أطلقوا عليها الأميرة فايزة .. حكاية أول طائرة تحلق فى سماء المحروسة

محمد صدقى
محمد صدقى

سيظل عام 1930 شاهدا على عظمة المصريين، فهو العام الذى هبطت فيه أول طائرة مصرية على أرض الكنانة، فكان حلم الطيران يراود المصريين، وكان الأمل الأكبر لهم أن يرون طائرة تحلق فى سماء الوطن، وبين هذه الأحلام وشجاعة أول طيار مصرى بدأ الحلم يتحقق، بإقلاع وهبوط أول طيارة مصرية وسط سرادق كبير بمنطقة هليوبوليس يضم حشد كبير من أعيان الدولة، حيث تم الاحتفال بنجاح رحلة الطيران التى استمرت نحو 15 يومًا، حلق بها الطيار المصرى، فى سماء أوروبا وصولا إلى القاهرة، وتغلب على كل المعوقات التي وضعها الاحتلال الإنجليزي وقتها لإجهاض الإرادة المصرية فى تملك طائرة.

كانت الطائرة الصغيرة، التى أطلق عليها اسم الأميرة فايزة نجلة الملك فؤاد الأول، بمحرك واحد ومقعدين مكشوفة، يقودها الطيار المصري محمد صدقي، قد بدأت رحلتها من داخل مطار برلين في يوم 12 يناير عام 1930، وسط طقس شتوى قارص، بعد حصوله على التصاريح اللازمة من قبل الحكومة البريطانية، المسئولة وقتها عن الطيران في مصر بالطيران إليها، وقام السفير المصري هناك، ومدير البعثات وبعض الطيارين الألمان، بتوديعه، وبدأ صدقي، رحلته بتحريك طائرته وأجلس بجواره تمساحا صغيرا كان يعتبره "وش السعد"، ودائما ما يتفاءل به، وكانت الرحلة من برلين إلى تشيكوسلوفاكيا، ثم يوغوسلافيا، ومنها إلى برنديزي بإيطاليا، ثم هبط أخيرا في السلوم ليلة الخامس والعشرين من يناير عام 1930، ومنها إلى مرسى مطروح ثم إلى الإسكندرية، حيث قضى بها ليلته وأقلع فى صباح اليوم التالي 26 يناير، حيث ظهرت طائرة الأميرة فايزة، في سماء القاهرة، ودارت فوق المطار ثلاث مرات فعبر المصريون عن سعادتهم بالحماسة والتهليل والهتاف والتصفيق، وهبطت الطائرة في مطار هليوبوليس في تمام الثالثة والربع من بعد ظهر يوم 26 يناير 1930، وتدافعت الجماهير الغفيرة، على الطائرة وطائرها، «محمد صدقي»، وسط احتفاء كبير فاق الوصف، بحضور صفوة المجتمع، وعلى رأسهم مصطفى النحاس باشا، رئيس وزراء مصر، واللواء محمد صادق يحيى، كبير ياوران الملك فؤاد الأول، ملك مصر، وحسن حسين باشا، وزير الحربية والبحرية، ومحمود فهمي النقراشي باشا، وزير المواصلات، ونجيب الغرابلي، وزير الحقانية، وبين تلك الأسماء كان محمد طلعت حرب باشا.

وفى فبراير عام 1930، حيث أصدر النقراشى باشا وزير المواصلات وقتها، قرارا باستئناف العمل فى مطار ألماظة، وتجهيزه للطيران المدني فى فبراير 1931، وتم افتتاحه رسميًا فى الثانى من يونيه 1932، وبدأ الطيار كمال علوى، الذى سافر إلى باريس وتعلم الطيران واشترى طائرة وعاد إلى القاهرة فى تأسيس شركة مصر للطيران، واستجاب لرغبته رائد الاقتصاد المصرى طلعت حرب بإنشاء شركة للطيران تتولى أعمال النقل الجوى فى الداخل والخارج، وبدأ العمل فى الشركة بأربعة طائرات وفى نهاية عام 1933، توسعت الشركة فاشترت طائرات دى هافيلاند 86 الأكسبريس ذات الأربع محركات والستة عشر مقعدا والتى يقودها طياران وموظف لاسلكى.

تم نسخ الرابط