أم كلثوم تأكل من ”الحلة”..وعبدالوهاب ”والله ما انا ملحن لك تاني”..وهذا سر الخلاف بينهما..وهكذا صالحهما عبدالناصر

الموجز

انتشرت صورة نادرة لكوكب الشرق أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وذلك أثناء تلحين وتسجيل إحدي الأغاني بالاستديو، وظهرت كوكب الشرق بالصورة وهي تتناول الطعام بطريقة مختلفة جدًا وبتلقائية شديدة، فقد كانت كوكب الشرق تأكل بيدها من "الحلة" مباشرة، ودون استخدام الملعقة أو الأطباق، ولم تحافظ على بروتوكول اللإتكيت المعروفة، وحدث المفاجأة بسبب شهرتها الواسعة واعتبارها سيدة الغناء الأشهر فى العالم العربي.

تم إلتقاط الصورة بإحدى البروفات أثناء فترة الإستراحة بعدما قرر محمد عبد الوهاب وفريق العمل التوقف بعض الوقت لتناول الطعام والشراب للقدرة على مواصلة العمل لفترات طويلة.

شاهد الموسيقار محمد عبد الوهاب والملحن محمد القصبجي تصرف سيدة الغناء العربي وسط حالة من الاستياء، حيث اشتهر عبدالوهاب بأنه شديد النظافة لدرجة الوسوسة مما جعله يغضب سريعًا من هذا التصرف ويقول منفعلًا :"والله ما أنا ملحن لكي حاجة تاني".

وكان الخلاف بين أم كلثوم وعبدالوهاب حاضرًا بشكل دائم، وفى عام 1927 كانت الحرب والمنافسة بينهما على أشدها هو يغنى وهى تغنى، هو يحيى حفلا كل أسبوع وكذلك هى، قبل ذلك بأعوام قليلة كان اللقاء الأول بينهما حيث تعرف محمد عبد الوهاب على أم كلثوم لأول مرة في مطلع العشرينات بمنزل أحد الأثرياء، وهو محمود خيرت باشا والد الموسيقار أبو بكر خيرت، وجد الموسيقار العالمي عمر خيرت، وقاما بالغناء سويا وعملا دويتو في أغنية "على قد الليل ما يطول" للشيخ سيد درويش من أوبريت «العشرة الطيبة» كلمات بديع خيرى، وألحان فنان الشعب سيد درويش.



ومن بعد ذلك، قام محمد عبد الوهاب بتلحين أغنية "غاير من اللى هواكي قبلي ولو كنت جاهلة" لأم كلثوم ولكنها رفضت غنائها، وقام بغنائها هو وبدأت المعركة بين القطبين منذ ذلك الحين.

ففي بداية الثلاثينات حتى أواخر الأربعينات كانت الصحف تلقبهم بالعدوين حيث جرت محاولات الجمع بينهما وكانت محاولتين واحدة بائت بالفشل والثانية حولت علاقتهم العدائية إلى علاقة فنية ناجحة.

وكان اللقاء الأول الذي باء بالفشل من نصيب طلعت حرب، لكن المحاولة الثانية الناجحة كانت للرئيس عبد الناصر، وذات مرة أثناء احتفالات الدولة بأعياد 23 يوليو 1963 عقب انتهاء الحفل السنوي بمناسبة ثورة 23 يوليو، والذي أقيم في نادي ضباط القوات المسلحة، التقى الرئيس جمال عبد الناصر بالسيدة أم كلثوم والموسيقار عبد الوهاب، وبلهجة ودودة قال عبد الناصر لهما: "لن ﺃغفر ﻟﻜﻤﺎ عدم اشتراككما ﻓﻲ عمل ﻓﻨﻲ"، وجاء الرد على الفور من الاثنين، فقال موسيقار الأجيال: "لا مانع"، وقالت أم كلثوم: "أنا أتمنى ذلك"، وانتهى اللقاء، وذلك وفق رواية الموسيقار عبد الوهاب بعد ذلك.

وجاء التعاون الكبير بينهما عام 1964 فى أغنية «أنت عمرى» كلمات أحمد شفيق كامل، التى كان من المفترض أن يغنيها عبد الوهاب لكنه أعطاها للست، وتوقف موسيقار الأجيال عن الغناء وترك الست تواجه العندليب.

تم نسخ الرابط