البابا شنودة علي السينما.. حلم الأقباط الذي منعت الكنيسة تحقيقه
عادت حالة الغليان من جديد إلي الساحة القبطية خلال الأيام الماضية علي الخلفية الجدل المثار ترشيح الفنان حسن يوسف لدور البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية والكنيسة الأرثوذكسية الراحل.
كانت الكنيسة قد قامت بتجميد مسلسل بابا العرب بطولة الفنان ماجد الكدواني إلي أجل غير مسمي وذلك وفقاً لبيان أصدره الأنبا صرابامون، أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوى يوم الخميس الماضي بدعوى عدم توافر التمويل المطلوب ولأسباب أخرى خاصة بالدير.
وعلي الرغم من استجابة الكنيسة للغضب القبطي تجاه هذا العمل لأسباب عديدة منها عنوانه إلا أنه يُجري حالياً تصوير فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم ويتناول السيرة الذاتية للبابا شنودة الثالث.
كان دير الأنبا بيشوي القبطي، قد أعلن عن إنتاج مسلسل تلفزيوني بعنوان "بابا العرب" يروي قصة حياة البابا شنودة، ويقوم ببطولته النجم ماجد الكدواني، غير أن اسم المسلسل أثار الجدل في الشارع القبطي بين من يرى أن البابا شنودة له مواقف قومية وعربية ومن ثم ينطبق الاسم عليه، ومن يرى أن الاسم يقحم السيرة الباباوية في السياسة رغم كونه عمل كنسي ينتجه الدير.
من جانبه قال نشأت زقلمة المؤرخ الكنسي، الذي أعد المادة التاريخية لمسلسل "بابا العرب"، إنه فوجئ قرار دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون والخاص بتجميد العمل الخاص بالمسلسل الذي يتناول قصة حياة البابا الراحل شنودة الثالث، مشيراً إلى أنه حاول التواصل مع المسئولين بالكنيسة للتعرف على سبب القرار إلا أنه لم يتمكن الوصول إليهم نظرًا لإغلاقهم هواتفهم المحمولة.
وتعود أزمة مسلسل "بابا العرب" إلي الجدل الذي أثاره الأقباط حوله بسبب تكلفة إنتاجه والتي تصل إلي 80 مليون جنيه وتعتمد علي التبرعات في حين يعاني المحتاجون والفقراء من شعب الكنيسة من سوء الأوضاع الاقتصادية، إضافة لرفض كثير من الأقباط نسب كلمة البابا إلي "العرب" لما تثيره من دلالات في نفوسهم ويرونها إهانة وتقليلاً من شأن البابا الراحل.
وبغض النظر عن أسباب ودوافع تأجيل المسلسل، فقد لعبت مواقع الـ"سوشيال ميديا" دوراً بارزاً في تفجير الأزمة بعد أن تداولت العديد من الأخبار والبيانات التي أصدرها نشطاء ورموز قبطية رفضوا العمل ووجهوا مناشدات للكنيسة والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للتدخل لإنهاء الأزمة، حتى نشرت الصفحة الرسمية للكنيسة الأرثوذكسية بيان دير الأنبا بيشوي بالإعلان عن تجميد العمل في مسلسل "بابا العرب" لعدم توافر ميزانية.
فيلم بنفس الاسم
ورغم الغضب القبطي الذي أجهض إنتاج المسلسل، إلا أن حاليا يجري تصوير فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم، حيث أكد عبدالله منصور المنتج الفني لفيلم "بابا العرب" الذي يحكي السيرة الذاتية للبابا شنودة الثالث، أن أسرة الفيلم كانت قد صورت عدة مشاهد مشيراً إلى أن الفيلم يضم عدداً كبيراً من النجوم الذين يشاركون كضيوف شرف، منهم أحمد السقا وأحمد عز وهاني رمزي وسامح حسين وأحمد شاكر عبداللطيف وسيد رجب.
وأضاف في تصريحات صحفية أن الفيلم ليس له علاقة بالمسلسل الذي يحمل نفس الاسم وكانت تنوي الكنيسة انتاجه، وأن الفيلم من سيناريو وحوار وإخراج ألبير مكرم، وأنه سيُطرح "برومو" رئيسي للعمل خلال الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر.
وأشار إلى أن الجهة المنتجة للفيلم حصلت على كافة الموافقات الرقابية قبل بدء التصوير، وأنه تم اختيار وجه جديد لتجسيد شخصية البابا سيكون بمثابة مفاجأة كبيرة للجمهور خاصة أنه قريب الشبه من البابا شنودة الثالث.
وفي السياق ذاته رد ألبير مكرم مخرج العمل علي حالة الجدل المثارة حول فيلم بابا العرب والمسلسل قائلاً "أنا باعمل فيلم اسمه"بابا العرب" وليس مسلسل والبرومو التشويقي له نزل منذ شهر فبراير ٢٠١٩".. وأضاف عبر منشور له بصفحته الخاصة علي موقع "فيس بوك" أن "الفيلم من إنتاج شركة الريماس ولم يتم جمع تبرعات له لكونه عمل فني"، موضحاً أن التبرعات تُجمع للمحتاجين وليس للأعمال الفنية.
ونفي مكرم مسألة إيقاف الفيلم أو منعه، مؤكداً أنه حصل علي جميع الموافقات الرقابية وكذلك موافقة الكنيسة الرسمية والموقّعة والمختومة من الأنبا مارتيروس مسئول المصنفات الفنية بالمجمع المقدس للكنيسة.
وأشار مخرج الفيلم إلي أنه اختار اسم "بابا العرب" للعمل منذ عام ٢٠١٢ في "برومو" موجود علي "يوتيوب" بتاريخ ١٧ ديسمبر ٢٠١٢ وتم إثباته في وزارة الثقافة بتاريخ ١٥ يوليو ٢٠١٥ كحق من حقوق الملكية الفكرية، مستنكراً اختيار نفس الاسم للدعاية لعمل درامي آخر .
واختتم مكرم حديثه قائلاً "تم البدء في تصوير الفيلم وجاري استكماله لإنتاج عمل يليق برمز كبير مثل البابا شنودة