أزمة الشوارب .. قصة ”الشنب ” الذى أثار غيرة الملك فؤاد واستفزاز وزير الداخلية

الملك فؤاد ومحمد
الملك فؤاد ومحمد إبراهيم

لم يدر بخلد الشاب محمد إبراهيم، الجندى المصري، الذى كان يخدم خارج نادى اليخت الملكى، أن شاربه سيكون نقمة كبيرة فى حياته، ولم يتوقع الشاب المكلوم أن الملك الراحل "فؤاد"، سيصاب بالغيرة من شارب الشاب الذى كان يهتم به باعتباره عنوان شخصيته، فكان الشارب، «مبروم ومرفوع لأعلى»، ووصل هذا الشارب بصاحبه الشاب إلى تصدر عناوين مجلة" life " الأمريكية قبل 66 عاما، وكشفت الصورة التى عرضتها المجلة، أن صاحبها يرتدى زيا أسود وفوق "الياقة" ويظهر الرقم 12289، وشاربه أمامه يعطيه هيبة كبيرة، حتى جعله ضمن الأشياء المميزة التي وقعت عليها عين المصور الصحفى "إيفان ديميترى" فى مدينة الإسكندرية وقتها.

ونقلت الروايات التاريخية، أن الملك «فؤاد»، كان ينظر بنظرات صاخبة وحقودة، إلى شارب «الجندى محمد»، وقيل إن «فؤاد الملك»، كان يقارن بين شاربه وشارب الشاب .

وفي الأربعينيات من القرن الماضى، شهدت محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة، برئاسة المستشار عادل فرغلى، رئيس محاكم القضاء الإدارى الأسبق، إحدى الدعوات التى أقامها فرد شرطة أمام المحكمة متهما قرار وزير الداخلية وحكمدار القاهرة بإجباره بحلق شاربه، والذى كان يتسبب فى إعاقة حركة المرور، من وجهة نظر قيادات البوليس وقتها، حيث يرون أن الشارب الذى كان يرتسم على وجه الجندى الشاب، كان محطا لأنظار المارة الذين كانوا يتزاحمون على مشاهدته، ويذهبون إليه فى كل ميدان يقوم فيه مما كان يعطل المرور.

كما طالب الشرطى أيضا بتمكينه من تربية شاربة مرة أخرى، وتعويضه قائلا : إنه كان يصرف على شاربه من الدهانات المغذية أكثر من ثلاثين قرشاً يومياً وقتها، فضلاً عما أصابه من إهانة بين الآخرين، بسبب حلق شاربه، الذى كان رمزاً لرجولته، معتبرا أن حلق شاربه بالقوة جعله يتخفى ويختبئ من الناس لشعوره بالإنكسار والظلم، دون أن يرتكب ذنبا، وبعد تداول الدعوى فى المحكمة بين مرافعة ومراوغات محامى الحكومة لتفادى احتمالية صدور حكم لإلغاء قرار الوزير بإلزام الجندى بحلق شاربه، إلا أن المحكمة حطمت آمال محامى الحكومة، وأنصفت الجندى الشاب، بقرارها النهائى بإلغاء القرار الصادر بحلق شارب الشاب، حتى يتمكن من إعادة تربيته فضلاً عن تعويضه تعويضاً مناسبا لتفادى الأضرار التى أصابته وشعوره بالإنكسار والتحطم.

تم نسخ الرابط