فقد بصره بسبب الفقر .. الموسيقي حرمته من القرآن.. له قصة مثيرة مع أم كلثوم .. و”تعيش يا سادات” سبب خلافه مع زوجته.. حكايات سيد مكاوي

سيد مكاوي
سيد مكاوي

المطرب الكبير سيد مكاوي ..حكايات كانت مؤثرة جدا .. أصيب بالعمي بسبب الفقر.. عشق القرآن فلقب بالشيخ .. عشقه للغناء حرمه من القرآن.. رفض التلحين للعندليب.. ووفاة أم كلثوم سببت له عقده.. ووردة الجزائرية أخرجته من الاكتئاب وأدخلته الغناء.. السادات أدخله في خلاف مع زوجته بسبب "تعيش يا سادات"..

ولد سيد محمد سيد مكاوي في 8 مايو عام 1929 بحي الناصرية بمنطقة السيدة زينب بمدينة القاهرة، وكان والده محبا للغناء والطرب ويمتلك 3 آلاف اسطوانة، واصيب "سيد" بالرمد وهو طفل في عمر الـ3 أعوام، ولأنه من اسرة فقيرة لم تمتلك المال الكافي كى يذهب وقتها لطبيب العيون ففقد بصره وهو صغير، وقرر بعدها بسنوات أن يتعلم تلاوة القرآن الكريم وكان يؤذن ايضا في مسجد أبو طبل ومسجد الحنفي بالناصرية وهو لا يزال صغيرا.

أحب الناس سيد مكاوي كقارئ للقرآن الكريم وعمل كمقرئ لفترة، ولكن بعد أن غنى الموشحات والأدوار في المناسبات المختلفة بدأ يفقد وظيفته وحرم من العمل كقارئ للقرآن، وذلك لم يثنِه عن حبه للغناء، فأسّس فرقة للإنشاد الديني مع زملائه وقدموا في المناسبات المختلفة اناشيد دينية، وكان متابعا لكبار المقرئين والمنشدين مثل إسماعيل سكر والشيخ مصطفى عبد الرحيم وكان يكفيه أن يسمع الموشح مرة واحدة كي يحفظه عن ظهر قلب.

قدّم في الاذاعة في بداية الخمسينيات وبعد عناء تمت الموافقة لكي يغني ربع ساعة فقط في العام وكان يدفع من ماله الخاص للفرقة الموسيقية كي يحقق حلمه قبل أن يتم تخصيص مواعيد شهرية ثابتة له كي يقدم من خلالها الموشحات على الهواء مباشرة.

لحن لكبار النجوم وعلي رأسهم شريفة فاضل والتي حققت أغنيته "مبروك عليك يا معجباني يا غالي"، شهرة واسعة له، كما ان لحن "اسأل مرة عليا"، ولكن تعاونه مع كوكب الشرق أم كلثوم في اغنية "يا مسهرني"، كانت علامة مؤثرة في حياته ونقلة له في عالم الكبار، وتعاون أيضا مع كل من صباح ونجاة ووردة وشادية، وغيرهم.

وكان هناك علاقة قوية بين أم كلثوم وسيد مكاوي وعندما طلبته لتلحين لها أغنية "أنساك" التي قدمتها في 1962، وبعد ما لحن المقدمة سألها "هاخد كام على اللحن ده" قالت له: "يكفيك فخرًا أنك هتلحن لأم كلثوم، قال لها لا مش هيكفيني لأن البقال اللي تحت بيتنا مش هيكفيه فخرًا أني أشتري منه"، ودخل في عزلة بعدما رافقه سوء الحظ، حيث توفت أم كلثوم قبل تقديم أغنية "أوقاتي بتحلو" والتي غناها بعد ذل وغنتها وردة الجزائرية ولكنه أعتبرها نحس، فبعدما بدأت أم كلثوم في بروفات الأغنية توفيت قبل أن تقوم بغنائها في حفلة أو اسطوانة، إلا ان وردة اقنعته وقتها بأن يقوم هو بغناء الاغنية بنفسه وهو ما قام به بالفعل بعد فترة، وطلبت منه أن تغنيها مرة أخري فوافق وحققت نجاح كبير، وقال لها :" بالرغم من جمال الأغنية كعمل فني، إلا أنها "نحس" حيث ماتت أم كلثوم وهي تعتزم غنائها".

وعلى الرغم من رغبته ورغبة الفنان عبد الحليم حافظ في التعاون سويا لكن بعد وفاة العندليب وفي حوار له قال إن عبد الحليم حافظ كانت له شلة من الملحنين وكان يخشى أن يتعاون معه فيتسبب في وقف عملهم

تزوج سيد مكاوي من السيدة زينات خليل وهي رسامة تشكيلية وابنة تاجر كبير في دمنهور ووصلت إلى القاهرة كي تكمل تعليمها، وحين حكت لها زميلتها عن سيد مكاوي الذي يعلمها عزف العود وقعت في غرامه قبل أن تقابله شخصيا وطلبت من زميلتها ان تقابله فذهبت بحجة رغبتها في رسم اسكتشات فنية لأوبريت الليلة الكبيرة وبعدها أُعجب فيها الفنان سيد درويش وطلبها للزواج في عام 1961 وعاشا سويا قصة كفاح وكان يناديها نونا بينما كانت تناديه ابو السيد وأثمر الزواج ابنتين هما اميرة وايناس.

كان لسيد مكاوي علاقة بالرئيس جمال عبد الناصر و الرئيس السادات، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس عبد الناصر عام 1966، كما غنى للرئيس السادات بمناسبة زيارة القدس أغنية "كان قلبي معاك طول ما انت هناك.. تعيش يا سادات" وكان هذا الموضوع سبب خلاف كبير بينه وبين زوجته لأنها لم تكن مقتنعة بهذه الرحلة بينما هو كان مؤمنا بها وبأنها رحلة مسار للسلام وأنه إذا استطاعت مصر أن تسترجع كل شبر من أرضها وتجعل مستقبل أبنائها خاليا من الحرب فإن الأمر يستحق التقدير، وظلت هذه المسألة نقطة خلاف وغضب بينهما لكن كلا منهما احترم وجهة نظر الآخر.

كان تجمع الشيخ سيد وصلاح جاهين علاقة قوية، وتعاونوا في العديد من الأعمال أبرزها "الليلة الكبيرة" و"حمار شهاب الدين" و"قيراط حرية" مرورا بأغنية شادية "الدرس انتهى لموا الكراريس"، وصولا لفيلم "خلي بالك من زوزو"، و"الرباعيات"، وبعد وفاته ظل متأثرا برحيله طول حياته وكثيرا ما كان يشرد ويذكر أنه كان مرتبطا به بشدة، ورحل سيد مكاوي عن عالمنا 21 أبريل لعام 1997.

تم نسخ الرابط