كيف نصل رحم النبي صلي الله عليه وسلم
كتب الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق؛ عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك؛ قال تعالى (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى) [الشُّورى:23], وهكذا أمرنا سبحانه أن نصل رحمه ﷺ، ولذلك قام أهل السنة والجماعة من لدن الصحابة وإلى يومنا هذا بحب آل البيت وإكرامهم, وآل البيت من الصحابة ومن بعدهم من الأئمة الكبار أحبوا الأمة وعملوا على إظهار ما في قلوبهم من الود لهم, فكانت أمة واحدة نفخر بوحدتها إلى يومنا هذا وكل ذلك كان وما زال بعيداً عن الألاعيب السياسية والمصالح الإقليمية والرؤى الساذجة حيث إن ترابط الأمة هو الذي يبقى بعد كل المتغيرات وتياراتها.
حرص الإمام البخاري في صحيحه كلما ذكر السيدة فاطمة, أردف ذلك بقوله: عليها السلام ولم يكتف بالترضي عليها كشأن الصحابة الكرام، وفعل ذلك أكثر من عشرين مرة في صحيحه الذي هو أصح كتب الحديث التي وصلت إلينا، واتهم الإمام البخاري أنه لم يرو عن أهل البيت الكرام وأئمتهم وهو خطأ بليغ, فقد روى عن محمد بن علي في نحو أربعة عشر حديثاً, وذكره في أصل الإسناد, ومحمد هو الإمام الباقر بن علي زين العابدين بن سيدنا الحسين بن سيدنا علي رضي الله تعالي عنهم أجمعين، وروى أيضاً عن أولاده عبد الله بن محمد الباقر والحسين بن محمد الباقر, ومن ظن أنه لم يرو عن أهل البيت إنما جاء من عدم روايته عن جعفر الصادق, والبخاري كان شافعي المذهب ولم يرو عن الإمام الشافعي ولم يذكره إلا في موضعين, فليس في عدم الرواية عن أحدهم أي موقف, بل ما احتاج إليه ذكره وما لم يحتج إليه لم يذكره.
تزوج سيدنا عمر بن الخطاب, رضي الله عنه, من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وتزوجت فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب من عبد الله بن عمرو بن عثمان وهو حفيد عثمان بن عفان الخليفة الثالث, رضي الله تعالي عنه, وتزوجت أم الحسن بن الحسن بن علي من عبد الله بن الزبير وبقيت معه حتى مات عنها, وتزوجت رقية بنت الحسين بن علي بن أبي طالب من عمرو بن الزبير بن العوام, وتزوج الحسن الأصغر بن علي زين العابدين من خالدة بنت حمزة بن مصعب بن الزبير, كما تزوجت السيدة سكينة بنت الحسين وضريحها مشهور بالقاهرة من مصعب بن الزبير بن العوام, والمصاهرات لو تتبعناها لخرجت مجلدات فهي كثيرة جداً تبين الحب والود بين أفراد الأمة سواء أكانوا من أهل البيت أو من غيرهم, وأن الأمة ستبقي واحدة ولو كره المبطلون وستتجاوز محنتها مهما طال تحكم أصحاب الأغراض فيها واختزالهم الدين في إحداث الفتن.
ولقد سمي أهل البيت أبناءهم بأسماء كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وسمى الصحابة الحسن والحسين وعلي وكذلك حال التابعين وتابعيهم إلى يومنا هذا, مما يدل على الحب المتبادل الذي أمر به الدين, فسمي الحسن أولاده بأبي بكر بن الحسن وعمر بن الحسن وطلحة بن الحسن وجميعهم استشهدوا في معركة كربلاء مع عمهم الحسين.