ذكى رستم تعدي بالضرب على هدي سلطان في شهر رمضان ففقدت الوعى.. اعرف الحكاية
استطاعت الفنانة هدي سلطان أن تؤسس لنفسها مكانة خاصة في عالم التمثيل فهي تعد من أشهر الفنانات في السينما والدراما المصرية وأعمالها تركت بصمة خاصة، كما تمكنت من أن تكون من أبرز الفنانات اللاتى جسدن دور الأم على الشاشة فهي حالة فنية متكاملة وقليلًا ما يتواجد مثلها فى الوسط الفنى.
وفي الكثير من الأحيان يضطر نجوم الفن لتصوير بعض أعمالهم الفنية خلال شهر رمضان وأثناء الصيام، وكثيرًا ما يتعرضون لمواقف صعبة أو محيرة لإتمام هذه الأعمال، من بينهم الفنانة هدي سلطان التي تحدثث في إحدى حواراتها النادرة عن موقف غريب حدث لها أثناء تصوير مشاهد فيلم "حميدو" أمام الفنان الكبير زكى رستم، وكان أحد مشاهد العمل يقتضى أن تتلقى صفعة على وجهها من الفنان الكبير بعد أن يكتشف أنها أبلغت عنه البوليس، وكان ذلك فى نهار رمضان وأثناء الصيام.
ولم يكد زكى رستم يهوى بيده على وجه هدى سلطان حتى وقعت على الأرض وأغمى عليها وفقدت النطق، فكانت الصدمة تسيطر علي الجميع بالإستديو، وحاولوا إفاقة هدى سلطان ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، فاضطروا لإستدعاء الإسعاف، كل هذا والفنان الكبير زكى رستم لا يستطيع التحدث من شدة الصدمة والمفاجأة والخوف من أن يكون تسبب فى إصابة زميلته بمكروه.
وبعد محاولات عديدة استطاع رجال الإسعاف إفاقة هدى سلطان بعد مرور أكثر من ساعة، وبعد أن تمكنت الفنانة الكبيرة من الكلام قالت: "أسفة يظهر إنى مرهقة وماستحملتش علشان الصيام"، وهنا التقط الفنان الكبير أنفاسه وصاح قائلًا: "ياشيخة نشفتى دمى يعنى الصيام هو اللى دوخك مش أنا"، وحاول زكى رستم إقناع هدى سلطان بالإفطار لأنها مرهقة وحتى يستطيع إعادة مشهد الصفعة دون أن يتكرر ما حدث، ولكنها رفضت، فأصر ألا يعيد المشهد والصفعة إلا بعد الإفطار حتى تتحمل الفنانة الكبيرة صفعته.
ولدت الفنانة هدى سلطان عام ١٩٢٥ فى قرية كفر أبو جندى بمحافظة الغربية، عشقت الغناء منذ نعومة أظافرها، اسمها الحقيقي بهيجة حبس عبد العال، ترعرعت وسط عائلة إقطاعية وأستطاع شقيقها الأكبر محمد فوزي أن يفرض رأيه على والده المحافظ ليعمل في الفن والذي لم يعترف بأبنه حتى حقق نجاحًا فنيًا كبيرًا.
الغناء كان بوابة مرورها لعالم الفن فكانت تهواه منذ طفولتها، ودخلت مجال التمثيل بالصدفة عندما أعلن المخرج نيازى مصطفى عن حاجته لمطربة ممثلة للعمل فى فيلم "ست الحسن" ووقع الاختيار حينها على هدى ومن هنا بدأ مشوارها الفنى، وشقيقها الفنان محمد فوزي كان له رأي ثاني حيث رفض دخولها الوسط الفنى ولكنها أصرت على ذلك، فقرر مقاطعتها بل ورفض الإعتراف بأن له أخت تدعى هدى سلطان، وهدد من يتعامل معها بالضرب بالرصاص وهددها هى بالقتل، وذلك بسبب خوفه عليها.
وبعد عدة سنوات علمت هدي بمرض أخيها فقررت أن تتواجد بجانبه، وعلى الفور تواصلت مع زوجته مديحة يسرى واقترحت عليها المجىء لمنزل أخيها فرحبت مديحة وعلى الفور ذهبت هدى وقد انتابها القلق والخوف من ردة فعله ولكنه بمجرد أن رآها فتح ذراعيه واحتضنها وبعد ذلك قدم لها عدة أغاني منها: "لامونى، وضاربين الودع" كما أنتج لها فيلم سينمائي.
وفي سن صغير تزوجت الفنانة هدي سلطان من محمد نجيب وذلك لرغبة عائلتها ولكن لم يستمر بسبب غيرة زوجها من نجاحها، وأنجبت منه ابنتها نبيلة ثم تزوجت بعده المنتج السينمائي فؤاد الجزايرلي وساعدها كثيراً في مسيرتها الفنية لكن طُلقت منه بسبب غيرته من شهرتها، ثم تزوجت بفؤاد الاطراش شقيق الفنانين فريد الاطرش واسمهان ولم يستمر زواجهما إلا لأشهر قليلة، ثم تزوجت بفريد شوقي وأستمر زواجهما لفترة طويلة وأنجبت منه ابنتيها ناهد ومها، والزيجة الأخيرة كانت من المخرج حسن عبدالسلام.
شكلت مع زوجها وحش الشاشة فريد شوقي ثنائياً متميزاً في تاريخ السينما المصرية، حيث قدمت معه أكثر من ٢٠ فيلمًا منهم: "إمرأة في الطريق، وجعلوني مجرماً، وكهرمان وفتوات الحسينية، ووداعا بونابرت، والإختيار، وبدور وعودة الابن الضال، والسكرية وشئ في صدري وبورسعيد، وسر إمرأة".
تربعت هدي سلطان لسنوات طويلة علي عرش الدراما المصرية ومن أهم أعمالها: "زينب والعرش, وأرابيسك، وزيزينيا والليل وآخره، والوتد، وليالي الحلمية، ورد قلبي، وزي القمر، وللثروة حسابات اخرى"، وتوفيت الفنانة القديرة بمرض السرطان في ٥ يونيو عام ٢٠٠٦ بمستشفى دار الفؤاد في مصر، عن عمر يناهز ٨١ عامًا وذلك عقب وفاة ابنتها مها فريد شوقي بحوالي ٥٠ يومًا.