السادات قدم له المساعدات العسكرية وهو المؤرخ السينمائى الوحيد لحرب الإستنزاف وقدم أول فيلم رعب في مصر.. معلومات عن محمد راضى مخرج أجرأ الأفلام السياسية
واحدًا من أهم رواد الإخراج في مصر والوطن العربي عمل بالمسرح والتليفزيون منذ بداياتهما فهو كان يمتلك موهبة خاصة حيث قدم عددًا من أهم الأفلام السينمائية التي ولا زالت تتحقق نجاحًا كبيرًا على المستوى التجاري والفني والجماهيري، وبعد مسيرة فنية مميزة ترك خلفه إرثًا فنيًا يتحدث عنه الجميع حتي بعد رحيله أن المخرج الكبير محمد راضي.
ولد المخرج محمد راضي بمحافظه الغربية في ١٤ أكتوبر عام ١٩٣٩، وتخرج في كليه الحقوق عام ١٩٦٢ ثم حصل على بكالوريوس المعهد العالي للسينما عام ١٩٦٤، وفور تخرجه من الجامعة عمل مخرجًا في التليفزيون المصري حيث اخرج عدد من الأفلام التسجيليه ثم عمل في الإخراج السينمائي بادئًا بفلميه الروائيين القصيرين "المقيدون للخلف" و"الفراشه" اللذان حازا على إعجاب النقاد ليبدأ مشواره السينمائي ويصبح من أبرز صناع هذا الفن طوال ٥٠ عامًا حيث أنتج وأخرج عدد من أهم الأفلام السينما المصرية.
أسس راضي في عام ١٩٦٧ جماعة السينما الجديدة التي كانت تهدف لخلق تيار جديد في السينما المصرية والتي ضمت في عضويتها شباب السينما المصرية آنذاك والذين أصبحوا من أبرز صناعها فيما بعد وظل رئيسًا لها لمده ستة سنوات.
خلال مسيرته الفنية أخرج محمد راضى العديد من الأفلام التي تعد من أهم الأعمال السينمائية علي مر العصور منها: "حائط البطولات، والحجر الداير، وموعد مع الرئيس، وموعد مع القدر، والهروب من الخانكة، وأمهات في المنفى، والجحيم، ووراء الشمس، والعمر لحظة، وصانع النجوم، والأبرياء، وأبناء الصمت، وانا وابنتي، وهل تعرفين معنى الحزن، والمقيدون للخلف"، وكان المخرج الراحل أول من قدم فيلم رعب مصري، وهو "الإنس والجن" للفنان عادل إمام، وعُرض عام ١٩٨٥.
حصل راضي على العديد من التكريمات تقديرًا لمشواره الفني في الإخراج والإنتاج السينمائي ومنها تكريم وزارة الثقافة للمخرجين الحاصلين على جوائز دولية، وتكريم المهرجان القومي الحادي عشر عام ٢٠٠٥ تقديرًا لمشواره الفني وإصدار كتاب عنه بعنوان "محمد راضي فارس من زمن الصمت"، إلى جانب العديد من التكريمات من الجمعيات الأدبية والفنيه.
وكان المخرج محمد راضى قبل رحيله، يفكر فى تقديم فيلم عن مفاوضات طابا، بعنوان "المحارب الأخير" وكتب السيناريو الخاص به نجله المخرج إيهاب راضى، إضافة لفيلم آخر من إخراجه وإنتاج الدكتور عادل حسنى بعنوان "أيام المجد" للروائى الكبير مجيد طوبيا.
وعندما قدم راضى فيلم "أبناء الصمت" كان الرئيس السادات والفريق الجمسى واللواء أحمد بدوى بالجيش الثالث قد قدموا له المساعدات العسكرية لخروج الفيلم، وتصوير مشهد العبور من حرب أكتوبر بجنود الجيش الثالث الذين شاركوا فى الحرب لتجسيده بصورة مشرفة، وخرج الفيلم بصورة أقرب للواقع.
ويعتبر محمد راضى هو المخرج الوحيد الذى قدم للسينما المصرية ما يقرب من ٢٥ فيلمًا سينمائيًا وهو المؤرخ السينمائى الوحيد لحرب الإستنزاف ونصر أكتوبر بما قدمه من أفلام تسجيلية حربية مثل "أكتوبر ملحمة الخالدين، وأيام الأبطال، وكان الفجر، وطيور الحرية"، واعتبر فيلمه "أبناء الصمت" والذى اختير ضمن أفضل ١٠٠ فيلم فى السينما المصرية من أهم الأعمال كما تُدرس عدد من أفلامه لطلبة المعهد العالى للسينما وبشهادة الناقد سمير فريد الذى قال عن فيلم "أبناء الصمت" إنه لا يتاجر بعواطف الناس ولا يتملق السلطات ولا يرفع شعار هوليوود المزيف مزيدا من القنابل مزيدا من الدولارات".