حكاية ”مراهقة السينما” مديحة سالم..توفت شقيقتها أمام عينها..وعملت جاسوسة لإسرائيل فتسببت في استشهاد شقيقها..وكتب لها أشرف زكي ”حبيبتي تحتضر”

الموجز

أدوار خفيفة قدمتها إلا أنها استطاعت من خلالها أن تأسر قلوب المشاهدين بملامحها البريئة ورومانسيتها الهادئة، هي مراهقة السينما المصرية مديحة سالم، فطبيعة شخصيتها وعمرها في هذا الوقت، جعل المخرجين يحصرونها في أدوار الفتاة الحالمة الرومانسية المراهقة التي تسعى إلى إيجاد شريك حياتها والارتباط به مدى الحياة.

ولدت مديحة سالم في القاهرة 2 أكتوبر عام 1944، وبعد وفاة والدها انقطعت عن الدراسة بعد حصولها على شهادة الثانوية العامة من كلية البنات بحي الزمالك، لم تستجب مديحة سالم خلال مشوارها الفني لرغبة كثير من المخرجين، حيث تمردت على نوعية الأدوار التي بدأت بها مشوارها السينمائي، فقدمت أدواراً كوميدية بمساحات أكبر في "العريس يصل غداً" مع أحمد رمزي، "المغامرة الكبرى" و"3 لصوص" مع حسن يوسف، "الراجل ده هيجنني" مع فؤاد المهندس، "لصوص لكن ظرفاء" مع يوسف فخرالدين.

كما قامت بأداء الشخصية الجادة، مثل أدوارها في فيلم "الناس والنيل" مع سعاد حسني، "ملكة الليل" مع هند رستم، "حب وكبرياء" مع نجلاء فتحي، ومهدت السينما الطريق أمام مديحة سالم، فبرعت تليفزيونيا، خاصة مع الفنان محمود المليجي في "القط الأسود، وهارب من الأيام" مع كمال ياسين، "إلا دمعة الحزن" مع نادية لطفي " داليا المصرية"، "الرجل والحصان" أمام محمود مرسي.

وفي الثمانينيات انقطعت عن الفن تماماً وهي في قمة تألقها، حيث فضلت أن تكمل مشوار حياتها كزوجة، وتتفرغ لحياتها الأسرية، لتتوارى " قطة السينما" عن الأضواء، حيث بدأت مسيرتها الفنية وهي في السابعة عشرة من عمرها بعد أن اكتشفها وقدمها المخرج محمود ذو الفقار، واختتمت مديحة سالم حياتها الفنية بمسلسل "القضاء في الإسلام" مع زهرة العلا.

كما قدمت ما يقرب من 40 عملا فنيا ما بين السينما والإذاعة والتليفزيون، واشتهرت مديحة سالم بلازمة تكاد لا تفارقها في الكثير من أدوارها وهي "آبيه".

وكان لها أخت أصغر منها تسمى "فكرية" تجري وتلعب كمثيلاتها في نفس السن الذي لم يتخط الخامسة، ثم وقعت على الأرض وفقدت وعيها، وعندما نقلوها إلى السرير، ماتت بعد لحظات، أمام عين مديحة سالم.

اشتهرت بدورها في مسلسل «داليا المصرية» بالاشتراك مع الفنان ممدوح عبدالعليم، ويحكي عن الفتاة داليا التي أممت الثورة أملاك والدها فمات من الصدمة، وعانت هي وشقيقها الفقر والحاجة، فحقدت على الثورة وقررت الانتقام.

وعملت جاسوسة لصالح إسرائيل لكنها أبلغتهم عن موقع للصواريخ كان يعمل فيه أخوها مهندسا بدون أن تعلم، فمات بعد غارة جوية على الموقع، وانهارت عندما علمت، وتم القبض عليها، ويقال إنها قصة حقيقية، وتم إعادة إنتاج القصة مرة أخرى في فيلم «فخ الجواسيس» بطولة محمود عبدالعزيز وهالة صدقي.

كتب لها الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، مقالا بعنوان «حبيبتي تحتضر»، عندما بدأت الحالة الصحية للفنانة مديحة سالم التدهور، حيث رفضت الذهاب إلى المستشفى قائلة: «أريد أن أموت في بيتي»، لكن بعد ازدياد حالتها سوءا تم نقلها  للعناية المركزة في أحد المستشفيات الخاصة بالمهندسين.

وكانت تعاني من مشكلات في الجهاز التنفسي، وظلت بالمستشفى حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، في يوم 20 شهر نوفمبر من عام 2015، لترحل عن دنيانا عن عمر يناهز 71 عاما.

تم نسخ الرابط