موسكو تستضيف مفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان لإنهاء المعارك في ناجورني كاراباخ
أعلنت روسيا، الجمعة، أن أرمينيا وأذربيجان وافقتا على المشاركة في مفاوضات في موسكو تهدف إلى إنهاء المعارك في ناجورنو كاراباخ، بعدما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى عقدها.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، لوكالة "فرانس برس" إن "باكو ويريفان أكدتا مشاركتهما في مشاورات موسكو"، مضيفة أن "التحضيرات جارية على قدم وساق" للمحادثات المنتظرة في وقت لاحق الجمعة، والتي يشارك فيها وزيرا خارجية البلدين.
جدير بالذكر أن المصادر أفادت بسقوط 22 قتيلا و 95 مصابا من المدنيين في إقليم ناجورنو كاراباخ، بينما أكدت السلطات في الإقليم استهداف 5800 منشأة عامة وخاصة.
وكان تبادل القصف بين قوات أرمينيا وأذربيجان في ناجورنو كاراباخ مستمراً في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وطال مرتين في بضع ساعات كاتدرائية تحمل رمزية كبيرة، في إشارة سلبية تسبق أول اجتماع وساطة دولية حول هذا النزاع في جنيف.
وتزامن ذلك مع دعوة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان، إلى موسكو الجمعة لإجراء مفاوضات، حسب ما أعلن الكرملين مساء الخميس.
وقال الكرملين في بيان إنه "في التاسع من أكتوبر، دُعي وزيرا خارجية أذربيجان وأرمينيا إلى زيارة موسكو للتشاور" بوساطة الخارجية الروسية. وأضاف أن الهدف هو "وقف القتال"، بهدف تبادل الأسرى وجثث الجنود القتلى على وجه الخصوص.
وأضاف الكرملين أن "رئيس روسيا يدعو إلى إنهاء القتال في ناغورنو كاراباخ لأسباب إنسانية، بهدف تبادل جثث القتلى والسجناء"، موضحًا أن بوتين أجرى مباحثات مع الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان.
وتواصل قصف ستيباناكرت، عاصمة إقليم ناغورنو كاراباخ، ومناطق مأهولة في أذربيجان طوال الخميس، وفق السلطات المحلية.
وفي شوشة الواقعة على مسافة 15 كلم جنوب ستيباناكرت، طاول القصف مرتين كاتدرائية تحمل رمزية تاريخية كبيرة. وفي حين لم يخلف القصف الأول ضحايا، أصيب في الثاني صحافيون روس ومحليون، يحمل أحدهم جراحا بالغة.
وقالت الحكومة الأرمينية إن الصحفيين توجهوا للمكان "لمعاينة مخلفات الهجوم في الصباح"، مشيرة إلى أن أحدهم "بصدد الخضوع لعملية".
وأعيد بناء الكاتدرائية في التسعينيات عقب الحرب الأولى في ناجورنو كاراباخ، ما جعلها رمزا بالنسبة للأرمن.
بدوره، نفى الجيش الأذربيجاني قصف الموقع، مؤكداً أنه لا يستهدف "المباني والمعالم التاريخية والثقافية، وخاصة الدينية".
واتهمت أذربيجان في المقابل القوات الأرمينية بـ"استهداف مناطق مأهولة" في أراضيها. وأكدت باكو مقتل مدنيين اثنين في عمليات القصف هذه، لكن استبعد عدد من السكان فكرة النزوح متشبثين بموقفهم منذ بداية الأعمال العدائية.
وتأتي عمليات القصف في حين يفترض أن يلتقي أطراف مجموعة ميسنك التي تضم روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، بوزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيرموف في جنيف.
وتحاول المجموعة منذ منتصف التسعينيات الوصول إلى حلّ للنزاع عبر المفاوضات، وقد خلفت حرب أولى بين الطرفين 30 ألف قتيل في فترة انهيار الاتحاد السوفييتي.
وسيعقد الاجتماع بشكل مغلق، ويوجد تحفظ كامل حول موعده والمكان المحدد لانعقاده.
في المقابل سيتم استقبال وزير الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان في موسكو الاثنين من قبل نظيره سيرجي لافروف.
وعبرت باريس عن أملها في أن تقود لقاءات جنيف وموسكو إلى "فتح مفاوضات".
وبلغت الحصيلة الرسمية للمعارك منذ 27 سبتمبر 300 إلى 400 قتيل بينهم 50 مدنياً، لكن هذه الأعداد لا تزال جزئية إذ لا تعلن باكو خسائرها العسكرية، كما يؤكد كل من الطرفين أنه كبد الآخر آلاف القتلى في صفوف جنوده.
ويثير تجدد القتال مخاوف في الخارج من "تدويل" النزاع في منطقة تتداخل فيها مصالح روسيا وتركيا وإيران والغرب، لا سيما أن باكو تحظى بدعم تركي فيما ترتبط موسكو بمعاهدة عسكرية مع يريفان.
ووجهت اتهامات إلى تركيا بالتدخل في النزاع عبر إرسال معدات وقوات.
وحذر بوتين الذي يلعب دور الحكم في المنطقة بأنه في حال امتدت المعارك إلى خارج كاراباخ لتطال أرمينيا، فإن موسكو ستفي بـ"التزاماتها" بموجب تحالفها العسكري مع يريفان.