استعار ملابس شحاذ لتقمص الشخصية لكن والده اشتعل غضبه وحلق له شعره وأرغمه علي الإستحمام بماء مغلي.. حكاية أول عمل لچان السينما المصرية كمال الشناوي في طفولته
خطف الفنان كمال الشناوي قلوب جمهوره فكان له قاعدة جماهيرية كبيرة والفتيات كانت تقع في غرامه فور ظهوره علي الشاشة، حيث جسد الفنان الراحل في الكثير من الأعمال السينمائية دور الفتي الأول، ولقب بـ "دنچوان السينما المصرية" بسبب وسامته وطلته المميزة، فهو يعتبر واحدًا من أهم نجوم الجيل الذهبي للسينما المصرية.
وفي إحدي حواراته النادرة تحدث الفنان كمال الشناوى عن ذكرى أول دور قام بتمثيله فى حياته مشيرًا إلى أنه لا يغيب عن ذهنه حيث أنه كان وقتها فى المرحلة الإبتدائية وكان هو ومجموعة من أصدقائه يحبون السينما والتمثيل واتفقوا فى الأجازة الصيفية على تكوين فرقة تمثيل.
وأوضح أنهم قرروا أن يتخذوا من حديقة منزله مكانًا يستخدمونه كمسرح ويدعون إليه أصدقائهم، وألفوا رواية بطلها ضابط بوليس يتنكر فى زى شحاذ ليضبط عصابة من المهربين، مشيرًا إلى أنه وبصفته زعيم "الشلة" حصل على دور البطولة، وأثناء عودته على منزله رأى شحاذ صغير فى سنه كان يمر كل يوم بالشارع، فأتفق معه على أن يستعير ملابسه ليؤدى بها الدور مقابل "شلن"، ففرح الشحاذ الصغير، وأرتدى الشناوى ملابسه الرثة.
وأضاف الشناوى أن أصدقائه انبهروا به وبأدائه وملابسه وتقمصه للشخصية وصفقوا له بحرارة، مشيرًا إلى أنه لم يكد يفرح بهذا النجاح حتى ظهر والده ورآه فى هذه الصورة المزرية، واشتعل غضبه وصرخ فيه وفى أصدقائه، ثم سحبه من كتفه بعنف داخل المنزل، وكان نتيجة قيام الشناوى بهذا الدور أن حلق له والده شعره بالموس ووصب على جسده الكثير من المطهرات وأرغمه فى عز الصيف على الإستحمام بماء ساخن جدًا يصل إلي الغليان، وبعدها لم يجروء على النزول للشارع لمدة أسبوعين خوفًا من أن يراه زملائه فيضحكوا عليه.
ولد كمال الشناوي في ٢٦ ديسمبر عام ١٩٢١ بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وعاش مع عائلته لفترة قصيرة ثم انتقل للعيش بالقاهرة بحي السيدة زينب، حيث ألتحق بكلية التربية الفنية جامعة حلوان وعمل مدرس رسم لمدة عامين لحبه الشديد للفن التشكيلي والتصوير.
ثم ألتحق بمعهد الموسيقى العربية، واكتشفه الفنان زكي طليمات بعدما أعُجب بأدائه في مسرحيات الجامعة، وقدم أول تجاربه التمثيلية من خلال فيلم "غني حرب" عام ١٩٨٤، ومن هنا توالت أعماله بين السينما والدراما، وشارك الشناوي في العديد من الثنائيات الناجحة التي تركت بصمة خاصة في تاريخ الفن، وأشهر هذه الثنائيات كانت مع إسماعيل ياسين وفاتن حمامة وشادية، وغيرهم.
تزوج چان السينما المصرية خلال حياته خمس مرات فالأولي كانت من عفاف شاكر هي شقيقة الفنانة شادية، وفي عام ١٩٤٧، شاركت الشناوى في بطولة فيلم "غني حرب"، وفي الكواليس نشأت علاقة حب بينهما انتهت بالزواج الذي لم يستمر سوى ثلاث سنوات فقط.
كما وقعت الفنانة ناهد شريف فى غرام كمال الشناوى أثناء لقائهما معا لأول مرة فى فيلم "تحت سماء المدينة"، لكنه تجاهلها لأنه كان متزوجًا فى ذلك الوقت فقررت ناهد الإبتعاد عنه، لكن لم تتحمل ناهد إخفاء مشاعرها تجاهه فقررت أن تطارده وبالفعل بدأت فى التقرب منه، وفى يوم من الأيام طلبت منه أن تقابله فوافق وذهب إليها ثم سألته: "لماذا طلب الزواج يكون من قبل الرجل وليس المرأة؟ "، فأجابها لأن فى هذا تكريمًا لها ليكون لها حرية القبول أو الرفض.
وبعد فترة طويلة تزوجها عام ١٩٧٣ وأنتج لها فيلم "نساء الليل" الذى عمل فيه معها وظهرت عليهما ملامح الحب وأثارت الشكوك حول علاقتهما، واستمر زواجهما لمدة ستة سنوات وبعدها طلبت ناهد الإنفصال لعدم تحملها أن تكون زوجة ثانية أكثر من ذلك فوافق الشناوى على طلبها ولكنها أصيبت بالصدمة لعدم تمسكه بها.
عرفت الفنانة هاجر حمدي باسم الراقصة المثقفة، وهذا ما لفت أنظار الشناوي لها، ونشأت بينهما قصة حب في كواليس فيلم "حمامة السلام"، انتهت بالزواج، وطلب منها الشناوي اعتزال الفن، وقد اعتزلت بالفعل من أجله وأنجبت منه إبنهما محمد واستمر زواجهما عدة سنوات ولكنه إنفصل عنها أيضًا، كما تزوج الفنان الراحل من زيزي الدجوي، خالة الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب، وأنجب منها عمر وإيمان، ولم تستمر هذه الزيجة كثيرًا وانتهت بالطلاق.
وفي مشهد مأساوي، ودع كمال الشناوي الحياة من فوق كرسي متحرك، بعد أن أقعدته الشيخوخة، وفي عام ٢٠١١ لفظ الفنان "دنجوان السينما المصرية" أنفاسه الأخيرة، بعد مشوار فني دام ٦٢ عامًا، عن عمر يناهز ٨٩ عامًا.