عارض نظام حسنى مبارك لكنه غنى له ”الليلة يا سمرا” وأغنية ”ازاي” كادت أن تهز عرش الكينج بسبب جمال مبارك وهاجر من أسوان بسبب غرق قري النوبة وظهوره علي كرسي متحرك أقلق جمهوره.. حكايات من حياة الكينج محمد
استطاع الكينج محمد منير، أن يكون لنفسه قاعدة جماهيرية كبيرة عربيًا وعالميًا، فهو له مكانة خاصة في قلوب جمهوره الذي يتكون من جميع الأعمار، حيث برع في تقديم الأغاني الرومانسية الاجتماعية والوطنية، وكان له بصمة مؤثرة في السينما وأيضًا في الدراما، وعلى مدار أكثر من أربع عقود، تربع منير على عرش الغناء، حيث أصبح أول مطرب عربي يغني الجاز، وتحقق أغانيه مبيعات قياسية، وخلال التقرير التالي يرصد "الموجز" أبرز محطاته الفنية.
ولد الفنان محمد منير في قرية منشية النوبة بأسوان في ١٠ أكتوبر عام ١٩٥٤، ترعرع منير في أسوان وذهب إلى مدارسها لتلقي التعليم ولكنه سرعان ما ارتحل مع عائلته إلى القاهرة، وذلك نظرًا لأن مياه بحيرة ناصر قد تسببت في غرق قرى النوبة في سبعينيات القرن الماضي.
عشق منير الغناء منذ الصغر وكان يستغل أي مناسبة كي يظهر مواهبه الغنائية، وبعدما أنهى دراسته الثانوية قرر الدراسة في كلية الفنون التطبيقية في جامعة حلوان، وتخرج من قسم الفوتوغرافيا والسينما والتلفزيون فيها، وكانت بداية عهد منير بالغناء عندما حاول التواصل مع مطربي منطقة النوبة، كي يغني أمامهم وهكذا كان أول لقاء له مع المطرب زكي مراد النوبي، الذي استمع إليه وأعجب بصوته كثيرًا، حتى أنه طلب من الشاعر المصري العامي عبد الرحيم منصور، أن يستمع إليه، ثم تعرف منير على المطرب أحمد منيب، الذي ساعده كثيرًا ودربه على أداء الأغاني بالألحان النوبية.
بدأ الكينج مسيرته الفنية من خلال تكوين فرقة موسيقية ضمت إلى جانبه كلًا من الشاعر عبد الرحيم منصور، والمطرب أحمد منيب وفي وقت لاحق، انضم إليهم الموسيقار هاني شنودة وفرقته "المصريين"، وأطلقت الفرقة ألبومها الأول بعنوان "بنتولد"، ولكنه لم يلاقِ نجاحًا كبيرًا، لكن هذا الفشل لم يحبط عناصر الفرقة، فأكملوا عملهم معًا وأطلقوا ألبومًا ثانيًا عام ١٩٨١ بعنوان "شبابيك"، ولاقى هذا الألبوم نجاحًا كبيرًا، وحقق مبيعات ضخمة.
من خلال ألبوم "شبابيك" حقق محمد منير سبقًا مهمًا، إذ كان أول مطرب عربي يقدم موسيقى الجاز في أغانيه فقد تولى عملية التوزيع الموسيقي لهذا الألبوم الموسيقار يحيى خليل، الذي انضم فيما بعد إلى فرقة منير، وتميزت الأعمال الغنائية والموسيقية لهذه الفرقة بكونها مزيجًا موسيقيًا مدهشًا يجمع بين الألحان النوبية والموسيقى الغربية والشرقية، فكانت مختلفة عن سائر المشاريع الموسيقية الأخرى التي ظهرت في تلك الفترة، كما كانت كلمات الأغاني عميقة وهادفة، مما جعل منير يحتل شهرة واسعة في أوساط الشباب المصري آنذاك.
بعد تألقه في الغناء أتجه إلي عالم التمثيل وكان أول أدواره مع المخرج يوسف شاهين في فيلم "حدودتة مصرية" عام ١٩٨٢، وبعدها أكمل منير مسيرته الغنائية فأصدر ألبوم "اتكلمي" سنة ١٩٨٦، وأتبعه بألبوم آخر بعنوان "بريء" عام ١٩٨٧ وفي ذات السنة، شارك محمد منير في عمل سينمائي من إخراج المبدع الراحل يوسف شاهين، وكان بعنوان "اليوم السادس" وشاركه بطولة العمل الفنانة داليدا، وشارك أيضًا في فيلم "الطوق والأسوارة" مع الفنانة شريهان، وكان من إخراج خيري بشارة.
وتابع محمد منير مسيرته الغنائية خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، واستمر في إصدار ألبومات التي حققت مبيعات كبيرة فقد أطلق خلال تلك الفترة ٨ ألبومات هم: "في عشق البنات، وأنا قلبي مساكن شعبية، والأرض السلام، وأحمر شفايف، وحواديت، وامبارح كان عمري عشرين، وطعم البيوت، ورباعيات في حب الله،"، بعدها توقف منير عن إصدار الألبومات لمدة أربع سنوات تقريبًا، قبل أن يطلق ألبوم "يا أهل الطرب والعرب" عام ٢٠١٢.
وخلال أحداث ثورة ٢٥ يناير طرح الكينج أغنية "ازاي" التي لعبت دورًا مهمًا في تحميس المشاركين في الثورة، واعتبرت من أهم أغاني المرحلة، رغم أن منير صورها قبل الحدث بعام ونصف وأهداها للتليفزيون المصري الذي رفضها بدوره عرضها، لتعرضها بعد ذلك جميع القنوات وقت الثورة، وأنتشرت وقتها بعض الأنباء التي تؤكد أن هذه الأغنية كان من المفترض أن تسجل بكلمات مختلفة لصالح حملة ترشيح جمال مبارك نجل الرئيس المصري السابق لإنتخابات الرئاسة لكنه عدل في كلماتها عقب الثورة وسجلها وطرحها لتكون أحد الأغنيات الثورية، ولكن لم يتم تأكيد المعلومة أو نفيها إلا أن من رددوها أكدوا أنها وردت على لسان مؤلف الأغنية نصر الدين ناجي واعتبر كثيرون أن صحة تلك المعلومة تهدد تاريخ محمد منير بالكامل.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو للنجم محمد منير، وهو يغني أغنية "الليلة يا سمرا"، أمام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ووزير الدفاع الأسبق المشير حسين طنطاوي، في إحدى حفلات القوات المسلحة، وآثار الفيديو الذي يعود تاريخه إلى عام ٢٠٠٨، جدلًا واسعًا، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بين رافض ومؤيد، وخاصة وأن منير كان معروفًا عنه الطابع الثوري، والمعارض للنظام الأسبق.
وفي العام الماضي أقلق الفنان محمد منير، محبيه بعد أن ظهر جالسًا على كرسي في حفل مهرجان الموسيقى العربية، وكشف منير خلال إحدى حفلاته أنه يعاني من قصور في مفصل الحوض، مثل لاعبي الكرة، لكنه لن يتوقف عن الغناء، ومازح جمهوره قائلًا: "أنا ممكن أتحجج وأخد سنة أجازة بس هل أنتوا هتوافقوا على دا، فسيبوني أتدلع عليكم شوية".
وكان منير أجرى عملية جراحية في أواخر أكتوبر عام ٢٠١٩ أثرت بشكل كبير على حركته، ولزم الفراش لبعض الوقت، حتى يتم شفاءه، إلى أن ظهر في مهرجان الموسيقى العربية الذي تم تكريمه خلاله جالسًا على كرسي متحرك.