معلومات عن لطفي لبيب..الجيش سبب تأخير شهرته..وشارك في ثورة 30 يونيو ضد الإخوان..ورفض تكريم السفير الإسرائيلي..وسجل كل أحداث حرب 73 في كتاب وينتظر تقديمه في فيلم
محارب وفنان وكاتب، تأخرت شهرته بسبب "الجيش"، قدم الكثير لجمهوره، والآن يحتاج أن يردوا الجميل له بالدعاء، حيث يعيش الفنان القدير لطفي لبيب أصعب فترات حياته في هذه الآونة، وذلك بسبب الأزمة الصحية التي يمر بها مؤخرًا، حيث أجرى عملية جراحية في المخ بسبب اصابته بجلطه، وظهر مؤخرًا برفقة الفنان أحمد عز خلال عرض مسرحية علاء الدين.
ولد الفنان القدير لطفي لبيب في شمال الصعيد، وتحديداً بمدينة "الفشن" ببني سويف والتي كانت حينها تابعة لمحافظة المنيا، وكان والده يعمل في احد البنوك، ثم قرر بعدها الانتقال من الصعيد للاسكندرية، وكان لبيب هو الثالث وسط اخوته الأربعة، مشيراً في تصريحات له أنه كان طفلا شقيا قائلاً :" كنت شقي لكني مثقف، ولدي طوفان من حب المعرفة".
ظهرت موهبة التمثيل على الفنان لطفي لبيب مبكراً في المرحلة الابتدائية، والتحق بفريق التمثيل بالمدرسة، قائلاً في ذلك :"أصل احنا كنّا محظوظين، لأن المدارس علي أيامنا كانت مركز اكتشاف كل أنواع المواهب، فنية ورياضية وأدبية، كانت الأنشطة هي اللي بتبني الإنسان، وللأسف الوضع ده اختلف تماما في وقتنا الحالي".
اضطر "لبيب" إلى الالتحاق بكلية الزراعة جامعة أسيوط، تنفيذا لرغبة والده الذي كان يرفض نهائياً دخوله مجال التمثيل، لكنه لم يستطع الاستمرار سوي عامين، وبعدها قرر ترك كلية الزراعة، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ولم يستطيع أن يقنع والده، إلا في سنوات المعهد الأخيرة، وكانت في دفعتة نبيل الحلفاوي ومحمد صبحي وهادي الجيار ومصطفى يسري.
لم يتوقف لطفي لبيب عند هذا الحد من التعليم والمعرفة، بل بعد تخرجه من المهد العالي للفنون المسرحية، قرر الالتحاق بكلية الآداب قسم فلسفة واجتماع عام 1970، وظل يدرس بها بعد تجنيده بالجيش، وأنهى دراسته وهو مجند أيضا.
استغرقت مدة تجنيده لطفي لبيب في الجيش ست سنوات ونصف، شارك خلالها في حرب أكتوبر ١٩٧٣، وخلال فترة الجيش اكتشف انه يحب الكتابة، فقام بتدوين ذكرياته عن الحرب، ليطرح بعد ذلك تجربته، وكل الأحداث التي عاشها في كتاب "الكتيبة ٢٦" الموجود حاليا في الأسواق، وهو يتناول قصة درامية من واقع حرب اكتوبر، كما حاول أن يتم ترجمة كتابه إلى فيلم سينمائي، لكن كل محاولاته فشلت بسبب رفض الرقابه، حيث يرى أنه رغم الأفلام العديدة التي تم تقديمها عن حرب اكتوبر، جميعها لم تعبر عن روح القتال، وظهرت الحرب فيها كأنها جملة اعتراضية داخل الفيلم او مجموعة مشاهد يمكن حذفها دون ان يتأثر الفيلم.
تزوج الفنان لطفي لبيب من خارج الوسط الفني، وله ثلاثة بنات، وأربعة أحفاد، يبعدهم دائماً عن الأضواء.
تأخرت شهرته كثيراً، فهو لم يبدأ حياته الفنية إلا بعد عشر سنوات بسبب التحاقه بالخدمة العسكرية فور تخرجه، وبعد انتهاء التجنيد، رشحه الفنان سعد أردش ليقوم بتأسيس مسرح دبي القومي، فوافق وسافر إلى هناك وأخرج مسرحيتي "كفاح" و"التركة" لنجيب محفوظ، وبعد 3 سنوات و8 أشهر، عاد إلى مصر عام 1981، ممثلًا في مسرحية "المغنية الصلعاء"، ثم مسرحية "الرهائن"، وكان يتقاضى فى بداية عمله بالتليفزيون أجر لم يتعدى 3 جنيهات و65 قرش.
وعن ظهوره دائما في الأدوار الثانية قال في تصريحات له :"أنا وحسن حسني وصلاح عبد الله - بلغة الكرة – نعد من فناني خط الوسط في السينما المصرية.. وجودنا مهم للعمل رغم اننا لسنا الأبطال.. وقديما كان هناك فنانون كثيرون في خط الوسط..لكنهم اليوم أقل عددا".
وشارك خلال فترة الثمانينات في بعض الأعمال منها: مسرحية "كلام خواجات"، فيلم "المشاغبون فى الجيش"، مسلسل "رحلة السيد أبو العلا البشري" الجزء الأول، مسلسل "رأفت الهجان" الجزء الأول، وبدأت مشاركاته تزداد خلال فترة التسعينات حيث ظهر في العديد من الأعمال التي كشفت عن موهبته الكبيرة ومن هذه الأعمال: فيلم "تحت الصفر"، مسرحية "سوق الحلاوة"، مسلسل "ألف ليلة و ليلة"، مسلسل "بوابة الحلواني" الجزء الثاني، مسلسل "أرابيسك أيام حسن النعماني"، مسلسل "نصف ربيع الآخر"، مسلسل "ساكن قصادي" بجزئيه الأول والثاني، فيلم "النوم في العسل"، فيلم "عفاريت الأسفلت"، مسلسل "زيزينيا" الجزء الأول، مسلسل "رد قلبي"، مسلسل "السيرة الهلالية - الجزء الثاني"، مسلسل "الرجل الآخر".
وواصل نجاحه في فترة الألفينيات، لكن جاءت شهرته الحقيقية من خلال فيلم "السفارة في العمارة" مع الفنان عادل إمام، حيث أدى خلاله دور السفير الإسرائيلي، بترشيح من الزعيم وهو الدور الذي رفع أجره كثيرا، على حد قوله، وأصبح إحدى أهم محطات حياته الفنية، وفي نفس العام شارك في فيلم "يا أنا يا خالتي"، مسلسل "المنادي"، فيلم "بحبك وبموت فيك"، و "ليلة سقوط بغداد"، وفيلم "سيد العاطفي"، كما شارك في مسرحية "الملك هو الملك"، مسلسل "توتو وبيجامة"، مسلسل "حارة العوانس"، فيلم "ثمن دستة أشرار"، مسلسل "السندريلا"، فيلم "ملك وكتابة"، فيلم "لخمة راس"، فيلم "حاحا وتفاحة"، فيلم "في محطة مصر" وفيلم "صباحو كدب".
يحب الفنان لطفي لبيب القراءة ويعطيها الكثير من وقته، إلى جانب أنه يحب ممارسة الرياضة، وتأخذ الكتابة المساحة الأهم عنده بعد الفن، حيث قام بكتابة مسلسل عن امرأة امريكية اسمها" ليليان تراشر" جاءت لمصر عام 1910، لكنها توفيت بها عام 1961، تاركه وراءها عشرة آلاف مواطن يبكون في جنازتها، ويشرح خلال الكتاب حياة هذه المرأة، هذا بالاضافة إلى رواية "الكتيبة ٢٦" التي يتمنى أن تتحول إلي فيلم يجسد روح اكتوبر الحقيقية التي لم ينجح اي عمل سينمائي في نقلها للناس حتي الآن.
رفض الفنان لطفي لبيب تكريم من السفير الإسرائيلي في القاهرة بعد العرض الخاص لفيلم "السفارة في العمارة"، وقال إنه بعد انتهاء العرض الخاص للفيلم يتذكر جيداً أنه تلقى مكالمة هاتفية من أحدهم، يقول له فيها: "أستاذ لطفي السفير الإسرائيلي عايز يقابلك"، فرد عليه مسرعاً: "أعتذر عن ذلك".
كما أنه شارك في ثورة 30 يونيو لخلع الرئيس مرسي لأنه كان على يقين تام بأن هناك مؤامرة على مصر، وأنه اكتشف بعد وصول الإخوان للحكم أن ثورة يناير كانت محاولة أميركية لإيصالهم للحكم في البلاد مؤكدا على أن مصر لا تزال تتعرض للمؤامرات حتى اليوم.
وعن الأزمة الاقتصادية التي حدثت بعد 30 يونيو قال لطفي لبيب في تصريحات له :"أنا شايف اننا فعلا بنعيش أزمة اقتصادية..لكن كمان بالتوازي بنعيش نهضة اقتصادية كبري، وان كان حصادها لم يأتِ بعد، وأنا اندهش من الذين يتعاملون مع الأمور بسطحية، وأتمني أن يتابعوا وينظروا يميناً ويسارا، فهناك ٣٠٠٠ كيلو طرق انتهت، وهو إنجاز لم يحدث علي مدي الأربعين عاما الماضية..وهناك التوسعات في المدن الجديدة والاسكان الاقتصادي، ومدينة جبل الجلالة، ومشروع الضبعة، ومشروع قناة السويس، كما أنني أدعو اتحاد ملاك الثورة إلي التخلي عن ملكيتهم للثورة، لأن الشعب المصري كله شريك لهم.
في عام 2017 تعرض الفنان لطفي لبيب إلى حالة إغماء وفقد وعيه أثناء تصويره لبعض أعماله الدرامية، وانتقل بعد ذلك إلى مستشفى خاص في مصر الجديدة لعمل الفحوصات الأولى، التي أظهرت وجود جلطة قوية في المخ تحتاج عملية جراحية سريعة لتركيب دعامات في المخ حتى لا يحدث جلطات أخطر تؤدي إلى الوفاة، كما أثبتت التحاليل تعرضه لجلطة خفيفة، ولكن تم علاجها بالأدوية، وفي الآونة الأخيرة عادت الأزمة الصحية تراوده من جديد.