بكل الطرق حتى سنة 2024، رغم رفض جزء كبير من أنصاره".

ورفعت هذه القيادات، في رسائل تم تسريبها لوسائل الإعلام، مطامح العائلة المقربة من راشد الغنوشي لتأبيد وجوده في المشهد، لأنه السبيل الوحيد لضمان الحصانة وإفلاته من المحاسبة القضائية.

ولم تعد الصراعات الدائرة داخل البيت الإخواني محاطة بالسرية والتكتم مثلما كان الوضع طيلة السنوات الأخيرة، فأبناء المعسكر الظلامي في تونس حولوا ساحة الصراع من البيوت الخاصة إلى منابر الإعلام.

وباتت الخصومات تنذر بمزيد من احتدام المعارك، مع اقتراب المؤتمر الانتخابي للحركة المزمع تنظيمه أواخر شهر ديسمبر المقبل.

ويرى الناشط السياسي رياض جراد أن "البيت الداخلي لحركة النهضة يواجه زلزالا عنيفا لأول مرة منذ خمسة عقود، تعود أسبابه إلى التناحر حول المال والسلطة".

وأوضح، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "ما كشفته قيادات إخوانية حول مخططات الغنوشي الترشح لانتخابات 2024، هو أمر خطير ويكشف مدى خوف الغنوشي من الخروج من السلطة".

وتابع جراد قائلا: "إن النهضة فقدت مكونات التماسك الداخلي، والرهانات العالية للتمويلات الخارجية ستشعل حربًا في محيط مونبليزير (مقر حركة النهضة)".

ويرى متابعون أن "الغنوشي استقوى على بقية قيادات حركة النهضة من خلال تحكمه في إدارة الشئون المالية للحركة، وسيطرته على منابع التمويلات الخارجية التي تتدفق عبر الجمعيات الموالية للإخوان".

فخزينة الأموال المتدفقة له ولصهره رفيق عبد السلام الذي شغل سابقا مدير مركز الدراسات في قناة الجزيرة القطرية جعلته يخلق علاقات "غنائمية" مع أبناء حزبه.

وتؤكد الباحثة في العلوم السياسية نرجس بن قمرة، أن "شيخ الإخوان بلغ درجة عالية من الجنون عندما يفكر في الترشح للانتخابات الرئاسية وهو العالم بتدهور شعبيته".

وتصنف شركة سيجما كونساي (خاصة) راشد الغنوشي طيلة الـ5 أشهر الماضية بأنه "أكثر شخصية سياسية لا يطمئن لها جموع التونسيين".

وتبرز الشركة أن 72% من الذين خضعوا للاستطلاع يعتبرون راشد الغنوشي أسوأ شخصية في الساحة السياسية منذ استقلال تونس سنة 1965.

ولاحظت "بن قمرة" في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "فكرة الترشح للانتخابات المقبلة هي فكرة غير جدية، وإنما هي محاولة فاشلة من راشد الغنوشي لتجميع أنصاره الذين انقسموا من حوله".

وقالت: "إن الغنوشي يعلم قبل غيره أنه لا يملك السمات ولا القدرات السياسية لتقلد منصب رئاسة الجمهورية في ظل رفض دولي وأوروبي لشخصه".

وتوقعت بأن "يغذي هذا التسريب (نوايا الترشح للرئاسة) الصراع بين الغنوشي والرئيس قيس سعيد، خاصة أن الفترة الأخيرة شهدت تراشقا كلاميا بين الطرفين".

ويعتبر متابعون أن إطلاق هذه المعلومة من البيت الإخواني، هي محاولة لإحراج قيس سعيد وفتح جولة جديدة من الخصومة السياسية بين الرجلين، التي يذهب فيها سعيد إلى حد اتهام الغنوشي بالتآمر على أمن الدولة.

تم نسخ الرابط