سيناريوهات أليمة.. مصير الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد إصابة ترامب بفيروس كورونا
كشفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية عن سيناريوهات أليمة تنتظر الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد إعلان إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا "كوفيد-19" مؤكدة أن ذلك يشكل عقبة جديدة هائلة أمام حملة إعادة انتخابه لولاية ثانية والتي تكافح بالفعل للتغلب على عبء الوباء الذى أدي إلي شلل قطاعات كثيرة من الاقتصاد الأمريكي.
وقالت الصحيفة إنه "في حين أن التأثير النهائي للإصابة سيعتمد على صحة الرئيس، فإنه حتى إذا ما كانت إصابته خفيفة نسبيا فإنها ستعيد تركيز الشعب والحملة الانتخابية على الاستجابة للوباء العالمي، وهي القضية التي حصل ترامب فيها على معدلات تأييد منخفضة بين الناخبين".
واستعرضت الصحيفة سيناريوهات وضعها عدد من الخبراء حول تأثير إصابة ترامب علي الانتخابات، وما يمكن أن يحدث إذا مات مرشح أو أصبح عاجزًا قبل الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر المقبل.
واستبعدت "لوس أنجلوس تايمز" ما وصفته بـ "السيناريوهات الأليمة" بما في ذلك الحاجة إلى استبدال ترامب حال عجزه ، لافته إلي تصريحات للدكتور بوب لاهيتا من مستشفى جامعة سانت جوزيف في وقت سابق قال فيها إن حوالي 96% من مرضى كورونا الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاما ينجون من المرض.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن التأثير الفوري للمرض سيكون غياب ترامب عن الحملة الانتخابية ومنعه من المشاركة في المناظرة المقبلة مع المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن، المقرر إجراؤها في 15 أكتوبر الجاري.
واستبعدت الصحيفة أيضا أن يكون ترامب قادرا على تنظيم التجمعات الانتخابية الضخمة، حيث كان من المقرر أن يكون في جنوب كاليفورنيا، الثلاثاء المقبل لجمع التبرعات في مقاطعة أورانج وبيفرلي هيلز.
من جهته، قال دان شنور، الخبير في التواصل السياسي بجامعة جنوب كاليفورنيا إنه "حتى لوكانت إصابة ترامب خفيفة أو بدون أعراض، سيظل الرئيس يواجه تحديًا كبيرًا، بسبب موقفه العلني الرافض في كثير من الأحيان للخطر الذي يشكله الفيروس".
وأضاف شنور، المستشار السابق للعديد من القادة الجمهوريين أنه "حتى لو افترضت أفضل نتيجة صحية للرئيس والسيدة الأولى، فإنه سيظل يواجه مشكلة سياسية ضخمة، لأن تعرضه للإصابة بالفيروس يقوض الحجة الأساسية لديه حول كورونا خلال الأشهر الماضية".
وتابع شنور أن "الناخبين سيتذكرون أنه في المناظرة مع جو بايدن، قلل ترامب من خطر المرض الذي أودى بحياة أكثر من 207 ألف أمريكي، كما قلل من شأن بايدن لإقامته تجمعات انتخابية عن بعد، ولارتداءه كمامة، وفقًا لإرشادات الصحة العامة".
بدوره، قال روب ستوتزمان ، مستشار حاكم كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزنيجر إن "هذه لحظة حساسة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة"، مضيفا أن "التأثير على محاولة إعادة انتخاب الرئيس قد يتأرجح بشكل كبير، اعتمادًا على حدة إصابته بالمرض".
وأوضح ستوتزمان أنه "إذا لم تظهر عليه أعراض مطلقًا، وتجاوز هذه الأزمة سيشجع ذلك قاعدته الانتخابية، لكن إذا كان ترامب مريضًا بشكل أكثر خطورة، سيضر ذلك بفرص إعادة انتخابه. إن لم ينه (الفيروس) حياته".
ونوهت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إلي أنه لم يواجه أي مرشح في نصف القرن الماضي مرضًا يحتمل أن يهدد الحياة في وقت قريب جدًا من يوم الانتخابات.
ولفتت الصحيفة إلي أن المرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون أصيبت بالتهاب رئوي في سبتمبر 2016 ، لكنها تمكنت من مواصلة حملتها ضد ترامب.
واشارت الصحيفة إلي أن الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت في عام 1944، بينما كان يترشح لولاية رابعة غير مسبوقة عاني من تدهور فى صحته قبل أشهر من يوم الانتخابات.
وتابعت كتب طبيب قام بفحصه مذكرة سرية بأن الرئيس من المحتمل أن يموت خلال توليه منصبه إذا تم انتخابه لفترة ولاية أخرى.
ونوهت "لوس أنجلوس تايمز" إلي أنه لم يتم الكشف عن المذكرة، وفاز روزفلت بالانتخابات ، ثم توفي بسكتة دماغية بعد ثلاثة أشهر من ولايته. وخلفه نائبه هاري ترومان.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه لدى كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري قواعد لكيفية اختيار مرشح جديد إذا مات مرشحهما أو انسحب قبل الانتخابات.
من جهته، قال ريك هاسن، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا، إن "التحدي الراهن أنه قد تم طباعة بطاقات الاقتراع بالفعل وبدء التصويت المبكر".
وأوضح هاسن في منشور على مدونة قانون الانتخابات إن "الأرجح أن الانتخابات ستجرى في الوقت المحدد مع وجود اسم المرشح المتوفى أو العاجز على بطاقة الاقتراع".
وتابع : "بعد ذلك سيكون هناك سؤال حول ما إذا كانت الهيئات التشريعية ستسمح للناخبين الرئاسيين في كل ولاية بالتصويت لشخص آخر غير المرشح المتوفى".
ومضى قائلا: "ليست كل ولاية لديها قوانين تعالج هذا الاحتمال ، مما يؤدي إلى مزيد من عدم اليقين"