هددت جولدا مائير بنسف قريته وطالب موشى ديان برأسة ... حكاية الطيار المصرى الذى أبكى إسرائيل

الطيار مدكور أبو
الطيار مدكور أبو العز

بطل من طراز خاص، ترك بصمة قوية فى الجيش المصرى، وحفر اسمه بحروف من ذهب فى سجلات العدو الصهيونى، أبكاهم وجعلهم يشعرون بمرارة الهزيمة ووجع الفشل، فلقبوه بالسفاح، وهددوا بنسف قريته بطائراتهم، إنه السفاح المصرى المنتقم مدكور أبو العز ، أحد أبطال الجيش المصرى الباسل، السطور التالية تحمل الكثير من الأسرار فى حياة بطل حرب العزة والكرامة الطيار مدكور أبو العز، الذى تم استبعاده عن الجيش المصرى مرتين الاولى كانت بسبب وشاية من المشير عبد الحكيم عامر، والثانية كانت لارضاء قيادات دولة روسيا، وشعبيته التى فاقت الحدود .

ولد مدكور أبو العز عام 1918م، بمحافظة دمياط وتخرج من الكلية الجوية وكان عمره ١٧ عام ولذلك يعتبر أصغر ظابط طيار في تاريخ القوات الجوية المصرية، ترأس مدكور أبو العز إدارة الكلية الجوية المصرية وتخرج علي يديه أفضل الطيارين المصريين الذين شاركوا في حرب أكتوبر 1973م، وكان أبرز هؤلاء الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، يعتبر مدكور أول من فكر فى إنشاء وبناء دشم ومخابئ للطائرات الحربية المصرية، لتفادى ضربها علي الأرض من قبل اليهود، وعندما طرح مدكور الفكرة على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والمشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية، رفض عامر فكرته ، فقال له مدكور أبو العز جملته الشهيرة: "من الشرف لقواتنا الجوية أن تفقد إحدى الطائرات في معركة جوية ولكن من العار علينا أن تفقدها وهي رابضة علي الأرض"، اشتاط غضب عبد الحكيم عامر عندما سمع هذه الكلمات، وبعدها مباشرة أقاله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد وشاية من المشير عبد الحكيم عامر ، وبعد الإقالة عينه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر محافظا لأسوان .

وبعد نكسة 5 يونيو 1967م مباشرة، أصدر عبد الناصر قرارا بعودة مدكور أبو العز إلي الجيش المصري، وتعيينه قائدا للقوات الجوية المصرية ، وكان أول قرار اتخذه مدكور أبو العز بعد توليه منصب قائد القوات الجوية المصرية هو إنشاء وبناء دشم ومخابئ للطائرات الحربية المصرية في كل المطارات الحربية علي مستوي الجمهورية ، ثم قام مدكور أبو العز بوضع مدافع مضادة للطائرات الإسرائيلية في الدلتا والصعيد والبحر الأحمر ، ﺛﻢ ﻗﺎﻡ مدكور أبوالعز ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ 50 ﻃﺎﺋﺮﺓ حربية مصرية وهم كل ﻣﺎ تبقي ﻣﻦ طائرات القوات الجوية المصرية بعد النكسة ، وبعد مرور 40 يوم فقط من نكسة 5 يونيو 1967م، نجح البطل مدكور أبوالعز في الرد علي اليهود الإسرائيليين بضربة جوية إستهدفت طائرات وﻣﻄﺎﺭﺍﺕ اليهود الإسرائيليين ومراكز قياداته وتشكيلاته في شبه جزيرة سيناء، ولم يخسر طائرة مصرية واحدة، وقد إعترف اليهود الإسرائيليين وقتها بتكبدهم خسائر كبيرة في الأفراد والطائرات الحربية، وإنتشر وقتها الذعر والخوف والهلع بين الجنود والضباط اليهود الإسرائيليين في سيناء .

هددت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل بنسف قريته كفر سعد بدمياط إنتقاما منه، بعدما أطلقت عليه الصحافة الإسرائيلية وقتها لقب السفاح المصري ، وظهر الجنرال اليهودي موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي علي شاشة التلفزيون الإسرائيلي وطالب برأس مدكور أبو العز علنا، وبعدها مباشرة طلب موشي ديان من مصر وقف إطلاق النيران وهدنة، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺑﻠﻎ المسؤولين المصريين الرئيس الراحل جمال ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﺄﻥ موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي يطلب ويتوسل لوقف إطلاق النار قال لهم : "إسألوا مدكور أبوالعز" ، وعندما أبلغوا مدكور أبو العز بكلمات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مال برأسه في إعتزاز وزهو المنتصر وقال: "الآن فقط يمكن وقف إطلاق النار".

بعد مرور أربع شهور فقط أقاله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مرة ثانية لسببين ، الأول هو إرتفاع شعبية مدكور أبو العز بين المصريين خصوصا عندما كان في زيارة لمدينة طنطا والأهالي رفعوا سيارته من الأرض فرحا وإحتفالا به ، والسبب الثاني هو لإرضاء الخبراء الروس السوفييت الذين طالبوا بإبعاد مدكور أبو العز عن الجيش المصري وذلك لغروره الشديد وثقته الشديدة بنفسه وتعاليه عليهم، وعينه مستشارا له ، لكنه لم يكمل شهر فى منصبه الجديد وقدم استقالته للرئيس عبد الناصر وفضل الابتعاد تماما عن الأضواء إلى أن فارق الحياة عام 2006 عن عمر 88 عاما.

تم نسخ الرابط