نجوم ”تحت القبة”..المليجى عينه السادات و”موسيقار الأجيال” عينه مبارك بمجلس الشورى..واحتفظت فايدة كامل بالمقعد 34 عام..وحسين صدقى وأمينة رزق نواب بـ”اكتساح”
خاض عدد كبير من نجوم الفن قديما وبالزمن الحالي في مجال السياسة بأشكال عديدة، وكان للبعض بصمات واضحة ومهمة عبر التاريخ فالبرلمان المصرى منذ نشأته، لم يكن قاصرًا على السياسيين والأحزاب والقوى السياسية فقط، حيث خاض أهل الفن تجربة الجلوس تحت قبة البرلمان منذ قدم تاريخ البرلمان.
البداية مع الفنان محمود المليجي، والذي قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، تعيينه عضوا فى مجلس الشورى، باعتباره أحد أهم الرموز الفنية فى تاريخ السينما المصرية، ويعد "المليجى" رائد فنانى مجلس الشورى، وكان قرار "السادات" مفاجأة هزت الأوساط الفنية فى ذلك الوقت، خاصة أنه أول فنان يشارك سياسيا تحت قبة البرلمان.
وأيضًا بأمر رئاسي تم اختيار موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب لعضوية مجلس الشورى، حيث تم تعيينه فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك بعد وفاة المليجى ليكون عضوا فى مجلس الشورى عام 1983، والحقيقة أنها لم تكن خطوته الأولى نحو العمل السياسى، حيث ربطته صداقة قوية مع مصطفى النحاس ومكرم عبيد وأحمد ماهر، كما أن عبد الوهاب كانت تربطه صداقة شخصية بالسادات الذى منحه عام 1979 رتبة اللواء، وارتدى الزى العسكرى، وهو يقود معزوفة السلام الوطنى بعد توقيع معاهدة السلام 1979، وكان موسيقار الأجيال يرى أن الفنان يمكن أن يكون سياسيا أيضا.
ويعتبر فتى الشاشة الأول في تاريخ السينما حسين صدقى الذي يحصل على عضوية البرلمان المصرى بالانتخاب المباشر وبنجاح كاسح، حيث تم انتخابه عام 1961 عضواً فى مجلس الأمة "مجلس الشعب"، الذى تم حله بعد سنة واحدة، وكان النجم السينمائى اتخذ قراره باعتزال التمثيل فور انتهائه من بطولة وإخراج آخر أفلامه "أنا العدالة" فى العام نفسه، وعلى رغم أنه لم يرشح نفسه فى الانتخابات التى تلت حل مجلس الأمة فإنه أصر على اعتزال الحياة الفنية حتى وفاته فى العام 1976.
وكانت فايدة كامل هي زوجة وزير الداخلية الأسبق النبوى إسماعيل، وهى فنانة حاصلة على دبلوم المعهد الموسيقى واشتهرت بالأغانى الوطنية أهمها على الإطلاق أوبريت الوطن الأكبر، ثم أصبحت نائبة بمجلس الشعب فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات لعدة دورات متتالية بعد أن توقفت عن الغناء، واحتفظت بكرسى البرلمان على مدار 34 عاما متواصلة، ما جعلها تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية كأقدم برلمانية فى العالم، كانت نائبة عن الحزب الوطنى عن دائرة حى الخليفة بمحافظة القاهرة لسنوات طويلة، كما ترأست لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بالمجلس، وفى إحدى دورات المجلس بأواخر السبعينيات كانت أزمة اتفاقية «كامب ديفيد» قد تفجرت على آخرها، فقامت فايدة مع 329 نائبا بترديد نشيد: "بلادى.. بلادى" تأييداً للقرار أمام 15 عضوا قاموا بترديد "والله زمان يا سلاحى" لكن تم حل المجلس بعدها.
كما نجح الموسيقار الراحل كمال الطويل، الذى خاض أيضا انتخابات مجلس الشعب على قائمة حزب الوفد فى الثمانينيات، حيث كان على قوائم المعارضة بفضل الشهرة الكبيرة التى كان يتمتع بها.
واهتمت الفنانة الراحلة أمينة رزق بمشاكل الشعب تحت قبة البرلمان، وكانت صاحبة بصمة فى مجال السياسة حيث عينت عضوا بمجلس الشورى فى مايو 1991، بأمر من الرئيس الأسبق "مبارك"، تقديرا لعطائها الفنى الطويل، وبالفعل كان لها دور مؤثر عندما كانت تتحدث تحت قبة المجلس عن هموم ومشاكل الشعب المصرى.
واهتمت الفنانة الراحلة طوال عضويتها بالتشريعات الخاصة بالضريبة الموحدة وتجارة المخدرات والعقوبات التى توقع على المدمنين، وكذلك قضايا المرأة والأحوال الشخصية والفنية، بل وتحولت "رزق" إلى زعيمة المعارضة، عندما قدمت استجواباً لوزير الثقافة وقتها عن حالة المسرح الذى أصبح لا يصدر الفن الراقى للخارج.