حكاية خلاف أم كلثوم ويوسف شاهين..عندما قال لها :”شوفي حمار يصور لك الأغنية دي” فردت بـ ”يا بن المجنونة”

جريدة الموجز

في لقاء نادر ظهر خلاله المخرج العالمي يوسف شاهين على شاشة التليفزيون المصري، حكى تفاصيل اللقاء الأول الذي جمعه بكوكب الشرق أم كلثوم، وقال "شاهين"، إنه في أحد الأيام فوجئ بأن "البلد كلها بتدور عليه، والدنيا مقلوبة"، وتحدث إليه وكيل وزارة الثقافة قائلًا: "الست عاوزاك" فأجابه متعجبًا :"عاوزاني أنا".

وكشف المخرج العالمي، بأنه ذهب إلى فيلا أم كلثوم بحي الزمالك، وانتظر لأكثر من 20 دقيقة، وشرب "فنجانين" قهوة، وبعدها دخلت أم كلثوم، وقالت له: "أنا اخترتك تعملي الأغنية الجديدة".

وأضاف شاهين، خلال اللقاء أنه وقتها كان قد حصل على وسام من الرئيس جمال عبد الناصر، وأخبرته أم كلثوم أن هذه الأغنية ستعرض في التليفزيون، فأخبرها أنه شرف عظيم له، ولكن عليه أن يسمع كلمات الأغنية مسبقًا، فطلبت منه أن يشرب فنجان قهوة آخر.

واستكمل المخرج العالمي حديثه قائلًا: "كان دمها خفيف جدًا، ولقيتها بتسمعني أغنية طوف وشوف، وقاعدة تقول كلماتها والمصانع لعلطت وحاجات غريبة، فسكت وقالتلي مالك، قولتلها إنتِ عاوزاني أعملك إيه، دي تجيبي أي حمار يعملهالك، فقالتلي يا إبن المجنونة ده إنت باين عليك مرووش زي ما بيقولوا عنك".

وتابع في حديثه: "عاوزاني أعملك أغنية عن شجرة ومصنع"، الأغنية لا يوجد بها خيال، وأنه يرغب في عمل أغنية ذات معاني، رافضًا تصوير "طوف وشوف".

كما طلب منها أن تحكي له عن تاريخها، ففكرت لثانية ووافقت بعدها، وبالفعل حكت له عدد من الأمور والمواقف من طفولتها ورحلتها القاسية من الريف للمدينة، وحكايات طريفة في حياتها، منها أنها حينما ركبت القطار للمرة الأولى اعتقدت أن الأشجار تتحرك وليس القطار.

واختتم حديثه عن أم كلثوم قائلا: "إحساسها كان عالي وده نابع من إنها اتعلمت قرآن وكانت بتقراه من وهي صغيرة، وعندها الحروف والألفاظ مظبوطة بالملي، مفيش حاجة ممكن تتهز أبدا".

ولد يوسف شاهين فى محافظة الإسكندرية يوم 25 يناير عام 1926 لأب لبنانى من مدينة زحلة شرق لبنان، وأم من أصول يونانية هاجرت أسرتها إلى مصر، بدأ دراسته فى كلية "سان مارك" الفرنسية، ومنها إلى كلية فيكتوريا الإنجليزية، ثم سافر إلى الولايات المتحدة لدراسة الفنون التمثيلية بكلية "مسرح باسادينا" بكاليفورنيا.

عاد يوسف شاهين إلى مصر، ليقابل المصور السينمائى أورفانيللى، الذى ساعده بالدخول فى العمل بصناعة الأفلام، ثم قدم أول فيلم له عام 1950 هو فيلم "بابا أمين" ثم فيلم "ابن النيل"، واستطاع من خلاله أن يشارك به فى مهرجان "كان" السينمائى الدولى، بينما كان أول ظهور له كممثل فى فيلم "إسماعيل ياسين فى الطيران"، وكانت جملته الشهيرة فى الفيلم: "هايل يا سُمعة.. كمان مرة..عايز ضرب واقعى".

قدم شاهين على مدار تاريخه 37 فيلما سينمائيا، لعل أبرزها "صراع فى الوادى، صراع فى المينا، باب الحديد، بياع الخواتم، الناصر صلاح الدين، عودة الابن الضال، إسكندرية ليه، إسكندرية كمان وكمان، المصير، المهاجر، سكون حنصور، إسكندرية نيويورك وهى فوضى"، الذى كان آخر أعماله فى السينما، كما أخرج 5 أفلام قصيرة هى "كلها خطوة، القاهرة منورة بأهلها، انطلاق، سلوى وعيد الميرون".

حصل شاهين على العديد من الجوائز، منها التانيت الذهبية من أيام قرطاج السينمائية عن فيلم "الاختيار" عام 1970، الدب الفضى من مهرجان برلين السينمائى عن فيلم "إسكندرية ليه؟" عام 1979، أفضل تصوير من مهرجان القاهرة السينمائى عن فيلم "إسكندرية كمان وكمان" عام 1989، جائزة مهرجان أميان السينمائى الدولى عن فيلم المصير عام 1997 وأيضا الإنجاز العام من مهرجان كان السينمائى عن نفس الفيلم وفى نفس العام، جائزة "فرنسوا كاليه" من مهرجان كان السينمائي عن فيلم الآخر عام 1999، وجائزة اليونيسكو من مهرجان فينيسيا السينمائى عن فيلم «11/9/2001» عام 2003.

تم نسخ الرابط