عينها مبارك في مجلس الشورى واستمرت فيه لـ7 أعوام..وأصيبت بانهيار عصبي بعد وفاة نجلها..وباعت مجوهراتها وعاشت في مكتبها بعد تأميم أملاكها..محطات لسمراء النيل مديحة يسري
محطات كثيرة مرت بها الفنانة مديحة يسرى، على مدار فترات حياتها المختلفة، فلم يقتصر نشاطها على عالم الفن فحسب، بينما كان لها دور سياسى بارز، امتد لقرابة سبعة أعوام، من داخل مجلس الشورى، حيث عينت من قبل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عضوة فى المجلس، وكان ذلك فى يوليو عام 1998.
وقالت يسرى فى أحد الحوارات إنها كانت فى مدينة الإسكندرية، ذات مرة، وعلمت باختيارها عضوة بمجلس الشورى، من خلال نشرة التاسعة مساءً فى التليفزيون المصرى، حيث تفاجأت بذلك القرار، وقالت فور سماعها الخبر: «أكيد مش أنا»، لتتلقى اتصالاً هاتفياً بعدها، من قِبل أحد المسئولين يطالبها بالحضور إلى القاهرة لإنهاء الإجراءات وحلف اليمين، واصفة تلك الفترة بأجمل أيام حياتها، فتتذكر أول يوم لها داخل المجلس، حيث وقفت وتحدثت أمام الأعضاء، وقالت وقتها: «أنا عملت 120 فيلم، ووقفت أمام كاميرات وميكروفونات كتير.. لكن أول مرة أقف قدام ميكروفون وأبقى مرعوبة كده».
دخولها المجلس جاء بعد انتهاء فترة الفنانة الراحلة أمينة رزق، التى ظلت تحت القبة قرابة سبعة أعوام، منذ 1991، حيث كان لـ«يسرى» دور بارز داخل «الشورى» وانضمت إلى أكثر من لجنة، منها الآثار والإعلام، حيث كانت تتميز شخصيتها بالالتزام والانضباط، من خلال اهتمامها بقضايا المجتمع وحضور الجلسات، فتقول فى حوار صحفى إنها أضافت للعمل السينمائى بوجودها كعضو فى المجلس، من خلال ممارسة دورها النيابى ومشاركتها فى مناقشة العديد من القوانين المهمة، منها خفض الضرائب على الأفلام السينمائية.
ورحلت سمراء النيل عن عالمنا يوم 30 مايو من عام 2018 بعدما سحرت العالم بجمالها وفنها، وصنفت كواحدة من أجمل نساء العالم، بعد حياة حافلة بالفن والأحداث، وكان فى حياة مديحة يسري عدد من الرجال الذين أثروا فى حياتها ومسيرتها.
ولدت مديحة يسرى عام 1921 واسمها الحقيقى «هنومة حبيب خليل» ولكن اختار لها زوجها الأول الفنان محمد أمين اسم مديحة يسرى، ليسطع نجمها فى زمن عمالقة الفن، وشاركته تأسيس شركة إنتاج سينمائى، وأنتجت معه العديد من الأفلام، ثم تزوجت من دنجوان السينما الفنان الطيار محمد سالم الذى توفى فى ريعان شبابه، فكانت إحدى أكبر الصدمات فى حياة سمراء النيل، وبعده تزوجت أهم زيجاتها من الفنان محمد فوزى، وشاركته العديد من الأفلام وأنجبت منه ابنها الوحيد عمرو .
كان فوزى ومديحة من أشهر وأجمل الثنائيات الفنية، واستمر زواجهما لمدة 10 سنوات، حققا خلالها أهم نجاحاتهما، ساندته فى تأسيس شركة الأسطوانات الخاصة به، ورغم طلاقهما لم تنته صداقتهما، وقفت إلى جواره فى محنة تأميم شركته وإصابته بالمرض، وكانت تزوره حتى آخر أيام حياته، وكانت صدمتها بوفاته من أكبر صدمات حياتها.
عاشت الجميلة ظروفًا صعبة خاصة بعد تأميم كل أملاكها وحسابها فى البنك فى الستينيات، واضطرت لبيع مجوهراتها حتى تنفق على نفسها، وعاشت فى مكتبها؛ لأنه لم يعد لديها بيت، لكنها تؤكد دائمًا أن الله يقف إلى جوارها فى كل محنة.
حققت مديحة يسرى نجاحات عديدة محليًّا ودوليًّا وشاركت فى العديد من الأفلام التى اقترب عددها من 90 فيلمًا وكانت علامات فارقة فى تاريخ السينما، وجسدت فى معظمها دور المدافعة عن حقوق المرأة، ومن بينها أحلام الشباب، وتحيا الستات، وقبلة فى لبنان، ويحيا الرجالة، وفيلم «الأفوكاتو مديحة» مع يوسف وهبى.
عشقها عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد، وقيل إنه استوحى رواية سارة من قصته معها، وكما قيل أن الشاعر عبدالمنعم السباعى كان يحبها وكتب فيها قصيدة «أروح لمين»التى غنتها أم كلثوم .
وتزوجت مديحة يسرى للمرة الرابعة والأخيرة من الشيخ إبراهيم سلامة الراضى شيخ مشايخ الحامدية الشاذلية الصوفية، وابتعدت خلال هذه الفترة عن الفن، وانفصلت عنه بعد عودته لزوجته الأولى، وعادت بعدها للفن من جديد.
بقدر ما كان الفن والجمال والحب حاضرًا فى حياة مديحة يسرى كان عذاب الفقد ومراره حاضرًا وبقوة ، حيث ذاقت مرار فقد ابنها الوحيد وهو فى ريعان شبابه قبل أن يتجاوز عمره 26 عامًا إثر حادث سيارة، وكان شابًا رياضيًا، يشارك والدته كل شىء، وأصيبت مديحة يسرى بانهيار عصبى بعد وفاته.