تمنى أن يصبح ممثلًا لكن خجله كان حاجز بينه وبين تحقيق حلمه ومشاجرة علي القهوة صنعت نجوميته.. حكاية طريفة وراء دخول محسن سرحان عالم الفن

محسن سرحان
محسن سرحان

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.

وفى عام ١٩٥٧ أجرت إحدي المجلات تحقيقًا تحت عنوان "قصص من كتاب الحظ"، تحدث فيه عدد من نجوم الزمن الجميل عن دور الحظ فى حياتهم وكيف لعبت الصدفة دورها فى بداية مشوارهم ووضعتهم على أول طريق الفن.

وكان من بين هؤلاء النجوم الفنان القدير محسن سرحان الذى حكى للمجلة عن الصدفة التى كانت سببًا فى عمله بالفن، حيث قال أن في عام ١٩٣٧ كان من نجوم الرياضة اللامعين بين أندية الشباب الرياضية، وكان من عادته أن يصطحب أشقائه فى أيام الخميس إلى شارع عماد الدين ليمضوا الوقت بين بعض مقاهى الشارع حتى يحين موعد رفع الستار فى المسارح.

وتابع أن قهوة "بيرون" كانت من أحب المقاهى إليهم، وكان يلتقى فيها الممثلين والمخرجين السينمائيين، وذات ليلة قامت معركة داخل القهوة بين بعض روادها وأحد الجرسونات، واعتدى أحدهم على الجرسون بصورة أثارت غضب الزبائن، ولكن لم يجرؤ أحدهم على التدخل والدفاع عن الجرسون.

وأضاف سرحان أن تطوع زميل له للتدخل حتى يفض المعركة، لكن الزبون حاول ضربه، فما كان منه إلا أن يتدخل فى المعركة واستطاع أن يؤدب مجموعة المعتدين على الجرسون، مشيرًا إلى أنه كان من بين الجالسين الراحل أحمد جلال الذى أعجبته شجاعته، فتقدم نحوه وعرفه بنفسه وطلب منه أن يزوره فى مكتبه بشركة لوتس فيلم التى كان يتولى إدارتها الفنية.

وأضاف سرحان قائلًا: "أمضيت ليلة لم أذق فيها طعم النوم، فقد كانت أمنيتى أن أصبح نجمًا سينمائيًا، لكن خجلى كان يمنعنى من التعرف بالمخرجين والشركات، وذهبت لزيارة أحمد جلال فى مكتبه وخرجت من عنده بعقد بطولة فيلم "فتش عن المرأة"، ونجح محسن فى الفيلم نجاحًا كبيرًا رشحه لبطولة فيلمه الثانى "حياة الظلام"، وبعدها توالت بطولاته ومشوار نجوميته الذى بدأ بخناقة على قهوة بيرون.

ولد محسن سرحان في يناير عام ١٩١٦ في مدينة بورسعيد، وبعد حصوله على البكالوريا عمل موظفاً في وزارة الزراعة عام ١٩٣٩، وجاء إلى القاهرة وكان وقتها يمارس رياضة الملاكمة، مما جعل بنيانه الجسماني القوي يلفت أنظار الكثير من المخرجين له، وبعد أن بدأ في المشاركة كممثل قرر أن يترك الوظيفة ويتفرغ للفن.

لفت سرحان أنظار المنتجة ماري كويني، والتي اختارته ليمثّل دوراً في فيلم "بنت الباشا المدير" في عام ١٩٣٨، وبعدها بعامين عمل بالفرقة المسرحية القومية، وهنا بدأ يفكر أن يثقل موهبته بالدراسة ولا يكتفي بممارسة الفن فقط، فالتحق بالدراسات الحرة في فنون السينما والمسرح عام ١٩٤٤، وقد اشتهر محسن سرحان في بدايته بأدوار صديق البطل مثل دوره في فيلم "شاطئ الغرام" أمام ​ليلى مراد​ وحسين صدقي​، لكنه سرعان ما حصل على البطولة المطلقة بعدها.

من أعمال محسن سرحان: "ليلى بنت المدارس، وابن البلد، وماجدة، وبنت الشيخ، والعريس الخامس، ووادي النجوم، وتحيا الستات، والأحدب، والخمسة جنيه، والسعادة المحرمة، وفرجت، وحكم القوي، وقسمة ونصيب، حبيبتي سوسو، وسمارة"، وكوّن محسن ثنائي مع شادية، وقدّم معها عدد من الأفلام، ومنها "اشكي لمين، وأسرار الناس، وغلطة أب، وظلمت روحي، وآمال، واشهدوا يا ناس".

وقد استمر محسن سرحان بالعمل حتى قبل رحيله، حتى أنه كان يشارك بأدوار صغيرة تكاد تصل لمشهد واحد، وكان آخر سنوات قدّم "إمرأة ايلة للسقوط" مع يسرا، و"دائرة الموت" وهو آخر أفلامه الذي قدّمه عام ١٩٩٣.

تم نسخ الرابط