حكاية ”الفرعون الأخير” المخرج شادي عبدالسلام الذي انتصر على إسرائيل بفيلم ”المومياء”..ووضع السينما المصرية على خريطة العالم..وأصابته لعنة ”إخناتون” ولم يحقق حلمه الأخير مع نادية لطفي

الموجز

صاحب لقب "الفرعون الأخير"، فهو واحد من أفضل المخرجين، حيث وضع شادي عبدالسلام اسمه ضمن عباقرة الفن، فكان يعشق الحضارة الفرعونية، واستطاع من خلال إخراج فيلم روائي واحد فقط، وهو “المومياء”، أن يحصد العديد من الجوائز العالمية، ويغزو بفيلمه السوق العالمية حيث أنه أول فيلم مصري يعرض في كل دول العالم.

ولد شادي يوم 15 مارس عام 1930، ونجح عبر أعمال فنية قليلة أن يلفت نظر العالم إلى موهبته، واعتبرته الصحف العالمية أول مخرج مصري يرقى إلى المستوى العالمي.

عمل في بداية حياته مهندسا للديكور ومصمما للملابس في عدد من الأفلام المصرية، وجاءت البداية مع فيلم “و إسلاماه”، بعد أن رشحته الفنانة لبنى عبدالعزيز لتصميم ملابس الفيلم، سافر شادي إلى إيطاليا لإحضار المواد الخام اللازمة لتصميماته، التي أبهرت الجميع، كما صمم ديكور وملابس “عروس النيل”، “عنتر بن شداد”، “أمير الدهاء”، “رابعة العدوية”، “شفيقة القبطية”، وأخرج عدد من الأفلام القصيرة، هي: “الفلاح الفصيح”، وفيلم “جيوش الشمس”، “كرسي توت عنخ آمون الذهبي”.

وضع فيلمه الروائي الطويل الوحيد “المومياء” السينما المصرية على خريطة السينما العالمية، وقدم هذا العمل عام 1975، ويتناول الفيلم قضية سرقة الآثار، ونال عدة جوائز منها جائزة “جورج سادول” في باريس في عام إنتاجه سنة 1970، وهي جائزة هامة لأن لجنة التحكيم بها متعددة من أشخاص لديهم رؤى وثقافات مختلفة اجتماعيا وسياسيا، ومُنحت لأول مرة لفيلم مصري، وفي سنة 2009 اختارته المؤسسة العالمية للسينما كواحد من أهم الأفلام في تاريخ السينما العالمية، ورممت النسخة الأصلية، وتم الاحتفاء به في مهرجان كان السينمائي في نفس العام، وتلاه إخراجه لأفلام “الأهرامات وما قبلها” 1984، و”رع مسيس الثاني” 1986.

كما حل المخرج الراحل شادي عبدالسلام، والمخرج صلاح أبو سيف، ضيوفا على الفنانة ناهد جبر، في حلقة من حلقات برنامجها الشهير "سينماتك"، وقال عبدالسلام وقتها: "فيلم المومياء مش فيلم فرعوني، لكن الفيلم بيتضمن اكتشاف مقبرة فرعونية، أنا متأثر بالتراث والبحث عن أصولي في أعمالي".

وتابع: "عقدة البطل في فيلم المومياء أنه يبحث عن كيانه وسط العالم الكبير، ويبحث على نفسه في الماضي والحاضر".

وعما إذا كان الفيلم قد "حورب" سياسيا، قال: "لم يحارب الفيلم في أي مهرجان، والعمل الجيد يفرض نفسه، ولا تستطيع جهة سياسية أن تقف أمامه، وفي مهرجان فينيسيا حصلت على جائزة، على الرغم من وجود فيلم إسرائيلي في المهرجان".

اختفى شادي عبدالسلام لفترة ثم عاد في عام 1982، وفي جعبته عدة مشاريع لأفلام تنتمي إلى الفيلم التعليمي، والذي يسعى من خلاله مخاطبة العائلة المصرية عبر التليفزيون، وبدأ شادي هذه المشاريع بفيلم “الكرسي”، والذي يسجل فيه بالكاميرا ترميم كرسي توت عنخ آمون ولكن بطريقة هي مزيج من التسجيلي والروائي، وكانت لديه آمال لتحقيق سلسلة طويلة من الأفلام التعليمية الثقافية، والتي لا تخلو من المتعة والتسلية في نفس الوقت ومنها فيلم عن رمسيس الثاني وآخر عن بناة الأهرام وثالث عن أول عاصمة في التاريخ الفرعوني “نخن”.

وظل شادي عبد السلام يعد لرائعة أخري عبارة عن فيلم يدور حول إخناتون، الفرعون المصري الذي نادي بالوحدانية ورفض عبادة آلهة متعددة محطماً تقاليد آلاف السنين في خطوة لم تتكرر في التاريخ المصري القديم، ظل شادي يعد لهذا الفيلم على مدار 10 سنوات، يدرس كل كبيرة وصغيرة عن حياة إخناتون، وكان على الفنان العظيم أنسي أبو سيف أن يقوم بتصميم وإعداد ملابس هذه الفترة، خاصة ملابس الملكة التي كان من المقرر أن تقوم نادية لطفي بدورها، وكان الفنان الراحل صلاح مرعي مكلفا بعمل الديكورات.

وعن ذلك قال زاهي حواس :"يبدو أن لعنة إخناتون أصابت العمل ليموت كل من شادي عبدالسلام والفنان أحمد مرعي والفنان صلاح مرعي والمنتج محمد سالم بمرض السرطان اللعين".

وتوفي شادي عبدالسلام في الثامن من أكتوبر عام 1986بعد أن أهدى السينما فيلمه الخالد “المومياء”، ذلك الفيلم المعجزة الذي تفخر به السينما العربية.

تم نسخ الرابط