صدفة منحت دنجوان السينما المصرية رشدي أباظة لقب ”طيار” لكنه لم يحترف الطيران ليومًا واحدًا.. اعرف الحكاية
يعتبر من أهم نجوم الزمن الجميل فهو كان عاشقًا للتمثيل، وأفنى حياته لخدمة الفن، وقدم الكثير من الأدوار المميزة فى السينما والتليفزيون والمسرح، موهبته الفريدة جعلته يحظي بتاريخ عظيم وشعبية حافلة من محبة المصريين والعالم العربي بأكمله، أنه الفنان رشدي أباظة.
وفي إحدى حواراته النادرة قال الفنان الراحل أن خلال عمله في فيلم"المليونيرة الصغيرة" كان هناك مشهد وداع في مطار القاهرة بينه وبين وفاتن حمامة، مشيرًا إلي أنه رأي طيارين مشهورين هما الكابتن الصيرفي والكابتن صادق لوقا، وفي ساعة توطدت بينه وبينهما علاقة صداقة، حتى أن الكابتن الصيرفي دعاه إلى نزهة في الفضاء، وركب معه طائرة "تيجرموس" وكانت تلك هي المرة الأولى له لركوب هذه الطائرة، وإذا بالكابتن ينصحه أن يربط الحزام، وبعدها تمامًا انقلب بالطائرة وراحت تطير على ظهرها، وتابع قائلاً: "كتمت صرخة كبيرة، وراح الكابتن يقهقه وهو يراني كالفأر في مقعدي".
وأضاف: "وعندما نزل إلى أرض المطار تبجحت عليه بسبب ما فعله معي، ولكن الكابتن صادق لوقا قال لي أنا سأعوضك عن مقلب الصيرفي هيا معي، وبالفعل ركبت معه الطائرة وهو بدوره نصحني بربط حزام مقعدي، ثم ظل "يتشقلب" بالطائرة وكأنه بهلوان في السيرك، فإذا اعتدل مال بها على جانب، وفي ثوان يندفع للجانب الآخر، وأنا لم أعد أعرف على أي جانب وعلى أي وضع يطير بعد أن أصبحت في حالة انعدام وزن".
وأختتم رشدي أباظة حديثه قائلًا: "وضحكت كل قافلة الفنانين علي، ولكن الذي حدث أعطاني إصرارًا على أن أتعلم هذا الفن السحري الأخاذ الذي اسمه الطيران، فالتحقت بمعهد إمبابة وحصلت على شهادة الطيران، وأصبحت طيارًا وكنت في منتهى السعادة بها، وإن لم أحترف الطيران يومًا واحدًا.
ولد چان الزمن الجميل رشدي أباظة في ٣ أغسطس ١٩٢٦ في المنصورة ووالده سعيد أباظة، الذي ينتمي إلي عائلة ثرية ومشهورة في مصر، فهو كان يعمل ضابط شرطة، وترقى في المناصب حتى أصبح لواءً، ووالدته إيطالية الجنسية، وألتحق أباظة بمدرسة سان مارك في الإسكندرية، وله ثلاث أخوات من جانب والده هنّ رجاء ومنيرة وزينب، وأخ غير شقيق اسمه فكري وهو ممثل أيضاً، ومن جانب والدته له أخ غير شقيق وهو حامد.
دخل أباظة مجال التمثيل بالصدفة فهو لم يكن في أحلامه أن يصبح فنان، لكن بعدما تعرف علي المخرج بركات محمد قدمه لأول مرة في السينما من خلال "المليونيرة الصغيرة" عام ١٩٤٨، وتعلمه خمس لغات مختلفة أهلته أن يصل إلي السينما العالمية، وفي عام ١٩٥٠ سافر إلي إيطاليا بلد والدته، وشارك في بطولة عدد من الأفلام الأجنبية منها "أمنية، وآسيا نوريس، وامرأة من نار، والوصايا العشر" وغيرهم.
وفي عام ١٩٥٨ قرر العودة إلي مصر ليبدأ مسيرته الفنية الحقيقية بمشاركة شكري سرحان وزكي رستم وهدى سلطان في فيلم سينمائي، وبعد هذا العمل توالت أعماله الفنية الناجحة وقدم وقتها أفلامًا ذات قيمة عالية منها: "بوحيرد، في بيتنا رجل، الطريق، لا وقت للحب، الشياطين الثلاثة، الزوجة رقم 13، الرجل الثاني، الساحرة الصغيرة، صغيرة على الحب، صراع في النيل، عروس النيل، شيء في صدري" وغيرهم.
عرف رشدي أباظة بأنه محب للنساء لذلك كان كثير الزواج والطلاق، حيث تزوج أكثر من ١٢ مرة وذلك لأن هناك أكثر من زيجة لم تستمر اكثر من شهر، تزوج الفنان الراحل ضمن ١٢ زوجة خمس فنانات كان أولهم الفنانة تحية كاريوكا والذي أستمر زواجهم لمدة ثلاث سنوات، وتزوج بعد ذلك من فتاة امريكية أنجب منها ابنته الوحيدة قسمت، واستمر زواجهما أربع سنوات، وطلّقها عام ١٩٥٩، وتزوج بعد ذلك من الفنانة سامية جمال في ١٩٦٢ والذي أستمر زوجاهم لمدة طويلة وصلت إلى ١٨ عامًا أنتهت بالطلاق في عام ١٩٧٧، من ثم تزوج من الفنانة صباح وطلقها بعد أسبوعين.
في عام ١٩٨٠ انتهى رشدي أباظة من تصوير فيلم "سأعود بلا دموع" وهو آخر أفلامه، ثم اشترك بفيلم "الأقوياء" وقد توفي أثناء تصويره عام ١٩٨٠، عن عمر يناهز ثلاثة وخمسون عامًا بعد معاناته مع مرض سرطان الدماغ، وحضر جنازته ملايين الأشخاص، واختار أباظة منطقة الأهرامات في نزلة السمان، لتكون مكانًا لقبره خاصة، لأنها المنطقة التي كان يحبها وكان يقضي فيها معظم أوقات فراغه.
كانت تربطه علاقة صداقة قوية بالفنان فريد شوقي الذي ظهر في جنازة صديقه وبدت عليه علامات الصدمة، وحضر الجنازة أيضًا كلاً من الفنان نور الشريف والفنان يحيى شاهين والفنانة مديحة يسري وحسين فهمي والفنان أحمد مظهر وفكري أباظة الشقيق الأصغر لرشدي أباظة والفنانة سامية جمال التي تزوجت الدنجوان لسنوات طويلة، وتناولت شخصيته بعدد من الأفلام والمسلسلات والأعمال الأدبية نذكر منها: "الشحرورة، كاريوكا، السندريلا" وغيرهم.