خدع الصعايدة فضربوه.. هدد يوسف وهبي بالسجن بسبب 500 جنيه.. ومات في صمت .. حكايات طريفة عن لطفي الحكيم صاحب إفيه ”يا ترعة المفهومية”
لطفي الحكيم.. فنان من الزمن الجميل قدم العديد من الأعمال التي تفوق الأبطال.. لم يجسد أدوار البطولة المطلقة ولكن ترك بصمة قوية بإفيهاته ومن أشهرها "يا فلسوف الحمير" و"ترعة المفهومية".. كان يشبه يوسف وهبي في الشكل مما عرضه للضرب من قبل الجمهور بعد محاولته خداعهم.. وعرض يوسف وهبي للسجن بسبب مبلغ 500 جنيه...
تنوعت أدواره بين الشر والخير والكوميديا والدراما فى وجبة سينمائية دسمة رغم مشاهده القليلة ورحل عن عالمنا فى صمت بعد مشوار سينمائى شاق دون أن يشعر به أحد.
ولد لطفى الحكيم في 3 سبتمبر 1901 م وبدأ حياته الفنية فى فرقة رمسيس الشهيرة، وأدى أدوارا صغيرة وعمل فى العديد من المسرحيات، خاصة فى فرقة رمسيس التى احتضنته منذ نعومة أظافره فى عالم الفن.
قدم شخصية الغزولى فى فيلم "الفتوة" مع فريد شوقي والساكن الجديد فى فيلم "اللص والكلاب"، وشارك فى التمثيل فى 95 عملاً كان أشهرها ”المجانين فى نعيم”، و”النصاب”، و”إسماعيل يس فى السجن"، و”نهاية الطريق”،
وكان آخر أفلامه فيلم " لو كنت رجلاً" سنة 1964 م
وكاد التشابه فيما بينه وبين الفنان يوسف وهبي ان يدخل الآخير السجن بسبب مبلغ 500 جنيه وقال وهبى لأحد المجلات إنه مر بضائقة مالية عام 1936 واضطر أن يقترض مبلغ 500 جنيه من صديق له ليواجه التزماته فى مسرح رمسيس، وفى الموعد المحدد للسداد أرسل الرجل ابنه إلى مسرح رمسيس ليتسلم المبلغ من يوسف وهبى بحسب الاتفاق. ولما وصل الابن قابله الممثل لطفى الحكيم والذى كان شديد الشبه بالفنان يوسف وهبى، فسلم الشاب عليه اعتقادا منه بأنه يوسف وهبى وطلب منه سداد مبلغ 500 ، فصرخ لطفى الحكيم فى وجه الشاب، قائلا :" أنا أخدت منكم 500 جنيه..أنا أعرفكم" ، فدهش الشاب ، وعقدت الصدمة لسانه وانصرف غاضباً ليخبر والده بما حدث من يوسف وهبى، فثار الأب واعتقد أن يوسف وهبى يريد التهرب من سداد الدين.
وهذا ما جعل الرجل يشعر بالغضب مما حدث مع ابنه وقرر رفع دعوى مستعجلة ضد يوسف وهبى، الذى فوجئ بعريضة الدعوى، واندهش وأرسل إلى صاحب الدين ليسأله عن سبب تسرعه فى رفع الدعوى دون أن يطالبه بالسداد بشكل ودى.
وقال صاحب الدين ليوسف وهبى أنه أرسل ابنه ليطالبه بالسداد ولكنه أنكر الدين، وهنا فطن الفنان الكبير لما حدث، واستدعى يطلب الفنان لطفى الحكيم وسأل ابن صاحب الدين :" انت قابلت مين فينا أنا ولا هو"، فاندهش الشاب واحتار فى التفرقة بين يوسف وهبى ولطفى الحكيم ، وتذكر الأخير أن هذا الشاب جاءه يوماً يطلب منه سداد 500 جنيه، واتضح الموقف أمام الجميع، واعتذر الرجل وابنه وتنازلوا عن االدعوى، وتم تأجيل الدفع إلى موعد أخر حتى تيسر حال يوسف وهبى الذى كاد يلقى فى السجن بسبب التشابه بينه وبين زميله.
وفي مرة أخري تعرض "الحكيم" للضرب من قبل الجمهور، عندما حاول خداع جمهوره، وخاصة في الصعيد، ففي ثلاثينات القرن الماضى ذهب مع الفرق المتجولة فى الصعيد لتمثيل عروض مسرحية على انه يوسف بك وهبى بسبب التشابه القوي بينهم، خاصة وأن أهالي الصعيد لم يسبق لهم رؤية يوسف وهبى إلا عن طريق الصور فى المجلات والجرائدؤ وبذلك من كان يراه يقول انه يوسف بك وهبى .
وفى الصعيد ولمدة 3 ليالى مثل لطفى الحكيم واحدة من روائع يوسف وهبى وهى رواية “الجحيم” ، مرت الليلة الاولى بسلام والتانية ، وكان الأهالى يقابلوه بالترحاب ويضحكوا معه على إنه يوسف بك .
و فى الليلة الثالثة وأثناء العرض احتج شخص من الأهالى على أن هذا الرجل ليس يوسف بك وهبى، وقال انه نصاب ، وانه رأي يوسف بك شخصيا وقام بالعمل معه فترة فى كازينو فى عماد الدين وقامت الأهالى بمحاصرة المسكين لطفى الحكيم الذي إعترف مع أول “قلم”علي وجهه إنه ليس يوسف بك وانه تلميذه وممثل فى فرقته، ومتعهد الفرقة، ووقتها تحولت رواية “الجحيم” لواقع مؤلم عاشه لطفى الحكيم على إيد الصعايدة.
وفي آخر أيامه تواري لطفي عن الأنظار وتوفي في 11 أغسطس عام 1982.