واجبات المسلم تجاه وطنه
قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق؛ أن الوطن الذي نعم أبناؤه بالأمن والطمأنينة في أكنافه, وتقلبوا بين حناياه وجوانبه, ونمت أعوادهم من خيراته وثمراته, ليحتم على كل فرد أن ينهض بواجباته تجاه وطنه.
وأشار عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك؛ أن من أهم تلك الواجبات: الأمن والبناء, فأما الأمن في الأوطان فهو من النعم الكبرى التي منحها الله عباده وامتن عليهم بها, ومن مقررات ذلك وأمثلته ماحكاه الله تعالى عن أهم ما تميز به أهل مصر, فقال سبحانه فيما حكاه عن يوسف عليه السلام في مقام الامتنان: (وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [يوسف:99]، وقد حثنا رسولنا ﷺ على أن نكون مصدر أمن وأمان, وسبيل طمأنينة وسلام, في كل زمان ومكان فقال: «أفشوا السلام وأطعموا الطعام» (الترمذي) بل أمر أن يكف المسلم الأذى عن الناس وأن يسلم الناس من إساءته وأذاه, فقال ﷺ: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده, والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم» (النسائي).
أوضح إن تحققنا بصفات المؤمن الصادق تستوجب منا أن ندرأ الفتنة ونمنع قيامها، وأن نئد الإشاعات الكاذبة والإرجافات المغرضة, وأن نبتعد عن ترويع الآمنين وتخويف أبناء الوطن بل وغيرهم من المسالمين.
الواجب الثاني الذي يتحتم على الجميع القيام به تجاه الوطن هو واجب البناء, فبناء الوطن من مقتضيات الاستخلاف في الأرض وإعمارها, قال تعالى: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) [هود:61], فكل منا في موقعه مستخلف ومطالب بالبناء علي قدر ما حباه الله من سعة وقدرة وعلم, ويمكن القيام بذلك الواجب في مجالات شتى, منها الحفاظ على الممتلكات والمرافق العامة, والحرص على خيرات الوطن وثرواته ومكتسباته, ومنها أيضا الحفاظ على البيئة بكل صورها كإماطة الأذى عن الطريق, والكف عن الإسراف أو إهدار الموارد مهما قلت أو كثرت, بل يتحقق بناء الوطن في أبسط صوره في إتقان العمل النافع المفيد.
إن حب الوطن لا ينبغي أن يقف عند المشاعر والعواطف, بل لابد أن يترجم إلى سلوك صالح نافع للفرد والمجتمع.