تميزت في كتابة الروايات و”صغيرة علي الحب” أهم أعمالها ومزقت وجهها بسبب شقيقتها نجمة الإغراء ولم تبتعد عن الجرأة في أفلامها.. مواقف من حياة سامية شكري
تعتبر واحدة من أهم فنانيين السبعينات فهي تميزت بأدائها في الكثير من الشخصيات، وعلي الرغم من أن أدوارها كانت ثانوية إلا أنها تركت بصمة خاصة مع المشاهدين حتى الآن، ومن أبرزها دورها فى فيلم "صغيرة على الحب"، أنها الفنانة سامية شكري.
ولدت الفنانة سامية شكري في مثل هذا اليوم عام ١٩٤٥ بالقاهرة، كانت تعشق التمثيل منذ طفولتها مثل شقيقتها الفنانة ناهد يسري، لذلك كانت دائمًا تقضي معها في طفولتهن الكثير من الأوقات في التمثيل وتقليد فنانيين الزمن الجميل أمام والديهم.
وبجانب التمثيل كانت سامية تملك موهبة الكتابة لذلك بدأت أولي خطواتها العملية من خلال كتابة العديد من قصص الأفلام ونشرت مجموعة من الروايات في حلقات مسلسلة بالمجلات اللبنانية، وحققت من خلالهم نجاح كبير وأشاد الجميع بموهبتها في الكتابة.
في عام ١٩٦٤ بدأت مسيرتها الفنية من خلال عدد من الأدوار الثانوية، وشاركت في العديد من الأفلام السينمائية الهامة منها: "الخائنة، العبيط، صغيرة على الحب، غراميات مجنون، شاطئ المرح، غراميات مجنون، ملوك الشر، التلميذة والأستاذ، حسناء المطار، مغامرة شباب، عدو المرأة، العبيط، حكاية بنت اسمها مرمر، حكاية ٣ بنات".
شاركت الفنانة سامية شكرى في أهم افلام السينما المصرية بالإضافة إلى تمتعها بجمال واضح، إلا أنها لم تلقى الشهرة التي نالتها شقيقتها الفنانة ناهد يسري، التى قدمت فيلم "سيدة الأقمار السوداء"، الذى يعد واحدًا من أجرأ أفلام السينما العربية، فقد مُنع من العرض لاحتوائه على مشاهد ساخنة أثارت ضجة كبيرة.
سامية شكري لم تبتعد عن الجرأة في الأفلام التي شاركت بها كما ظهرت على أغلفة المجلات اللبنانية أكثر جرأة خاصة خلال فترة السبعينات والتي شهدت ذروة نشاطها الفني ولكن يبدو أن ناهد يسري خطفت الأضواء وتركتها في الظل.
تعرضت الفنانة سامية شكري لموقف صعب للغاية بسبب شقيقتها الفنانة ناهد يسري التي كانت في أوج شهرتها، ففي منتصف السبعينات وقعت ناهد عقدًا لفيلم سينمائي، وبعده بساعة وقعت عقدًا لمسلسل تليفزيوني، وفي هذا اليوم قبلت دعوة للعشاء سيحضرها خطيبها حسين الجباس، هذا بالإضافة إلى العديد من الشخصيات المعروفة.
وفي العاشرة مساءً مر عليها حسين الجباس وطلب منها أن تأتي في سيارته، وأنتظر المدعوين في الحفل وصول ناهد ولكنها لم تأتي، وهنا قلقت سامية علي شقيقتها فذهبت إلي منزل ناهد، وهنا جاءهما صوت الخادمة "الحقي يا ست سامية.. الست ناهد عملت حادثة"، وأصيبت سامية بصدمة كبيرة.
ووقع الحادث بجوار كوبري الجامعة، حيث كان محمد توفيق الفنان المعروف يقود سيارته خلف سيارة حسين الجباس، وقد أضاء الأنوار دلالة على أنه يريد تجاوزه، وحين بدأ حسين ينحرف بسيارته ليخلي الطريق، جاءت سيارة نقل ضخمة من الإتجاه المضاد، ولم يكن من الممكن تفاديها، وحدث الإصطدام حين تجلس ناهد، وأصيب الجميع، وتوقف الطريق وهبط دكتور كان يعرف حسين الجباس، ورأى المنظر، حسين يتوجع، وناهد فقدت الوعي، وفتح الطبيب الباب وسحب الجباس، أما ناهد فقد الظن الجميع أنها ماتت، وبصعوبة خلصوها من الحطام، وهي لا تشعر بشيء، غير أن نبضًا واهنًا كان يعلن أنها على قيد الحياة.
وفي مستشفى الدقي لم يكن هناك طبيب فهرع الجميع للقصر العيني، ولم يكن هناك طبيب أيضًا بالإضافة إلى أنهم ذكروهم أن الحادث يقع في نطاق الجيزة وليس القاهرة، وهنا جرى الجميع لمستشفى أم المصريين، وفي المستشفى حدثت المعجزة، حين وصلت سامية للمستشفى وجدت أن ناهد في غرفة العمليات وحولها ٦ أطباء، وعرفت أنها تعاني من غيبوبة ناتجة عن ارتجاج في المخ، وكان أيضًا هناك كسر في الذراع، وعدة جروح غائرة في الرقبة والصدر، ونثار زجاج على الوجه والخدين.
واعتقد الجميع أن ناهد تحتضر، واستدعت سامية الدكتور عادل نجل الفنان حسين حلمي المهندس، وقد دخل على الأطباء فوجدهم يناقشون حالة الاحتضار لأن النبض تبدد تمامًا، ولم تفلح قطرات الدم وهي تندفع إلى شرايينها في التقدم بحالتها عبر الساعة التالية، والساعة التي تليها أكدت، فسند الأطباء وجوههم على أيديهم على أمل أن تتحقق المعجزة، وكان هناك دكتور يدعى طاهر كان يعد بعض الحقن لتعيد لها النبض، وكان الحد الأقصى الذي يمكن أن يمنحه لمريض في تلك الحالة هو ثلاث حقن، ولكن زملاءه فوجئوا به يعطيها اثنتي عشرة حقنة، وسط دهشة الجميع.
وأيقن الكل أن ناهد يسري رحلت تمامًا، وراحت سامية تمزق شعرها ووجهها بأظافرها، وسالت دموع الممرضات وقد فقدن الأمل تمامًا، وراح الأطباء ينظرون إلى بعضهم في أسى، وقد أيقن الكل أن ناهد رحلت وفجأة سمع الجميع صوت الجهاز وهو يعود، وعلت صرخاتهم، وعادت ناهد بعد سبع ساعات كاملة من موتها، وسقطت سامية فاقدة للوعي، وفرح الكل بعودتها، وبعدها بثمانى وأربعين ساعة خرج صوت ناهد ولم تكن تدخل غرفتها إلا صديقتها المقربة ميرفت أمين، وكانت تكتم دموعها ببطولة.