له قصص مثيرة مع عبد الناصر و السادات ... أفلامه صنعت الزعيم عادل إمام.. نجله فنان مشهور.. حكايات المخرج محمد عبد العزيز

محمد عبد العزيز
محمد عبد العزيز

محمد عبد العزيز ..أبرز  مخرج مخرج  للأفلام الكوميدية.. اتهموه بالترويج للشيوعية.. بعث برسالة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر من أجل إنشاء معهد للفنون المسرحية.. أنور السادات أجاز عرض فيلم من أفلامه بعد وقفه.. له حكايات مثيرة مع الزعيم عادل إمام.. نجله فنان مشهور.

ولد محمد أحمد عبد العزيز في 7 أغسطس عام 1940، فى حى العباسية، وأنتقل إلي بولاق أبوالعلا، بالقرب من مسجد السلطان أبوالعلا، حصل على الابتدائية من مدرسة "عباس"ووصل إلى المرحلة الثانوية (وكان قد انتقل إلى مدرسة شبرا الثانوية) وحينها بدأت تظهر عليه الاهتمامات الأدبية، فكان يذهب بشكل دورى إلى سور الأزبكية ليشترى روائع المسرح العالمى، وكانت أسعارها ميسرة بالنسبة له.

هو والد الفنان كريم عبد العزيز، وشقيق المخرج عمر عبد العزيز ..اعتبره النقاد خليفة للراحل فطين عبد الوهاب، فمنذ بداية مشواره الفني في السبعينات حقق إنجازات في الكوميديا الاجتماعية رسخت اسمه في عالم السينما الكوميديا.

كان يسكن بجوار عدد كبير من نجوم الفن والإبداع، منهم محرم فؤاد وحمدى أحمد والمخرج أحمد الطوخى، والفنانة لبنى عبدالعزيز، والمخرج صلاح أبوسيف والأخير   تسبب فى دخوله إلى عالم الفن، حيث أستجاب لرغبته وهو في سن الخامسة من عمره واصطحبه إلى الاستوديو الذى يصورون فيلم "المنتقم" من إخراج كمال سليم، وكان صلاح أبوسيف يعمل مساعدا له، وقرر حينها أن يصبح مخرجا مثل جاره، ..كان عبد العزيز  يتردد كثيرا على دور العرض السينمائى، وكان حلم السينما يكبر بداخله سنة بعد سنة، وفي  عام 1957 حين قرأ فى الصحف عن حملة تطالب بإنشاء أول معهد للسينما فى مصر، وكانت النائبة راوية عطية من أكبر المتحمسين للفكرة، وكان حينها تلميذ فى "تانية ثانوى" و أرسل خطابا إلى الرئيس عبدالناصر يطالبه بضرورة إنشاء معهد للسينما ويشرح له أهميته

وجهز نفسه للالتحاق بأول دفعة تدخل معهد السينما، لكن من سوء حظه أنه رسب فى امتحان الثانوية، وكان عليه الانتظار للعام التالى، فالتحق بالدفعة الثانية فى عام 1960 وتخرج فى العام 1964، وبعد تخرجه عمل كمساعد مخرج فى عروض مسرح التليفزيون، ومن خلاله تعرف بالمخرج الشاب حسين كمال، الذى كان عائدا من بعثته الدراسية، ورشحه لكى يكون مساعدا معه فى إخراج فيلمه الروائى الطويل الأول (المستحيل) ولكن لم يكتمل ثم عمل كمساعد مخرج، في فيلم "القاهرة 30" وعمل كمساعد مخرج أول مع صلاح أبوسيف، لكن النصيب الأكبر كان مع حسين كمال، فاشتغل مساعدا له فى أفلام صارت من كلاسيكيات السينما ومنها "شىء من الخوف، أبى فوق الشجرة، أنف وثلاث عيون، ثرثرة فوق النيل، نحن لا نزرع الشوك".

وبعد سنوات وأفلام عمل فيها كمساعد مخرج، أتيحت له الفرصة ليقدم أول فيلم من إخراجه، وهو فيلم "3 وجوه للحب"، وكانت التجربة الثانية فى فيلم "صور ممنوعة"،
ولفت فيلمه الأول الأنظار، ثم نفذ عملًا روائيًا طويلًا اسمه "امرأة من القاهرة"، كتبه الصحفى الراحل الكبير أحمد بهجت فى أولى تجاربه لكتابة السيناريو، وقام ببطولته عدد ضخم من نجوم ذلك العصر، و كان ذلك آخر فيلم أبيض وأسود فى تاريخ السينما المصرية، ولكن هذا الفيلم لم يحقق النجاح المطلوب، وظل لمدة عامين لا يقدم أى أعمال، حتى جاء عام ١٩٧٣ فأخرج وقتها فيلم "فى الصيف لازم نحب"، فى أولى تجاربه داخل عالم الكوميديا، وبعد عرض الفيلم وجد احتفالًا واحتفاءً ساحقًا، حيث شارك فى بطولته مجموعة كبيرة من النجوم ما يقرب من 22 ممثلاً، وتم رفعه من دار العرض لأنه لا يمكن عرض الفيلم أكثر من 17 أسبوعاً فى السينمات، بسبب قلة عددها فى ذلك الوقت، وبعد ذلك اتجه له المنتجون بنصوص كوميدية، ومنذ ذلك الوقت سلك اتجاه الكوميديا التى قضي فيها معظم سنوات عمره، واعتبره النقاد حينها بأنه يمثل الوريث الفنى لعرش عملاق الكوميديا فطين عبدالوهاب، الامتداد الطبيعى لذلك الرجل العظيم

أخرج وقدم مع الزعيم حوالي 18 فيلما أسهمت بشكل كبير فى صناعة أسطورة عادل إمام ومن أشهرها "خلى بالك من عقلك، خلى بالك من جيرانك، غاوى مشاكل، قاتل ماقتلش حد، على باب الوزير".. وكان آخرها "حنفى الأبهة"، وكان قد تعرف عليه في فيلم "منزل العائلة السعيدة" بطولة الفنان فؤاد المهندس، عندما كان يعمل مساعداً مع المخرج محمد سالم، وكانت أول تجربة سينمائية بالنسبة لـ"إمام"، وتوطدت العلاقة بينهم، وأصبحت صداقة حتى تعاونا فى فيلم "جنس ناعم" من إنتاج ماجدة الصباحى، وقال في حوار سابق له أنه يري ان الزعيم إنسان مثقف وطموح لدرجة كبيرة، بالإضافة إلى ذكائه فى إدارة موهبته، فهو عاشق للفن سواء للسينما أو المسرح، وكان دؤوباً ولديه رؤية مميزة كلها مقدمات لشخص يطمح إلى نجاح غير عادى.

وقدم "عبد العزيز" أعمال أخري مختلفة ومنها "بريق عينيك" و"منزل العائلة المسمومة"، و "الحكم آخر الجلسة"، ومن المسرحيات "شارع محمد على" ، و"بهلول فى إسطنبول"و"عفرتو"مع الجيل الجديد من الكوميديانات

وقدم أفلام إجتماعية كانت السبب فى اتهامه بالشيوعية والتحريض على نشر أفكار خطر ومنها "انتبهوا أيها السادة" و"الحكم آخر الجلسة" و"منزل العائلة المسمومة" و"بريق عينيك" ، وكلها محسوبة على السينما الرصينة التى تطرح القضايا وتثير الأفكار وتدخل فى الممنوع، وتخلف وراءها شلالات من الشجن وليس الابتسامات.

رفضت الرقابة عرض فيلم له وهو فيلم "المحفظة معايا" للزعيم عادل إمام، وكان يدور حول اللص الكبير واللص الصغير فى المجتمع، وعلى من فيهما يطبق القانون، وكيف يتم استغلاله لحماية أغراض ومصالح خاصة، وتم اختياره أهم أفلام عام 1976، ولكن الفيلم ظل فى الرقابة لمدة شهر، وقالوا إن الفيلم ملىء بعبارات جريئة، وفى ذلك الوقت كان الرئيس أنور السادات يحب السينما ولديه قاعة عرض صغيرة فى منزله يرسلون له الأفلام الجديدة لمشاهدتها قبل أن تجيزها الرقابة، وكان الفيلم فى البداية يحمل اسم "المحفظة لا تزال فى جيبى" قبل أن يتم تغييره بعد اعتراض الرقابة، التى وجدت أن الاسم سخرية من الفيلم التاريخى، وتم إرسال الفيلم للرئيس وشاهده وبالفعل أجاز الفيلم للعرض دون حذف.

محمد عبد العزيز هو والد النجم كريم عبد العزيز والذي حقق نجاحات كثيرة خلال الفترة الماضية وبدأ منذ الطفولة في العديد من الأعمال أشهرها "المشبوه" ولكن كان تألقه مع أحمد زكي في "أضحك الصورة تطلع حلوة" وأوضح المخرج الكبير أن نجله صنع نجوميته فى السينما بمفرده، حيث انه كان معترض تمامًا على دخوله المجال الفنى، لكنه بفضل موهبته احتل مكانة بارزة وسط أبناء جيله.

تم نسخ الرابط