أسرار تُنشر لأول مرة عن علاقة يوسف وهبي ورئيس مخابرات عبدالناصر.. وهذه حكايته مع بابا الفاتيكان بسبب ”كرسي الاعتراف”
ترك الفنان الراحل يوسف وهبي بصماته على المسرح المصري والعربي عبر إسهاماته المتعددة سواء على صعيد الكتابة أو الإنتاج أو التمثيل، لذا يحفل تاريخه بكثير من القصص والحكايات غير المعروفة، ومنها ما يتعلق بمسرحية «كرسي الاعتراف».
بعد 7 سنوات من عرض فيلم «كرسي الاعتراف» عام 1949، قرر يوسف وهبي أن يحول القصة إلى نص مسرحي تقوم فرقة رمسيس بالتعاون مع فرقتي التمثيل التلفزيوني والفرقة المصرية الحديثة، والتي قامت بعرضه على مسرح الأوبرا المصرية في إبريل من العام 1956.
صلاح سالم
كان صلاح سالم يشغل منصب وزير الإرشاد في الحكومة الثانية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ورفضت وزارة الإرشاد الموافقة على قيام الفرقة المصرية ببدء موسمها على مسرح الأوبرا بكرسي الاعتراف.
كانت حجة صلاح سالم أن الموسم يواكب شهر رمضان وموضوع المسرحية لا يتلائم مع شهر رمضان من الزاوية الدينية.
حاولت فرقة يوسف وهبي الخروج من رأي النقيب، وتمكن يوسف وهبي من إقناعهم حيث أن المسرحية قامت بحملة دعايا للمسرحية، وبعلاقات يوسف وهبي وافقت الوزارة على عرض المسرحية.
نجحت مسرحية «كرسي الاعتراف» ووصلت أصداءها إلى روما، مما جعل يوسف وهبي في آخر أيام رمضان يتوجه إلى الفاتيكان لمقابلة البابا وأخذ أغرب جائزة في تاريخ الممثلين المسلمين، حيث نال يوسف وهبي وسام «الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية»، والذي منحه له بابا الفاتيكان بيوس الثاني عشر، تقديراً لروحه الفنية التي جعلته يقدم شخصية مسيحية في شهر إسلاميٍ، وبذلك أصبح يوسف وهبي أول ممثل مصري مسلم أو مواطن مسلم بشكل عام يحصل على هذا الوسام، الذي كان يمنح حصريًا لشخصيات مسيحية.
نقد المسرحية
عقب عرض الفيلم تعرض لنقد من الصحفي عباس خضر في عدد مجلة الرسالة رقم 829 بتاريخ 23 مايو سنة 1949، حيث قال الناقد «يخيل لي أن هذا الفيلم يتمثل فيه التقتير من ناحيتين، فالتقرير من جانب المنتج في عدم الإنفاق على المناظر والاكتفاء بهذا الاسم المدوي في عالم الفن يوسف وهبي، وهو أي يوسف وهبي يبدو رائعاً بمظهر الكردينال كما ترى في صورته بالإعلان في الصحف وقد رفع يديه فبدت فتحتا القميص الرشيقتان وقد عنى مصور الفيلم بالتقاط مناظره في المواقف المختلفة عناية ظاهرة».
وتابع ناقد مجلة الرسالة حديثه بقوله «التقتير من جانب يوسف وهبي بتقديم بضاعة قديمة، لا تكلفه عناء ولا مجهوداً ولا عناء، فقد حفظ دوره في الرواية وأجاد تمثيله، وأقوم ما في الفيلم إتقان يوسف وهبي في تمثيل دوره الذي مرن عليه في المسرح، ولا آخذ عليه إلا ما ينتابه من الصياح في بعض المواقف دون داع إليه».
قصة المسرحية
تدور قصة الفيلم والمسرحية، حول الكردينال جيوفاني أحد رجال الكنيسة بروما، في قصر أسرته العريقة آل ميدتشي، مع والدته التي تأمل أن يصل الكاردينال إلى كرسي البابوية، ومع أخيه الشاب جوليانو، بجوار أسرته تشيجي واسمها فليبرتا وهي تحبه.
ويحاول أندريا ستروتسي الذي يقر به البابا لأنه يجاهد في خدمة الكنيسة بسيفه – يحاول أن يظفر بالفتاة فليبرتا فيخطبها من أبيها، فيرفض الأب، ويدور بينهما نقاش حاد ينتهي بأن يقوم جوليانو بقتل تشيجي بخنجره، ويأمر تابعين له بنقله إلى باب داره، ويذهب إلى الكردينال، ليعترف بخطيئته أمام كرسي الاعتراف، ثم يذهب إلى حرب أمره البابا بالسير إليها.
عندما يكون جوليانو وخطيبته التي فقدها أبوها عند أخيه الكردينال، يقبل محافظ روما ليقبض على جوليانو مهماً بقتل تشيجي لأنه وجد خنجره بجوار الجثة وكان قد وقع منه عندما خف لنجدته ولأن اسم جوليانو كان آخر ما لفظه القتيل.
يصعق الكردينال لهذه المفاجأة ويؤكد للمحافظ أن أخاه بريء، ولكن المحافظ لا يعبأ به ويسوق المتهم إلى السجن، ثم يحاكم ويقضي بإعدامه؛ وتمر المحنة بالكردينال شديدة عاصفة لأنه يعرف القاتل ولا يستطيع أن يفشي سر الاعتراف وأخوه يساق إلى الإعدام.
وفي خلال ذلك يقابل أندريا القاتل الحقيقي من ميدان القتال ظافراً، فتستقبله روما بالحفاوة، ويطلب إليه الكردينال أن يكشف عن الحقيقة في قتل تشيجي ولا بأس عليه لأن البابا لا بد أن يعفو عنه جزاء بلائه في الحرب، فيطلب ثمناً لذلك أن يتزوج فليبرتا فيعنف الكردينال في مخاطبته فيطرده ويلعنه، ثم يتصنع الجنون ويهيئ الجو بحيث يستدرج أندريا إلى الإقرار بجريمته على مسمع من محافظ روما الذي كان لدى الكردينال عندما أقبل أندريا وهم بالانصراف ولكنه لما سمع الجدال يعلو بين الرجلين اختبأ قريباً منهما خشية أن يعتدي أندريا على الكردينال، ثم يهجم المحافظ على أندريا ويمسك به ويطلق سراح جوليانو.