معلومات لا تعرفها عن زوجة عبدالناصر.. أصولها إيرانية ووالدها تاجر شاي.. وهذا ما فعلته عقب ثورة يوليو ونكسة 67
حفلت فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بإنجازات وانتكاسات، وفي كل حدث مر به كانت تقف ورائه زوجة مثابرة تمنحه القوة والجلد في مواجهة الصعاب هي السيدة تحية كاظم التي لحقت به بعد وفاته بـ22 عاماً.
إيرانية الأصل
ولدت تحية محمد كاظم بالقاهرة في عام 1920، وكان والدها أحد رعايا إيران، وهي حفيدة العلامة الجعفري الشيعي كاظم رشتي "هاشمي"، هاجر أجداده إلى إيران وسكنوا مدينة رشت كتجار، وبسبب خلافات فقهية هاجر إلى مصر وسكن حلوان، ومن أحفاده السيدة تحية، والصحفية الشهيرة صافيناز كاظم، والدكتورة جيهان رشتي عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة السابقة.
توفي والد "تحية" وعمرها 11 سنة عام 1937، ومن بعده بعامين توفيت والدتها فاطمة، وهي مصرية من مدينة طنطا، وكان والد زوجة عبدالناصر تاجر سجاد وشاي وحاصل على الجنسية المصرية ولم تكن ممارسته الدينية شيعية، ولا نمط حياته إيرانيا.
وبعد وفاة والدها ووالدتها عاشت ببيت شقيقها الأكبر عبد الحميد وفي بيته كانت تقيم معه شقيقتها منيرة، وكانت هي التي تابعت تربيتها، والاثنان مولودتان في مصر.
الزواج من ناصر
تزوجت تحية من جمال عام 1944، و روى أن عبد الناصر كان يتردد على منزل صديقه عبد الحميد حين دخلت عليه فتاة رقيقة اسمها تحية قدمت الشاي له وحين رآها لأول مرة أعجب بها وكانت شابة صغيرة هادئة رقيقة الملامح ولم تكن الفتاة سوى اخت صديقه ومع تعدد الزيارات ازداد جمال إعجابا بها حتى فاتح أهلها و وافقت دون تردد وتزوجا فى 1944.
ثورة يوليو
ولم تكن تعرف تحية كاظم، أي شيء عن تحركات زوجها قبل الثورة، حيث قال لها جمال عبد الناصر، في ليلة 23 يوليو، بعد أن ارتدى الزي العسكري، إنه ذاهب لتصحيح أوراق كلية أركان حرب.
وعلمت "تحية" عن تحركات الضباط الأحرار، من خلال شقيقي عبد الناصر"، واللذين أكدا لها في هذه الليلة نجاح حركة الجيش بعد أن نزلت سيارات الجيش إلى الشوارع، ثم تأكدت من حقيقة ذلك بعد سماعها للبيان الذي قرأه محمد أنور السادات وقتها؛ لتنتابها حالة من الفرح بما حققه زوجها وزملائه، وحالة من القلق عليه في نفس الوقت.
نكسة 67
عاشت تحية عبد الناصر مع زوجها وتحملت كثيرا معه، تحملت توتره وأعباءه وأوقات عصيبة مرت عليه خاصة في فترة ما بعد نكسة 1967، وكانت نعم الزوجة و لم تكن أبدا تسعى لأن تكون "سيدة مصر الأولى"، وقليل جدا خروجها في المناسبات العامة واستقبال الوفود بجوار زوجها، ولاقت احتراماً وقبولاً كبيراً في مصر والعالم العربي.
وبعد وفاة عبد الناصر ظلت تحية بعيدة عن الأضواء، كما كانت في حياة زوجها، وحينما كانت تذهب لشراء حاجاتها لم يكن أي شخص يعرفها.
ويرجع سبب ذلك إلي رؤية عبد الناصر نفسه، فقد كان يرى أن حياته العائلية تخصه وحده، و يجب الفصل بينها تماما وبين العمل العام، لكن لم يكن دورها فى حياته هامشيا، و كانت فى بيتها زوجة مصرية.
نهاية المشوار
تُوفيت تحية كاظم، في 25 مارس عام 1992، وتم دفنها بجوار زوجها، وذلك تنفيذًا لوصيتها، حيث قالت يوم وفاة جمال عبد الناصر: "لقد عشت ثمانية عشر عامًا، لم تهزني رئاسة الجمهورية ولا زوجة رئيس الجمهورية، ولن أطلب منكم أي شيء بعدها، فقط أريد أن يُجهز لي مكان بجوار الرئيس لأكون بجانبه، كل ما أرجوه أن أرقد بجواره".
صدرت مذكرات تحية كاظم تحت عنوان "ذكريات معه"، عن دار الشروق، عام 2011، وحققت مبيعات ضخمة.
ورصدت "تحية" من خلال هذه المذكرات، تفاصيل حياتها مع الرئيس الراحل، وبعض المواقف والأحداث السياسية التي عاصرتها معه.