صدفة فتحت لـ ماجدة الصباحى أبواب الشهرة.. تعطل أتوبيس المدرسة تسبب في دخولها الوسط الفني.. اعرف الحكاية

ماجدة الصباحي
ماجدة الصباحي

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.

وفى عام ١٩٥٧ أجرت إحدي المجلات تحقيقًا تحت عنوان "قصص من كتاب الحظ"، تحدث فيه عدد من نجوم الزمن الجميل عن دور الحظ فى حياتهم وكيف لعبت الصدفة دورها فى بداية مشوارهم ووضعتهم على أول طريق الفن.

وكان من بين هؤلاء النجوم الفنانة الكبيرة ماجدة التى قالت إن تعطل الأتوبيس الذى كانت تستقله من مدرستها فى شارع شبرا إلى منزلها فى حى عابدين كان سببًا فى اشتغالها بالسينما، حيث قالت إن الأتوبيس تعطل ذات يوم مما أدى إلى نزول كل الركاب الذين وقفوا فى الشارع فى انتظار أتوبيس آخر.

وأوضحت أنها أصيبت بضيق وغضب بسبب ما حدث وجاء رجل يبدو من مظهره أنه أجنبى وسألها إن كانت التذكرة التى معه تصلح لركوب الأتوبيس القادم، فأجابته بعصبية أنها ليست موظفة فى الشركة حتى تعرف مثل هذه الأمور، وأعجب الرجل بطريقتها الحادة مع صغر سنها، فعاد يسألها بطريقة لبقة عن سر غضبها، ويطمئنها أن أتوبيس آخر سيصل ويوصلها إلى منزلها سالمة، وكانت تجيبه بعصبية، ثم طلبت منه أن يكف عن الحديث معها لأنه ليس بينهما سابق معرفة.

لكن فوجئت ماجدة بأن الرجل عرفها بنفسه وأنه سينمائى معروف ومنحها الكارت الخاص به وطلب منها أن تزوره فى مكتبه، وبالفعل زارته ماجدة وأجرى لها اختبارًا واختارها لبطولة فيلم "الناصح" الذى كان أول عمل لها بالسينما وبداية لمشوارها الفنى الكبير، الذى بدأ صدفة وبضربة حظ تسبب فيها تعطل الأتوبيس.

ولدت الفنانة ماجدة بمدينة طنطا عام ١٩٣١، حيث ترعرعت في طنطا وأكملت دراستها فيها حتى حصلت على بكالوريا فرنسية، ووالدها كان يعمل موظفًا في وزارة المواصلات، أحبت التمثيل من الصغر حيث قامت بأداء دورها الأول وعمرها ١٥ عامًا فقط ودون علم عائلتها فاختارت اسم ماجدة لتغطية عملها في التمثيل.

وكانت إطلالتها الأولى أمام الراحل اسماعيل ياسين في فيلم "الناصح" عام ١٩٤٩ والفيلم من تأليف وإخراج سيف الدين شوكت، حيث دارت أحداث الفيلم عن قصة حب جمعت ماجدة مع شاب فقير لم تساعده ظروفه ومساعيه في الزواج منها، فتزوجت من شاب غني وانجرف حبيبها الأول وراء عملية نصب بسبب بساطته.

قدمت الفنانة ماجدة العديد من الأدوار التمثيلية الهامة إلى جانب دخولها في مجال الإنتاج حيث أسست لنفسها شركة إنتاج خاصة أسمتها شركة أفلام ماجدة وتم إنتاج العديد من الأفلام عبرها وكانت هي البطلة في العديد منها، وقدمت أيضًا الفنانة الراحلة الكثير من الأدوار الرائعة ضمن مجموعة ضخمة من الأفلام ومن بينها: "أين عمري، فجر، من أجل حبي، نهاية حب، الأنسة حنفي، فلفل، عند يتكلم الصمت، حدوتة مصرية، سعاد".

وخلال مسيرتها حصلت على العديد من التكريمات والجوائز ومنها تكريمها في مهرجان دمشق الدولي ومهرجان برلين ومهرجان فينسيا الدولي، وحصلت في عام ١٩٦٣ على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد، واعتزلت التمثيل في منتصف التسعينات عندما شعرت أن قدرتها على العطاء ليست كما كانت.

تزوجت الفنانة ماجدة عام ١٩٦٣ من الفنان الراحل إيهاب نافع بعد قصة حب كبيرة وأثمر الزواج عن ابنة وحيدة تدعي عفاف، وتم بعدها الإنفصال وبقيت تجمعهم علاقة صداقة قوية حيث أن ماجدة لم تتزوج بعد إيهاب نافع، وبعد مشوار فني طويل توفت الفنانة القديرة في عن عمر ناهز ٨٩ عامًا بسبب وعكة صحية عابرة تعرضت لها.

تم نسخ الرابط